فى اليوم العالمى للضمير : شهر رمضان منهج إلهي للمراقبة وتحقيق التقوى

الشيخ محمد حسن قاعود
الشيخ محمد حسن قاعود

يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمى للضمير الذى يوافق  ٥ إبريل وتأتى هذه المناسبة أثناء الاحتفال بشهر رمضان الذى هو شهر المراقبة وصناعة الضمير،وعن هذا يحدثنا الشيخ محمد حسن قاعود فيقول : إن الله تعالى أنزل هذا الدين لصلاح المجتمعات وتحسين حال الأفراد والتأكيد على الحياة الطيبة فى الجماعات لأنه دين الألفة والأنس والاختلاف الطيب ولا سلاح يصلح المجتمعات والأفراد إلا سلاح المراقبة لله عزوجل قال تعالي:» يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون».


مشروعية الصيام
ويوضح أن الحكمة من الصيام ليس إيلام الأجساد ولا تعذيب الأبدان ولا إرهاق النفس  إنما الحكمة من مشروعيته هى غرس التقوى فى نفوس الصائمين والتقوى هى مراقبة الله فى السر والعلن وفى الصغير والكبير  والخشية والخوف منه سبحانه وتعالى لأنه مطلع علينا يعلم سرنا ونجوانا ويحيط بكل دقائق نوايانا  وخفايانا قال تعالي:».

وإن تبدوا ما فى أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله» وقال تعالى:» واعلموا أن الله يعلم ما فى أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم: فالصوم لجام المتقين ورياضة الأبرار المقربين وجنة المحاربين، فالصائم ترك شهواته وطعامه وشرابه ايثارا فى محبة ربه وسعيا إلى مرضاته ،فإذا وصل العبد لهذا المقام من التقوى التى هى ثمرة الصيام كان بردا وسلاما على من حوله لا يضرأحدا بيده ولا يؤذى بلسانه ولا يغش فى قول أو فعل أو بيع ولا يخادع لأنه يوقن بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور،قال تعالى:» الذى يراك حين تقوم وتقلبك فى الساجدين»، وقال تعالى:» يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور».


أثر عظيم
ويؤكد أن العبد إذا قويت مراقبته لله وعظمت خشيته رأينا الجرائم تنتهى والمفاسد تختفى والمنكر يولى إلى غير رجعة فيعيش الناس فى أمان بلا ظلم أو بهتان ،و هذه الرقابة ينميها الصيام ويقويها ويمنحها التألق فهو يخضع لمحكمة داخلية  لأن عبادة الصوم منهج إلهى يوقظ الضمير ويبسط حراسته على الانسان، فلا يتورط فى وساوس النفس الأمارة بالسوء أو الصحبة الفاسدة أو مغريات الحياة والشيطان،  وهذا التأثير لا يناله الفرد فقط بل له أثر أيضا على المجتمع فيتطهر من الرذائل والقبائح ويعيش الناس متحابين كل يراعى الله .


تربية الضمير
ويوضح : لتربية الضمير على المسلم أن يكون كما قال أهل العلم: (احذر أن يكون الله هو أهون الناظرين اليك) وكما قيل (خف الله على قدر قدرته عليك واستح من الله على قدر قربه منك)، وليعلم الانسان أن لكل عمل يعمله الانسان شرطان هما :الاخلاص لله من غير شرك فيه وإتيان العمل على سنة النبى صلى الله عليه وسلم من غير بدعة .


ويشير إلى أنه من علامات الضمير: الخوف من النفاق قال الامام الحسن البصري: (ما من مؤمن صحيح الايمان الا وهو يخاف على نفسه من النفاق) ، ويوضح أن من ثمرات الضمير والمراقبة تفريج الكربات، فعندما يدعو وهو فى كرب أوشدة متوسلا بالله بعمل صالح خالص لوجهه الكريم يفرج الله عنه ما هو فيه.

ولنا فى حديث الصخرة التى أغلقت على الثلاثة القدوة والفائدة ، أيضا من الثمرات أن يؤدى العبد العبادات بأمانة فلا تقصير ولا إهمال وكذلك يؤدى عمله إذا كان موظفا او تاجرا او عاملا عمله باخلاص فلا يزوغ ولا يقبل رشوة او هدية ولا يغش لأن العمل أمانة، وليحذر من أكل الحرام .

اقرأ ايضا | «التمور» .. صيدلية طبيعية في ثمرة للغذاء والعلاج