الأديب بهاء طاهر: الوجه المنسى لبهاء مخرج وصوت إذاعى أنيق

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

السنوات التى قضاها الكاتب الكبير بهاء طاهر فى الإذاعة المصرية، فترة مثيرة وثرية فى رحلته الأدبية، وظنى أنها أحد ملامح تميزه فى الكتابة وهذه صورة لا يعرفها الكثيرون عنه، فالروائى الكبير وكاتب القصة القصيرة، كتب المسرح والنقد المسرحي، ومارس الإخراج المسرحى فى الإذاعة، إلى جانب ترجمته لعدد كبير من النصوص المسرحية الأجنبية.  

حيث عمل مذيعاً و مخرجاً للدراما الإذاعية منذ عام 1957 وحتى 1973وبعد ذلك تم منعه من الكتابة وغادر مصر، وتوقف عن العمل الإذاعى ومنع من الكتابة عام 1975 حين منعه يوسف السباعى من العمل، وعاد فى عام 1985 للكتابة من خلال مجلة صباح الخير حيث نشر له لويس جريس رواية «شرق النخيل» مسلسلة ووقتها كان يقيم فى جنيف، وقال له لويس جريس سوف ننشرها، وإن لم يعلق أحد سوف نستمر وقد حدث ولم يعلق أحد فكان السادات قد رحل ورحلت حكومته وتغيرت الأمور.

وفى تلك الفترة التى عمل بها فى الإذاعة قدم الروائى الكبير وكاتب القصة القصيرة مجموعة مهمة من اللقاءات الإذاعية مع كبار الكتاب فى برنامج عنوانه.

«مع الأدباء» فى إذاعة البرنامج الثقافى الذى كان وقتذاك يحمل اسم البرنامج الثاني، وعام 1957 هو عام إنشاء البرنامج الثانى كمحطة إذاعية، فقد التحق بالعمل بعد امتحانات قاسية كما وصف لى هذه اللحظة.

وكان المسئول عن الدراما فى ذلك الوقت صلاح عز الدين والفنان القدير محمود مرسي، ومعهما فى إذاعة البرنامج الثاني، عفاف المولد وسميرة الكيلانى وحكمت عباس.

واقترح سعد لبيب أن يعمل بهاء طاهر فى الدراما نظراً لعدم خبرته بالإخراج الإذاعي، وصادف أول يوم عمل اجتماع لسعد لبيب حول ما سيتم تقديمه خلال الشهر، ودار حوار حول الترجمة، ويذكر بهاء طاهر أن أول مسرحية دربه فيها محمود مرسى على الإخراج كانت «الآنسه جوليا» لستريدنبرج، ويصف دقته وإخلاصه فى العمل حيث ظل أكثر من ست ساعات فى المشهد الأول وكان معه من الممثلين «سميحة أيوب وسناء جميل». 


هذه صورة باهتة فى حياة بهاء طاهر أو قل فى مسيرته الإبداعية لا يعرفها بوضوح إلا من عاصروه فى حقبة الستينيات، توارت خلف أعماله الروائية مع الزمن، أما أجيال ما بعد السبعينيات فلا تعرف إلا بهاء طاهر الروائى وكاتب القصة القصيرة بامتياز.

ومثل أبناء جيلى من كُتاب التسعينات عرفت بهاء طاهر من خلال مجموعة قصصية شاعت بيننا فى نهاية الثمانينيات وصدرت عن الهيئة العامة للكتاب عنوانها «بالأمس حلمت بك» ومازلت أذكر لغة الشعر التى يكتب بها وتتسم بها قصص المجموعة التى قادتنى إلى أولى مجموعاته القصصية «الخطوبة».

وأخرى عنوانها «أنا الملك جئت» وأعماله الأخرى، وقرأت مجموعة «الخطوبة» إصداره الأول فى فترة متأخرة، توقفت كثيراً أمام لغة بهاء طاهر الشعرية ومازلت، وبدأت فى قراءة أعماله الروائية وأذهلتنى قدرته ليس فقط على البناء المحكم للرواية، ولكن قدرته على رسم الحركة المسرحية للشخصيات داخل السرد الروائي.

