عاجل

مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية يسدل الستار على دورته الـ31.. اليوم

مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربيةl
مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربيةl

هاجر زيدان

تختتم مساء، اليوم الخميس، فعاليات الدورة الـ31 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية التابع لدار الأوبرا المصرية، حيث يقام حفل الختام على خشبة مسرح النافورة بالأوبرا وتحييه النجمة السورية أصالة فى ظهور وإطلالة جديدة لها لتكلل نجاحها الذى حققته خلال الفترة الاخيرة على الساحة

شهدت الدورة المنتهية للمهرجان تألق العديد من نجوم الساحة الغنائية، وحقق بعضهم ظهوراً مميزاً ونجاحاً كبيراً خلال حفلاتهم بالمهرجان كما حملت فعاليات هذه الدورة أيضاً العديد من المفاجآت أبرزها مشاركة الكينج محمد منير خلال حفله الذى أقيم مساء الأربعاء 2 نوفمبر، وكانت مشاركته الحدث الأكثر جدلا وإحدى أهم مفاجآت هذه الدورة، بالإضافة لنجوم آخرين شهدت الدورة الحالية للمهرجان المشاركة الأولى لهم، بعد أن نجح القائمون عليه فى ضم كوكبة جديدة من نجوم الساحة العربية إلى كتيبة نجوم المهرجان سعيا وراء تحقيق قدر من التنوع والثراء خلال ليالي وفعاليات الدورة، وأبرز هؤلاء النجوم اللبنانيان راغب علامة وديانا حداد.

كما شهدت الدورة أيضاً تألق عدد من نجوم المهرجان المعروفين بمشاركتهم فى الدورات السابقة  وفى مقدمتهم مدحت صالح وهانى شاكر ومحمد الحلو وعلى الحجار ونادية مصطفى وعفاف راضى وغيرهم ممن تعددت إسهاماتهم خلال فعاليات المهرجان بعدد من الأمسيات الطربية التى قدمت على مدار لياليه.

وعلى الجانب الآخر شهدت الدورة الحالية حدثين هامين لا يقلان فى أهميتهما عن الأمسيات والليالي الفنية التى ضمها برنامج الدورة، وهما المسابقة الرسمية التى أقيمت على هامش المهرجان وحملت اسم الدكتورة رتيبة الحفني، وشارك بها عدد من كبار نجوم وصناع الوسط الموسيقي. بالإضافة إلى المؤتمر العلمى الذى أقيم أيضاً على هامش هذه الدورة وخرج بعدة توصيات أبرزها: دعوة وزارات الثقافة العربية إلى تبنى مبادرة إحياء المسرح الغنائى العربى من خلال تنشيط حركة إعادة تقديم تراث المسرح الغنائى بشكله الأصلى أو برؤى معاصرة، مع تبنى تقديم عمل مسرحى غنائى كل عام ضمن برنامج حفلات المهرجان، وتبنى إقامة مهرجان أو ملتقى فنى سنوى للمسرح الغنائى العربى تشارك فيه الفرق المسرحية المختلفة الرسمية والمستقلة من كل أنحاء الوطن العربي، إقامة مسابقة فنية أو تكليفات تحفز المبدعين وخاصة من الشباب على تأليف أعمال جديدة للمسرح الغنائي.

وكذلك دعوة المؤسسات الثقافية والفنية الرسمية وغير الرسمية إلى تبنى حركة جادة فى جمع وتوثيق وأرشفة تراث المسرح الغنائى ورقمنته لإتاحته للباحثين والدارسين والفنانين والمهتمين وتشجيع حركة تناول هذا التراث بحثا ودراسة وأداءً، ودعوة وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية إلى إعادة تقديم تراث المسرح الغنائى العربى المسجل لديهم إنعاشا للذاكرة الفنية لهذا التراث وتحقيقا للتواصل بين الأجيال المختلفة، دعوة المعاهد الموسيقية والكليات والأكاديميات المتخصصة إلى الاهتمام بتدريس تراث المسرح الغنائى العربى لطلابها ومساندة المشروعات الفنية التى تهتم بإعادة تقديم هذا التراث أو الإبداع الجديد فيه. بالإضافة إلى ذلك دعوة وزارات التربية والتعليم فى الدول العربية إلى إدراج مناهج للمسرح الغنائى ضمن الأنشطة المدرسية والاستفادة بأعمال المسرح الغنائى للطفل وتقديمها بشكل تفاعلى مؤثر على تشكيل الحس الفنى للطفل وتنمية ذائقته الجمالية.

