عبلة الرويني تكتب: كنوز الإذاعة

عبلة الرويني
عبلة الرويني

فى بحثى طوال الأسبوع الماضى عن مشوار عمل الروائى الكبير بهاء طاهر بإذاعة البرنامج الثانى الثقافى.. أذهلنى بالفعل حجم ما نمتلكه من كنوز ثقافية وفنية من مسرحيات ومسلسلات وأعمال فنية، وبرامج فكرية وتسجيلات نادرة لقادة وأدباء ومبدعين.. أرشيف ضخم للبرنامج الثقافى، ولكل إذاعة أرشيفها الخاص أيضا، إضافة إلى الأرشيف العام للإذاعة المصرية، الثروة العظيمة والقوى الناعمة، التى ساهمت فى تشكيل الوعى والعقل المصرى والعربى.. أكبر أرشيف إذاعى، وأهم ذاكرة سمعية ثقافية وفنية وسياسية ورياضية فى العالم العربى... آلاف الأشرطة والتسجيلات توثق التاريخ والأحداث الهامة (إعلان مصطفى النحاس لإلغاء معاهدة١٩٣٦.. بيان عبد الناصر ضد إنهاء الوحدة المصرية السورية ١٩٦١).. لا أدرى كيف تتم صيانة هذه الثروة، كيف يتم ترميم الأشرطة والمحافظة عليها... بعض التسجيلات فقدت على امتداد السنين.. أتلفت بفعل الزمن، أو تم بيعها!!.. وهناك ما يحتاج إلى ترميم عبر وسائط حديثة غير قابلة للتلف!!...


كنوز ثقافية وتسجيلات نادرة، منذ إنشاء الإذاعة ١٩٣٤(حفل افتتاح الإذاعة المصرية والتى شاركت فيه الآنسة أم كلثوم، وصالح عبد الحى، ومحمد عبد الوهاب).. مسرحيات جورج أبيض ويوسف وهبى ونجيب الريحانى. تسجيلات نادرة لطه حسين والعقاد والمازنى والرافعى وتوفيق الحكيم...

 

لماذا لا يستفاد بهذه الكنوز؟.. لماذا لا يعاد تقديمها للناس؟.. وكما قدم التليفزيون قناة (ماسبيرو زمان).. لماذا لا تقدم الإذاعة أيضا، محطة متخصصة، تستعيد خلالها البرامج والأعمال الفنية والثقافية، والتسجيلات النادرة؟... صيانة ذاكرة وفائدة ثقافية وفائدة اقتصادية أيضا، من خلال إتاحتها للجميع على وسائط إعلامية مختلفة.. وبالفعل هناك اقتراح تقدم به محمد نوار رئيس الإذاعة، لإنشاء (ماسبيرو زمان) على إف.إم.... لكن تحتاج الخطة لتحقيقها إلى عدة أشهر، لمراجعة أكثر من ٤٠٠ ألف شريط فى أرشيف الإذاعة، و٣٠ ألف أسطوانة، لتحديد واختيار ما يقدم.. ونطمح أيضا إلى استعادة الأشرطة والتسجيلات النادرة التى تم بيعها، أو الحصول على نسخة عالية الجودة!!