ولذلك كان من السهل تقديم رواية «خالتى صفية والدير» على خشبة المسرح، ومن قبلها أعمال قصصية أخرى، ففى مطلع عام 1994 كنت أشاهد بهاء طاهر فى مسرح الهناجر بل وكان يرتاد كافتيريا المركز كل يوم تقريبا وكان السبب عرض مسرحية عنوانها «محاكمة الكاهن كاى نن» مأخوذة عن قصة قصيرة له تطرح خطورة صعود التيار الأصولى والأفكار التكفيرية.

ومن خلال صراع كهنة أمون مع كاهن آتون الذى رفض أن يبدل ديانته وفق المصالح ومع تغيير السلطة، فدفع حياته ثمناً، والقصة تكشف بقوة كيف يستغل رجال الدين العقيدة فى حكم البلاد والعباد.


فى تلك الفترة بحثت عن بهاء طاهر رجل المسرح وكانت المفاجأة التى ذكرتها سلفاً الصورة التى كانت باهتة بالنسبة لى وأبناء جيلي، وكنت محظوظاً بأن اقتربت منه مبكرا مع الأديب محمد البساطى والناقد فاروق عبد القادر، فعلاقتى الوطيدة بكليهما وضعتنى فى قلب المشهد مع جيل الستينيات، حيث كان لقاء الأحد فى مقهى سوق الحميدية مع فاروق عبد القادر يجمع ما تبقى من أبناء هذا الجيل مع آخرين.

وكان بهاء طاهر يأتى بين الحين والحين، وغالباً ما كان للمسرح النصيب الأكبر فى كل لقاء، وفى تلك الأيام بدأت استمع بانتظام للبرنامج الثقافى واكتشفت المذيع بهاء طاهر من خلال برنامج «مع الأدباء».

والذى استضاف وحاور فيه رموز تلك المرحلة مثل ألفريد فرج، ويوسف إدريس، ومحمود دياب، وغيرهم، وفى تلك الأيام أيضاً اكتشفت صوت بهاء طاهر المذيع، ورحت أقارن بين أسلوبه الهادئ الأنيق فى الحوار اليومى فى المقهى أو الندوات وصوته الإذاعي، حيث كان بهاء طاهر يرتب كلامه ويضبط نغمة صوته كأنه أمام الميكرفون، وحتى إذا تحدث فى الهاتف كأنه يخاطب الجمهور، ولا أقصد أن هناك افتعالاً لكنه اعتاد على هذا الأسلوب الأنيق فى الحوار. 


ترجم بهاء طاهر مجموعة من المسرحيات من الأدب الأفريقى والمسرح العالمي، وقدم كمخرج العشرات من المسرحيات، منها ترجمات عميد الأدب العربى طه حسين من كلاسيكيات المسرح اليونانى «أنتيجون وأوديب ملكاً» وما لا يعرفه الجيل الجديد أن بهاء طاهر أول من قدم الثلاثية لنجيب محفوظ فى عمل إذاعى قبل أن تقدمها السينما وذلك من خلال إذاعة صوت العرب من بطولة يوسف وهبى فى دور سى السيد.

وكتبها للإذاعة أحمد عباس صالح، حيث قدم رواية «قصر الشوق» فى 30 حلقة، وأيضاً «بين القصرين والسكرية» فى سهرات درامية للإذاعة مدتها ثلاث ساعات، وأدت أمينة رزق دور» «أمينة» وسناء جميل «خديجة» وكريمة مختار «عائشة» ومحمد علوان «ياسين» وشكرى سرحان «كمال» وبعدها قدمها حسن الإمام فى السينما. 


ولبهاء طاهر المخرج الإذاعى مسلسلات أخرى منها السندباد العربي، بطولة عمر الحريرى وفترة تقديم المسلسلات الإذاعية كانت من خلال عمله فى إذاعة صوت العرب من 1958 وحتى 1961، وذلك قبل أن يتم تحويل أعماله الأدبية إلى مسلسلات تليفزيونية ممثلة فى الروايتين الشهيرتين «خالتى صفية والدير» و«واحة الغروب».


