حكايات| «زينب» الملهمة.. حلم المذيعة يبدأ بـ "تعليم السيدات الطبخ"

زينب فتاة كفيفة.. حلم المذيعة يبدأ بتعليم السيدات الطبخ
زينب فتاة كفيفة.. حلم المذيعة يبدأ بتعليم السيدات الطبخ

فتاة صعيدية، حُرمت من نعمة البصر من صغرها، واجهت ظروف الحياة المظلمة بالصبر والكفاح، وبالرغم من أنها كفيفة، إلا أنها استطاعت أن تتفوق على نفسها وتتحدى كل الظروف الصعبة التي واجهتها طيلة حياتها.

 

لم تستلم زينب، للظروف التي واجهتها، منذ أن كانت طفلة صغيرة، لم تعش مراحل الطفولة البريئة، حتى في مراحل تعليمها كانت تحتاج لمرافق معها، يذهب ويعود معها من المدرسة، بسبب عدم قدرتها على السير بمفردها، نتيجة العمى التي أصابها بسبب مرض وراثي وزواج الأقارب.

اللجنة المنظمة لمنتدى شباب العالم تتولى تنظيم فعاليات مؤتمر التغير المناخي بشرم الشيخ

تفوقت الفتاة على نفسها وعلى أقرانها في المدرسة، وحصلت على 87 % في الثانوية العامة، وحققت حلم حياتها، التي كان يتمثل في أن تلتحق بكلية الإعلام وتخرّجت منها بتقدير عال، وكان أملها أن تعمل في مجال الإعلام، وواجهت صعوبات بعد تخرجها، ضمن الصعوبات التي واجهتها منذ ولادتها.

 

والتحقت للعمل بالصحف المحلية، ثم وجدت نفسها تتجه للعمل في مجال الطبخ وتعليم السيدات الطبخ، عن طريق فيديوهات تقدمها على يوتيوب، كما تعلمت التعليق الصوتي حتى تحقق حلمها في أن تصبح مذيعة بالرغم من كافة الصعوبات التي واجهتها، فهي تحملت الكثير والكثير، وتتغلب على الصعوبات بالصبر والأمل. 

 

تقول زينب بهاء، الفتاة القنائية: إنها تخرجت في قسم الإعلام بجامعة جنوب الوادي عام 2017، وولدت كفيفة بسبب مرض وراثي وزواج الأقارب، كما إنها لم تلتحق بتعليم مكفوفين نهائيًا وتعلمت في مدارس مبصرين ولكنها كانت تحتاج لمرافق في الامتحانات وكذلك في المذاكرة، وفي وقت مبكر من عمرها تتمتع بنسبة إبصار منخفضة ساعدتها في التحرك بمفردها، ومع مرور الوقت فقدت البصر كليًا منذ المرحلة الابتدائية وهذا ما جعلها تحتاج لمرافق عند الذهاب للمدرسة وفي المرحلة الجامعية.

 

 

وتوضح أن والديها وشقيقتها ساعدوها كثيرًا في المذاكرة والتفوق على أقرانها في المدرسة والتحقت بالمدرسة الثانوية القريبة من مدينتها، وحصلت علي مجموع 87% ووقتها لم تكن اللائحة تقبل المكفوفين وقتها بخلاف آداب وتجارة وحقوق، وكانت أمنيتها منذ الصغر أن تلتحق بقسم الإعلام وهذا ما تحقق بالفعل حيث التحق  بقسم الصحافة ولم تحد صعوبة في الدراسة وتخرجت بتقدير عال.

 

وتشير الفتاة إلى أن الصعوبات التي كانت تواجهها منذ الصغر هي احتياجها لرفيق وشخص يساعدها على المذاكرة والتعلم وركوب المواصلات، وبعد التخرج واجهت صعوبة بالغة في العمل بمجال الصحافة والتنقل بين الأماكن لجمع الأخبار، حيث عملت في إحدي الصحف المحلية كمحرر صحفي وبعدها اتجهت إلى العمل الإلكتروني على مواقع إخبارية ومواقع متنوعة واليوتيوب، وواجه خلالها قارئ الصوت المساعد لها صعوبات أيضًا في معرفة قياس الصورة والموضوعات المتعلقة بالفيديو والمونتاج.

 

وتلفت، أن بداية تعلم الكمبيوتر في العام الدراسي الثالث بالكلية ولم تكن تتوقع أنها تستطيع العمل على الكمبيوتر لاسيما أنها كفيفة، وبعد انضمامها لجمعية خاصة بالمكفوفين بدأت تعلم مجال التكنولوجيا عن طريق دورات تعليمية والتواصل بمواقع للانضمام لهم والتحرير على تلك المواقع، واتجهت بعد ذلك إلي تعلم التعليق الصوتي والمونتاج الصوتي والفيديو.

 

 

وتوضح أنها تساعد المكفوفين من أقرانها لتعلم استخدام الكمبيوتر أو الموبايل وذلك عن طريق الانضمام علي مجموعة بالفيس بوك، وأنشأت قناة على اليوتيوب للوصول إلى عدد كبير من الفتيات الكفيفات، نشرت خلالها أكثر من 500 فيديو منها فيديوهات عن تعلم الطبخ لكي تصبح ربة منزل وتعتمد على نفسها، بالإضافة إلي فيديوهات تقنية لتعلم التعامل مع البرامج.

 

 

وتمنت زينب بهاء، أن تصبح مذيعة في الإذاعة أو التليفزيون ذات برنامج تقدمه مستقلة لتحقيق الحلم الذي تسعى إليه رغم صعوبته، لافتًا أنها تعمل في مجال التعليق الصوتي والتحق بتدريبات التعليق الصوتي من أجل أن تتأهل لتصبح مذيعة.