الأوقاف: الحفاظ على الأرض واجب دينى ومسئولية جماعية

الشيخ محمد حسن قاعود
الشيخ محمد حسن قاعود

يأمر الإسلام بكل خير وينهى عن كل شر ويدعو لسائر الآداب ومحاسن الأخلاق ومما أمر به الدين القويم ،المحافظة على البيئة وحمايتها وعلى حماية الأرض ،التى نسكنها ، فهذه المحافظة هى لمصلحة الفرد والمجتمع وفى سبيل ذلك تستضيف مصر مؤتمر المناخ لمواجهة التحديات التى تهدد كوكبنا.

يوضح الشيخ محمد حسن قاعود من علماء وزارة الأوقاف أهمية المحافظة على البيئة بقوله :البيئة هى الأرض التى نعيش عليها وتشمل الإنسان والحيوان والجماد والنبات وسائر الخيرات والمخلوقات وأيضاً الهواء والماء؛ فكان الحفاظ عليها واجب دينى أمرنا الله به سبحانه وتعالى: «كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا فى الأرض مفسدين»، وقال تعالى: «ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها»، فالإنسان خليفة الله فى تعمير هذه الأرض مصداقا لقوله تعالى: «إنى جاعل فى الأرض خليفة»، فاستخلاف الإنسان للأرض مسئولية وأمانة ازاء الخليقة جمعاء من بنى آدم وسائر الكائنات الأخرى والجمادات.

ويضيف أن الإسلام حضارة خضراء لأنه يحب الطبيعة كما أنه واع بقيمتها ،فلقد حرم الإسلام قطع الأشجار واقتلاعها دون ضرورة وأيضا نادى بحماية الكائنات من التلوث والتخريب والانقراض، وهو يأمر بالحفاظ على الصحة والتوعية والتثقيف والتربية على العناية وحماية الأحياء والحياة على هذه الأرض، لأنها خلق عظيم صنعته يد الخالق الذى يتصف بالكمال والإتقان والصلاح فلا شيء عبثا فى هذا الكون قال تعالى :«صنع الله الذى أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون».

اقرأ أيضًا

المؤتمر: مبادرة «المشروعات الخضراء الذكية» تعكس جدية التعامل مع قضايا المناخ

ويؤكد أن من مظاهر الحفاظ على البيئة حث الإسلام على الطهارة والنظافة بدعوة الإنسان إلى تنظيف بدنه وثيابه وأدواته وبيته وشارعه: «وثيابك فطهر»، وأيضا نهى عن تلويث ما حوله مثل البصاق على الأرض أو التغوط فى الشارع ومصارف المياه لما فيه من مضار صحية ونفسية ومخالفة الذوق العام وإثارة الاشمئزاز، ومن هنا نفهم أن نعمة الصحة والسعادة والمال وغيرها تصبح ناقصة من غير طهارة البيئة وحمايتها من التلوث والفساد، لأنها تصبح مهددة بالخراب والزوال، فالحفاظ على المخلوقات يشكل جزءاً أساسياً من الرسالة الإسلامية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها)، وقال: (وجعلت لى الأرض مسجداً وطهوراً)، وقال صلى الله عليه وسلم : (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة)، فالتعامل مع البيئة يجب أن يكون موافقاً لمراد الله: لا فساد ولا إفساد ، ولا تعد ولا ظلم ؛فقد خلقها الله جميلة حسنة لخدمة بنى آدم، فكل الموجودات بها ليست قوالب ساكنة بل هى أيضا مخلوقات تسبح ربها وتطيعه فى خدمة الإنسان قال تعالى: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).

وأخيراً أقول : إن تفاقم مشكلات البيئة فى العالم وما ترتب عليه من مخاطر تهدد كل الكائنات أصبح من الأمور التى تستوجب من الجميع المشاركة الفعالة فى مواجهة مشكلات البيئة الآن من تلوث الماء والهواء والضوضاء والتربة والغذاء؛ فنحن نعيش على كرة أرضية واحدة لابد أن نتكاتف على حمايتها بعد أن أصلحها الله لنا.