نجاح استثنائى

وعلى الجانب الآخر، اختلفت آراء الكثيرين من صناع وأبناء المجال الموسيقى حول تقييم هذه الدورة من عمر المهرجان، وما أسفر عنها من نتائج سواء فيما يتعلق بالمسابقة الرسمية للمهرجان أو المؤتمر العلمى لهذا الدورة، وفى مقدمتهم الموسيقار منير الوسيمى الذى رأى أن اهتمام المسئولين بدار الأوبرا المصرية بالمؤتمر العلمى بجانب فاعليات الدورة الـ31 لمهرجان الموسيقى العربية يعد من أهم المميزات التى تسلط عليها الضوء في هذه الدورة, لأن هذا المؤتمر كان يهمل فى الدورات السابقة, وأضاف: المهرجان هذا العام ملىء بالمفاجآت المبشرة التى شهدت بنجاح دورته الجديدة منذ الليالى الأولى لها, من بينها تعاون الشركة العربية المتحدة لنقل جميع حفلات المهرجان في بث مباشر للجمهور, بالإضافة إلى التنوع بين الأصوات التى قدمت خلال الفعاليات، وهو ما انعكس بصورة واضحة على حجم الإقبال الجماهيرى على الحفلات التى رفعت جميعاً شعار “كامل العدد”, وهذا بجانب الفرصة التى أعطتها دار الأوبرا لمشاركة الأصوات الشابة ولم تقتصر على كبار نجوم مصر والوطن العربى فقط.

استغلال مشروع

واستكمل الوسيمى حديثه بأن هناك فرقاً بين الموسيقى العربية كتراث فني مصرى وبين ثقافات الشعوب العربية الأخرى، وهذا بالطبع يعلمه الجميع, خاصة أن كل شعب لديه التراث الموسيقى الخاص به, وقد أردت توضيح ذلك للرد على منتقدى مشاركة النجم الكبير محمد منير بفعاليات المهرجان، بدعوى أنه لم يقدم فى أعماله ما له ارتباط بتراث الموسيقى العربية، وهذا ليس صحيحاً لأن محمد منير من أسس التراث المصرى “الفولكلور”، ووجوده إضافة كبيرة للمهرجان فى هذه الدورة, ومن الجهل الموسيقى أن يسقط أحدهم حكماً بأن اللون الغنائى الذى عرف به الكينج بعيد عن لون مهرجان الموسيقى العربية.

وفيما يتعلق بانطباعه عن مسابقة المهرجان لهذا العام والتى حملت اسم الدكتورة الراحلة رتيبة الحفنى قال: كونى أحد أعضاء لجنة التحكيم بهذه المسابقة سابقاً، فقد لفت انتباهى العديد من المواهب المشاركة بالمسابقة من الأطفال, لدرجة أننى قمت باختيار عدد منهم، لأكوّن كورالاً مصرياً للاطفال المشاركين فى مسابقة هذه الدورة كما فعلت من قبل عندما كوَّنت كورالاً للأوبرا فى عمان.

حفظ الهوية

من ناحية أخرى أوضح الناقد الصحفى أحمد سماحي، أن مهرجان الموسيقى العربية من أكثر المهرجانات التى تقام فى مصر رقياً, ولكن فى السنوات الأخيرة ابتعد المهرجان كثيرا عن هويته, حيث كان الغرض منه إحياء التراث الغنائى القديم من خلال برنامج غنائى خاص بالفنانين الحاضرين, ويضم هذا البرنامج عددا كبيرا من الأغانى القديمة بجانب الأغانى الحديثة, واستكمل حديثه قائلا: “أذكر أن فى إحدى الدورات السابقة للمهرجان قامت المطربة أنغام بتقديم رائعة من روائع محمد عثمان وهى “قد ما أحبك زعلان منك” وبسبب قلة جودة الصوت فى النسخة الأصلية للأغنية تم إعادة إحيائها مرة أخرى ولكن بصوت أنغام, وهذا ما أعنيه أنه لابد أن يكون دور المهرجان فى إحياء التراث.