قرأت أعمال بهاء طاهر المكتوبة وكنت أناقشه فيما أقرأ وكنت محظوظاً حين يقرأ دواوين الشعر التى أهديها له ويناقشني، كانت قدرة بهاء طاهر على التواصل مع الأجيال التالية قوية ومثيرة.

وليس فقط على مستوى الحوار بل المشاركة الاجتماعية والسياسية، ولا يخلو احتجاج للمثقفين من وجود بهاء طاهر حتى قبل 2011 وما تلاها حيث تواجد بقوة وكان مشاركا فعالاً رغم تقدمه فى العمر. 

وفى تلك السنوات ظلت عندى رغبة كبيرة فى معرفة بهاء طاهر المسرحى والإذاعى استمع إليه فى تسجيلات البرنامج الثقافى وأفكر فى دوافعه واختلافه عن أدباء تلك المرحلة، واتفقت معه على أن نلتقى ونناقش هذه المرحلة ومازلت احتفظ بصوته.

وهو يحكى عن المسرح والإذاعة، ومازلت أتذكره وهو يراقب الأفق من نافذة منزله وأنا أجلس إلى جواره ورغم صعوبة التذكر فالأحداث مر عليها ما يقرب من نصف قرن! إلا أنه كان سعيداً وتلمح فى عينيه علامات الرضا، وأذكر أنه ظل فى بداية اللقاء صامتاً.

وأنا أحتسى القهوة وأراقب صمته ونظراته إلى السماء وأفكر أنه ليس سهلاً العودة إلى الوراء ما يقرب من نصف قرن.. وفجأة ابتسم وقال لي: على الراعى قال إنه فى المسرح تربى على الغالي.

وأنا فى الإخراج الإذاعى تربيت على الغالى مع محمود مرسى وصلاح عز الدين. وكان أول عمل مسرحى قدمه من إخراجه نص من فصل واحد للنرويجى هنريك إبسن، وحكى لى كيف راح يعمل لمدة أسبوع على هذه المسرحية، ويضحك بهاء طاهر ويقول: ذهبت إلى صلاح عز الدين فى بيته صباحاً لأسأله فى بعض الملاحظات، ويذكر أنه كانت بطولة الفنانة نعيمة وصفى. 


تذكرت وذكرته بدورى كيف استمعت إليه فى الإذاعة لأول مرة محاوراً ومذيعاً من خلال لقاء مع الكاتب يوسف إدريس، وكنت لم أعرف من المحاور بعد ولكن أدهشتنى قدرته على محاورة كاتب بحجم وقيمة يوسف إدريس.

ولم أكن قد حفظت صوته عبر الأثير ولكن أعجبنى هذا المحاور وسألت نفسى من هو؟ وكنت شغوفاً وانتظرت إلى نهاية الحلقة حتى أعرف هذه الشخصية، وزالت دهشتى حين عرفت أنه بهاء طاهر، ورحت أتابع أعماله الإذاعية الأخرى.


والصدفة وحدها قادتنى إلى بهاء طاهر المخرج المسرحى لأننى دائم الاستماع للبرنامج الثقافي، تعرفت عليه من خلال أعمال مسرحية مهمة من الأدب العالمى قديمه وحديثه، ومن المسرح المصري، ومنها مأساة الحلاج لصلاح عبد الصبور.

وأعمال هنريك إبسن، وسترندبرج وكلاسيكيات المسرح اليوناني، حيث عمل معه كبار الممثلين أمثال يوسف وهبى وأمينة رزق ومحمود مرسى وصلاح منصور وسناء جميل، ومازلت أذكر صوت بهاء طاهر وهو يرسم الحركة للممثلين عبر الميكرفون ويدير الحوار، هذه الخبرة الدرامية تجسدت بوضوح فى أعماله الروائية، ولهذا أصبح حالة خاصة فى جيل الستينيات، وحافظ على هذا التميز.


