صلاح وبنزيما وليفاندوفسكى ماركة مسجلة على جدران التاريخ

بالأرقام والشواهد.. ورثة العظماء في كرة القدم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كتب: محمد حامد

الأساطير يتركون مكاناً فى القلوب لا يزاحمهم فيه أحد، من ذا الذى يجرؤ على اقتحام هذه المكانة، قد تخرج نسخ جديدة يتبعها ضجة واهتمام وترقب للمشوار الجديد الذى من الصعب التكهن بالفصل الأخير فيه، لكن هل تكون النسخة مثل الأصل، هل يتساوى صاحب الريادة بالتابع أو المقلد، قد تكون الإجابة عند البعض نعم، إلا أن الحنين للذكريات، وتذكر منشأ التعلق بهواية والتى كان سببها أولئك الموهوبين، قد تجعل كفة الإجابة لا أقوى وأدق.

ولأنها كرة القدم، تدور من قدم لقدم، لتسيطر على عقول وقلوب آخرين، فتتأثر الجماهير العاشقة بمن يجيد التلاعب بالساحرة المستديرة،  ويأتى ضمن أبرز من نجحوا فى احتلال هذه المكانة والتمكن والإبداع باللعبة الشعبية الأولى بالعالم، الثنائى كريستيانو رونالدو نجم مانشيستر يونايتد الحالى ويوفنتوس وريال مدريد السابق، وليونيل ميسى نجم باريس سان جيرمان الحالى وبرشلونة السابق، كل منهما بدأ أوج عطائهما أو المقارنة بينهما حول لقب الأفضل منذ عام 2009 وهو عام انتقال رونالدو للريال وحينها كان ميسى يتواجد فى البارسا ليتصارعا حول إمتاع الجماهير وكسر الأرقام القياسية، وظهر تألق رونالدو وحصوله على لقب الأفضل قبل ميسى لأنه أكبر منه سناً.

ليس ميسى ورونالدو فقط صاحبا هذه المكانة، فقد جاء قبلهما كثيرون مثل مارادونا وبيليه وربيرتو باجيو ورونالدو نازاريو وريفالدو ورونالدينيو وزين الدين زيدان وتييرى هنرى وغيرهم من الأساطير.

فى الأيام الحالية عالمياً، أصبح هناك نُدرة وهبوط لمؤشر التصارع بين الأساطير، إلا أن هناك من يتوسم بهم الجماهير والنقاد والإعلام،  الاستمرارية فى النجاح وكتابة تاريخ على طريق رونالدو وميسى، وللتقارب بشكل أكثر وأكبر، سنقوم فى السطور التالية بسرد من يسير على دربهما ومن هو قادر على حمل لواء شعاع الأمل الكروى خلال السنوات القادمة.

فينيسيوس على خطى ميسى.. وبيدرى «إنييستا الجديد»

الثنائى الخارق
فى البداية يوصف ميسى ورنالدو بالآتى، الأول نثر سحره المهارى وأضفى قدراته الخيالية على المرور ومراوغة المدافعين والثانى الذى على الرغم من بدايته المهارية فقد تحول لقوة تهديفية خارقة وآلة تسجيل متحركة لا تعرف إلا إسكان الكرة الشباك.

لذا فالمقارنة على الوضع الحالى ستكون على نفس الوزن، فى الناحية المهارية الأقرب لميسى فى أيامنا هذه، نجم ريال مدريد البرازيلى فينيسيوس جوزيه بايكساو دي أوليفيرا جونيور المشهور بين عشاق الكرة بـ فينيسيوس جونيور الذى يبلغ من العمر 22 عاماً،  قيمته التسويقية 120 مليون يورو، انتقل للفريق الملكى من فلامنجو البرازيلى فى يوليو 2018 الماضى حينما كان عمره وقتها 18 عاماً،  لتبدأ حكاية ممتعة مليئة بالتخبط فى بدايتها، وساورتها الشك إلى أن وصلت للخلطة الحالية التى يقدمها للعالم مؤخراً .

وصل فينيسيوس فى وقت من الأوقات إلى عدم قدرته على إيصال الطمأنينة والقدرة على الإقناع لجماهير الريال،  فقد كانت الموهبة حاضرة إلا أن ترجمتها لأهداف وصناعة لم تكن بالكيفية اللازمة.

اقرأ أيضًا

رابطة الدوري الإسباني تدين الإساءات العنصرية ضد «فينيسيوس»

تعامل منذ انضمامه مع أكثر من مدرب قاد الميرنجى، سواء سولارى أو زيدان أو مؤخراً أنشيلوتى الذى مازالت حقبته مستمرة حتى الآن.
فى الولاية لزيدان لم يكن هناك تأكد أن فينيسيوس قادر على تقديم وجبة ممتعة ممزوجة بأهداف وكرة ناضجة، إلا أن مفتاح نجاح هذا البرازيلى كان مع أنشيلوتى، الأمر بات جلياً خلال الموسم الماضى، تُوج الريال مع المدرب الإيطالى خلال هذا الموسم بالدورى ودورى الأبطال،  ويُعد 50% -إن لم يكن يزيد- من سبب هذه التتويجات يذهب للثلاثى كريم بنزيما وفينيسيوس والحارس تيبو كورتوا.