واستشهد سماحى فى التأكيد على كلامه بابتعاد المهرجان عن هويته بمشاركة الكينج محمد منير خلال هذه الدورة قائلا: فى الماضى حينما سألت رتيبة الحفنى عن عدم مشاركة محمد منير فى مهرجان الموسيقى العربية كانت توضح بأن منير لون غنائى مختلف, وبعيد عن الألوان الغنائية لمهرجان الموسيقى العربية, ذلك مع كامل التقدير للنجم محمد منير وللونه المميز الذى اشتهر واختلف به عن باقي مطربى الساحة العربية وجعله قيمة كبيرة تشرف أى مهرجان يشارك به.

كما أكد سماحى نجاح إدارة المهرجان والقائمين عليه بشكل واضح فى مسئولية تنظيمه وإظهار فعالياته بصورة مشرفة، وهو ما أوضحه قائلا: إن تنظيم المهرجان فى هذه الدورة كان على مستوى رائع حيث كان للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية دور بارز فى إدخال حفلات مهرجان الموسيقى العربية إلى البيوت المصرية، لكن إدارة المهرجان وقعت أكثر من مرة فى خطأ التكرار، لدرجة جعلت أن هناك ارتباطاً واضحاً وصريحاً بين أسماء بعض المطربين وبين المهرجان على الرغم من امتلاكنا أصواتاً قوية فى مصر وخارجها لابد أن يحرص القائمون على المهرجان على تواجدهم فيه.

 وأضاف: “ولم يتوقف التكرار عند هذا الحد فقط, وإنما أصبح الفنانون أيضاً يكررون أعمالهم حتى أصبح ما يقدمه المطرب فى حفلة ما يعيد تقديمه خلال وقت قصير فى حفلة أخرى.

تواجد مشرف

واختلف معه فى الرأى الموسيقار حلمى بكر الذى اعتبر أنه لا ضرر يقع على المهرجان إذا داوم بعض الفنانين على المشاركة أو أن بعضهم ارتبط اسمه بالمهرجان, ولكن من المهم أن نلقى الضوء على الأصوات القوية التى بالتأكيد ارتبطت قيمتها بالمهرجان, أما فيما يتعلق بمشاركة النجم الكبير محمد منير خلال الفعاليات فأكد حلمى أن تواجده مكسب كبير للمهرجان وهذا يرجع إلى قيمة لونه الغنائى الذى أجمع الجمهور على حبه.

وعن تجربته بالمشاركة كعضو بلجنة تحكيم مسابقة المهرجان قال: تواجد المسابقة على هامش الدورة الحالية من المهرجان يسهم فى إحياء قيمة الأغنية العربية, كما أنها تبين مدى اهتمام الدولة بالأصوات الشابة الصاعدة, وتنفى عدم الاهتمام بالأصوات الجديدة. وأضاف حلمي: أن الأصوات التى تقدمت للمسابقة كانت مفاجأة, وبعيدة عن العالم المزيف الذى انخرط فيه كثير من الشباب فى هذا الوقت, وأن الأصوات التى ترددت على لجنة التحكيم كانت على مستوى طربى عالٍ, أما عن تبنى هذه الأصوات فقال: بالتأكيد لابد من الاستفادة منها عن طريق أن يتقدم كل من الفائزين إلى دار الأوبرا المصرية وهذا بعد حصولهم على الشهادة التقديرة المقدمة لهم من قبل لجنة التحكيم, ولكن لا يوجد خطط إنتاجية متفق عليها حتى الآن... 

أقرأ أيضأ

 شبيه محمد منير يغني مع جمهور الموسيقى العربية