عقدت النية أن أسأله سؤالاً ظل ملحاً على لسنوات ألا وهو كيف يتم إخراج مسرحية للإذاعة، أى أمام الميكرفون؟ 
فقال لي: كانت تتم مراجعة الترجمة أولاً، لأنه غالباً ما كنا نقدم أعمالاً أجنبية، وتقريباً كنا جميعاً فى البرنامج الثانى نجيد اللغات الأجنبية، وفى بعض الأحيان كنت أرفض الترجمة، وكنا نستدعى المترجم ونناقشه، وأذكر معركة بينى وبين الكاتب المسرحى ميخائيل رومان حول ترجمته، حين ذكرت له بعض الملاحظات، قال لي: غيرها انت!


ويعود الروائى بذاكرته الى الوراء بعيداً ويقول بسخرية: كانت المشكلة فى أجر الترجمة «خمسة جنيهات للمسرحية» ومن الطرائف أن الدكتور مصطفى بدوى ترجم مسرحية، وكان يأتى من الإسكندرية لمراجعتها معنا، لأنه كان يقوم بالتدريس فى جامعة الإسكندرية، ووقتها لاحظنا أنه دفع مواصلات مبلغ يفوق المكافأة، وسألنا أمين حماد رئيس الإذاعة وقتذاك أن يرفع مكأفاة الترجمة، فضحك وقال أنا رفعت مكأفاة ساعة لقلبك بالعافية! 


شعرت فى هذا اللقاء الذى امتد أكثر من ثلاث ساعات أن بهاء طاهر تحرر من شخصية الأديب واستعاد شخصية الإذاعى ورجل المسرح، المخرج والناقد وتحولت الغرفة التى نجلس فيها إلى ستديو ازدحم بشخصيات كان بهاء طاهر يحاورها ويرسل نظراته هنا وهناك وكأنه يرسم حركة الشخصيات ويوجه الممثلين. 


بالإضافة إلى الإخراج المسرحى كتب بهاء طاهر مسرحيتين، الأولى «بلا رجل» عام 1957 ونشرت فى مجلة «البوليس» التى كان يرأس تحريرها سعد الدين وهبة، والثانية ربما بعد عامين وعنوانها «كان» ونشرت فى مجلة الآداب اللبنانية.

وترجم بعض المسرحيات، وكتب النقد المسرحي، ولأننى أعرف أن بهاء طاهر بدأ حياته الأدبية بالكتابة، سألته متى بدأ تفكيرك فى المسرح، وبالتحديد الإخراج المسرحى ولماذا لم يتم عرض هذه النصوص التى كتبتها على خشبة المسرح فى تلك الفترة التى شهدت ازدهاراً كبيراً للمسرح؟ 
 فقال لي: منذ سنوات الجامعة وأنا أحب المسرح، وكنت أقرأ كل النصوص المتاحة لى وأيضاً ما يكتب عن المسرح، بالإضافة إلى مشاهدة المسرح.

أما بالنسبة للنصوص التى كتبتها، فقال لى بحزم: لا لم يحدث، ورفضت تقديمهما فى البرنامج الثاني، لأنى أعمل هناك، وهذا محرج لي! وهنا سألته لماذا لم تفكر يا أستاذ بهاء فى الإخراج المسرحى على خشبة المسرح؟ 
فقال دون تردد: لأنه كان هناك فى ذلك الوقت مجموعة من المخرجين العظماء العباقرة، لديهم الخبرة والموهبة والدراسة الأكاديمية، وكنت أعرفهم جميعاً وأقدمهم فى برنامج أسبوعى فى ندوة المسرح والسينما. 


ودون شك توقفت كثيراً أمام هذه الإجابات التى لا تخلو من دلالة على شخصية بهاء طاهر ومدى صدقه مع نفسه وتواضعه، فلم يشأ أن يقدم نصوصه فى البرنامج الثانى لأنه يعمل به.