فينيسيوس يقدم مراوغات تذكر الجماهير بخليط من رونالدينهو وميسى وغيرهما من الأساطير، إلا أن ظهوره فى سن صغيرة وتحقيقه لهذه الإنجازات يجعله يقترب فى التشبيه من ميسى، يتوقف الأمر على مدى استمراريته، ومدى حفاظه على التواجد فى الملاعب،  خاصة أن اللاعب البرازيلى يعيبه عدم التركيز والاستمرارية، إلا أنه بميزان الموهبة والقدرات فهو نجم قادم وبسرعة الصاروخ.. خلال 182 مباراة خاضها مع الريال ساهم فى 90 هدفاً، سجل 43 وصنع47.. أمامه فرصة ذهبية بمونديال قطر لإظهار قدرته على التألق فى المستوى الدولى.

خناقة بين هالاند ومبابى على تركة «الدون».. ولياو وبيلينجهام قادمان

أما النجم الآخر الذى بدأت مقارنته بكريستيانو رونالدو، فهو النرويجى إيرلينج هالاند مهاجم مانشيستر سيتى حديث العالم حالياً بسبب قدراته التهديفية الخارقة، فعلى الرغم من تواجده فى أقوى دورى بالعالم إلا أنه تحدى وتخطى كل الحواجز، سجل 15 هدفاً خلال 9 أسابيع فقط من البريميرليج وصنع ثلاثة،  وفى دورى الأبطال سجل خمسة أهداف فى ثلاث مباريات.
وُفق هالاند فى اختيار الانتقال لمانشيستر سيتى، النادى الذى لعب له والده، كما أنه الفريق الذى يصنع كماً هائلاً من الفرص مما يتيح له تسجيل أكبر عدد من الأهداف.

على مستوى الهجوم الصريح فى التاريخ الكروى الحديث جاء العديد من الاسماء التى استحوذت على الأرقام واهتمام الجماهير، مثل ظهور كلوزه وإيتو ودروجبا وإبراهيموفيتش ومن قبلهم مايكل أوين وباتريك كلويفرت وبالطبع رونالدو البرازيلى الذى يحتل مكانة خاصة،  إلا أن كريستيانو رونالدو هو الأبرز تهديفياً عبر التاريخ، ومع انفجار قدرات هالاند ذهبت المقارنة بينه وبين البرتغالى . حالياً يقدم اللاعب النرويجى مشاهد صاعقة فى كرة القدم، وكأنه مؤسس علم إسكان الكرة للشباك،  فهل يستمر وتكتمل مقارنته بالدون؟

مبابى المُتيّم بالدون
وبالطبع لا يخفى على أحد أن النجم الفرنسى كيليان مبابى لاعب باريس سان جيرمان أحد المتيمين برونالدو،  ويلعب بطريقة تشبه أسلوب البرتغالى فى بدايته حيث القوة والمراوغة والتسديد المتقن، إلا أن تتويج مبابى بمونديال 2018 وهو فى سن الـ19 عاماً جعل الجميع يتعامل معه على أنه دخل من بوابة الأساطير ولا يحتاج للمقارنة بأحد، إلا أنه ضمن المشابهين للدون فى الطريقة والشغف التهديفى وينافس هولاند بقوة على خلافة وتركة الدون رونالدو ان جاز التعبير.

بداية متوهجة
وعلى صعيد مقارنات أخرى،  أو أسماء على طريق النجومية الدائمة، يأتى مؤخراً البرتغالى رفائيل لياو نجم إى سى ميلان ضمن أفضل الاسماء الصاعدة فى أوروبا،  يبلغ من العمر 23 عاماً، وكان ضمن الكتيبة التى توجت بالدورى الإيطالى بعد غياب لسنوات عن دولاب بطولات الميلانيستا.
يمتاز لياو بمهارة عالية وقدرة كبيرة على المراوغة، وقوة جسدية وبدنية يستغلها فى المرور من مدافعى الخصم وتسجيل الأهداف.

- الأنظار تراقب لياو كأحد أفضل المهارات القادمة بقوة.. فهل سيستمر؟
وهناك اسم آخر ضمن كتيبة الشباب المتألقين والقادمين بقوة فى أوروبا، وهو لاعب الوسط الإسبانى نجم برشلونة بيدرى صاحب الـ20 عاماً، الذى يقدم سيمفونية على طريق إنييستا وغيره من اللاعبين الأفذاذ فى بناء اللعب من وسط الملعب، وتنتظر جماهير برشلونة أن يقود بيدرى مع زميله جافى وغيرهم من النجوم إعادة البارسا للبطولات من جديد.
وعلى ذكر خط الوسط فإن الإنجليزى جود بيلينجهام لاعب بوروسيا دورتموند ضمن أكثر النجوم الواعدين المُشار إليهم ليكون ضمن الأبرز عالمياً فى تاريخ لاعبى الوسط إذا استمر على نفس المنوال.

يستحقون المقارنة
وفى طريق آخر لا يختلف عما سبق، هناك لاعبون يقدمون أرقاماً قياسية متتالية ويتوجون ببطولات ولكنهم لم ينالوا حق القدوة، أن تظهر أسماء جديدة وتُلقب بهم، لأن ما قدموه ومازالوا خيالياً من الناحية الفنية والرقمية.

ومن ضمنهم صلاح الذى منذ انضمامه لليفربول تحدى كل شىء واقتحم قوائم الأفضل أكثر من مرة وكذلك الحذاء الذهبى، وبالطبع يأتى كريم بنزيما الذى أكد أن التألق ليس مرتبطاً بعمر خاصة أنه على أعتاب الـ35 من عمره وقد حصل على الكرة الذهبية.. بالإضافة لليفاندوفسكى نجم البارسا الحالى والبايرن السابق، وبالطبع هناك أسماء أخرى لم تعتزل بعد، وتعد ماركة مسجلة وعلى رأسهم نجم ميلان إبراهيموفيتش.