إنها مصر

العالم كله فى شرم الشيخ

كرم جبر
كرم جبر

الدولة لم تتكلف مليماً واحداً فى الإنفاق على مؤتمر المناخ، فكل الوفود والزائرين يتحملون التكلفة كاملة، والمؤتمر بالكامل تحت إشراف الأمم المتحدة، ابتداءً من دعوة الوفود حتى ترتيبات الإقامة فى المدينة.


 على العكس تحقق شرم الشيخ مكاسب هائلة، ووصلت الإشغالات الذروة، وتضرب تكاليف الإقامة أرقاماً فلكية لم تصلها من قبل، وتشهد المدينة انتعاشاً هائلاً، وعادت الحياة والرواج إلى شوارعها وشواطئها وفنادقها، وتوفر فرص عمل لآلاف الشباب.
 سنوات من الركود والخسائر، بعد كورونا والحرب الأوكرانية، تركت بصماتها على المدينة الرائعة، ثم يجيء مؤتمر المناخ بمثابة عودة الروح، ليس لشرم الشيخ فقط، بل لسائر المدن السياحية التى تشهد الآن رواجاً لم يحدث مثله فى أوج سنوات الازدهار.
 والفوائد غير ذلك كثيرة.


 فقد تصدرت مصر المشهد العالمي، وجاء إليها عشرات الآلاف من الوفود الإعلامية العالمية، علاوة على زعماء العالم الذى يجيء كل واحد منهم بصحبة كبار المسئولين والسياسيين فى دولهم، وهذه رسالة عظيمة تقول: مصر دولة عظيمة.
 والخير قادم بإذن الله خلال رئاسة مصر للمؤتمر لمدة عام كامل، فإذا كانت جنوب إفريقيا حصلت على تمويلات تبلغ 8.5 مليار دولار بعد مؤتمر جلاسكو العام الماضي، فالمتوقع أن تحصل مصر أيضاً على تمويلات لمشروعات كبرى قد تبلغ ما حصلت عليه جنوب إفريقيا أو يزيد.
 وتشهد شرم الشيخ فعاليات مهمة فى فترة انعقاد المؤتمر، من بينها توقيع اتفاقيات لتبادل الديون بين مصر وعديد من الدول، والمعروف أنه تم الاتفاق مع كل من إيطاليا وألمانيا، وسيتم الإعلان عن دول أخرى.
 وأنشأت مصر منصة وطنية يطلق عليها «نوفي» تتضمن معلومات كاملة عن الإجراءات التى تم اتخاذها وأهمها إطلاق استراتيجية التغيرات المناخية، والمشروعات التى سيتم تنفيذها فى مجالات الطاقة والغذاء والمياه، والتمويلات الميسرة لرفع كفاءة مشروعات أخرى.
 ويوم 9 نوفمبر سيتم الإعلان عن دليل شرم الشيخ للتمويل العادل للمشروعات، والمعروف أن الدول الأكثر إضراراً بالبيئة هى الأكثر استخداماً للفحم، وهى جنوب إفريقيا وإندونيسيا وفيتنام والفلبين والهند، وإذا أضفنا إليها الولايات المتحدة والصين، فتكون هذه الدول المسئولة عن 80% من أضرار الانبعاثات التى تصيب الكرة الأرضية.
 مؤتمر شرم الشيخ يرفع شعار «من التعهد إلى التنفيذ»، وتتطلع دول العالم المضارة إلى الحصول على حصتها العادلة من مبلغ الـ 100 مليار دولار الذى خصصته الدول الكبرى للدول المضارة منذ عدة سنوات، وظل مجرد شعار ولم يدخل بصورة كاملة حيز التنفيذ، والمقرر أن تأخذ التعهدات طريقها بأساليب أكثر جدية.
 شرم الشيخ عروس مدن العالم، ترتدى أحلى ثيابها، لترسم للعالم استراتيجية إنقاذ الكرة الأرضية من الانبعاثات القاتلة.