ولم يفكر فى الإخراج على خشبة المسرح لأنه يعرف قيمة الإخراج، وهذا هو الفرق بين المثقف الحقيقى وأنصاف المثقفين الذين نعيش معهم، فكلهم يعرفون كل حاجة، والجهل يمنح أصحابه ثقة لا حدود لها. 


سألته سؤالاً تقليدياً وضرورياً على اعتباره أحد شهود العيان على فترة نهضة المسرح المصري، بل وأحد الشركاء فى صناعة هذه النهضة.. متى شعر ببداية سقوط المسرح المصرى فى هوة الزيف والتخلف الذى استمر حتى يومنا هذا؟ 
فصمت طويلاً وقال لي: كنت عضو المكتب الفنى للمسرح القومي، وكنت أمارس كتابة النقد المسرحى، وأذكر أننى كنت أشاهد «البروفة الجنرل» لمسرحية «باب الفتوح» لمحمود دياب إخراج كرم مطاوع وجاء القرار بمصادرة العرض، وتوالى منع المسرحيات ومن الطرائف أنه تم وضع عرض تافه اسمه «سلك مقطوع».

ومكان «باب الفتوح»، يومها عرفت أين نحن وشعرت ببداية السقوط، ولا أنكر أننى لم أعد أستمتع بمشاهدة المسرح وذلك لضعفه الشديد على المستوى الفنى، وضحك بهاء طاهر وقال: لم أستمتع إلا بعرض «خالتى صفية والدير» العرض الذى أخرجه ناصر عبد المنعم فى مركز الهناجر للفنون. 


انتهى اللقاء ولم أشأ أن أسأله لماذا لم ينشر النصوص المسرحية التى كتبها، لأنه لو كانت لديه الرغبة لفعل، وخاصة أن النشر تم فى مجلتى «الكاتب» و«الآداب» ومن السهل العثور عليهما إن لم تكن لديه نسخة! ولكنه من ناحية أخرى نشر المقالات النقدية بعد سنوات «10مسرحيات مصرية عرض ونقد بهاء طاهر» عنوان الكتاب الذى صدر ضمن سلسلة كتاب الهلال عام 1985 للكاتب بهاء طاهر ويضم مقالات حول عشر مسرحيات تناولها بالنقد والتحليل فى سنوات متفرقة حول مجموعة من العروض عن نصوص رموز تلك المرحلة.

وأقصد الستينيات من الكتاب مثل ألفريد فرج، محمود دياب، على سالم، سعد الدين وهبة ويوسف إدريس وصلاح عبد الصبور مع مقدمة حول المسرح والمجتمع ويقصد وظيفة المسرح فى المجتمع، وأشار فى البداية إلى مبرر الكتابة عن هذه العروض دون غيرها.

فقد اعتاد أن يختار مسرحية كل شهر للكتابة عنها شرط أن تمثل قضية تستحق التعليق وليس شرطا أن تكون الأفضل فنياً، بل وحاول كما جاء على لسانه من خلال هذا الكتاب الصغير فى حجمه أن يعرض قصة المجد والانكسار الذى عرفه المسرح المصرى فى تلك الفترة. 


وفى النهاية كان بهاء طاهر الذى رحل الأسبوع الماضى كغيره من أبناء جيله، جيل الستينيات، عاصر ازدهار المسرح المصرى وشارك فى بناء هذه النهضة وحين بدأ السقوط والانكسار لأسباب عديدة أهمها التحولات الاجتماعية والسياسية التى شهدتها مصر فى حقبة السبعينيات، تراجعت أقدام هؤلاء عن الذهاب إلى المسرح.

فأعلن كل من فؤاد دوارة وفاروق عبد القادر اعتزال النقد المسرحي، واتجه الأخير إلى النقد الأدبى وهذا ما فعله بهاء طاهر الذى اكتفى بحرفة الأدب وتخلى عن المسرح، وأيضاً عن سحر ميكرفون الإذاعة الذى توارى بدوره خلف شاشات التليفزيون.

اقرأ ايضا | درس الأستاذ بهاء طاهر