اللحظات الأخيرة.. استقرار اليمين وارتباك الوسط واليسار في إسرائيل

خارطة الكتل الحزبية وأحدث استطلاع لـ«معاريڤ»
خارطة الكتل الحزبية وأحدث استطلاع لـ«معاريڤ»

استراتيچية ساعات ما قبل الانتخابات عكست إلى حد كبير تحولات مفصلية فى أداءات الحملة الانتخابية لمعسكرى رئيس حكومة تسيير الأعمال يائير لاپيد ورئيس المعارضة بنيامين نتانياهو؛ وأثبتت تلك التحوُّلات تنامى استقرار قوة اليمين على حساب ارتباك الوسط واليسار؛ ففى حين قرر لاپيد لملمة كتلته الانتخابية والرهان عليها فى حسم النتيجة لصالحه، اتبع نتانياهو أسلوبًا مغايرًا، عدل فيه عن الاهتمام بالكتلة، متجهًا بسرعة نحو تحصين حزبه ضد التآكل.

وربما فرضت نتائج استطلاعات الرأى استراتيچية اللحظات الأخيرة، لاسيما فى ظل الأكتاف الباردة التى تلقاها قطبا العملية الانتخابية (لاپيد ونتانياهو)؛ فالأول فطن إلى ضربات خصمه داخل المعسكر الوطنى وزير الدفاع بنى جانتس، بالإضافة إلى عزوف حزبى «العمل»، و«ميرتس» اليساريين عن الوقوف إلى جانبه عبر قائمة انتخابية واحدة، فبات لزامًا عليه الانتقال فى اللحظات الأخيرة من مربع الاهتمام بتماسك حزبه «هناك مستقبل» إلى دائرة أوسع، وهى لملمة أشلاء كتلته الانتخابية. على النقيض، وجه نتانياهو البوصلة إلى حزبه «الليكود».

وبدلًا من تركيز جهود اللحظات الأخيرة على شمولية الكتلة الانتخابية، حرص على تحصين الحزب من صعود أسهم رئيس حزب «قوة يهودية»، اليمينى المتطرف إيتمار بن جڤير؛ لاسيما أن الأخير أثبت بموجب استطلاعات الرأى قدرته على امتصاص جانب كبير من أصوات «الليكود».

وهو ما يهدد إمكانية حصول الحزب على 30 مقعدا، ويفوِّت فرصة احتفاظه بحقيبتى الدفاع والمالية فى الحكومة الجديدة. على وقع تلك الأداءات، انحازت الأحزاب الحريدية (المتدينة) إلى قلق نتانياهو، وغيَّرت خطها المعروف مسبقًا.

وفيما هاجم حزب «يهدوت هاتوراة» إيتمار بن چفير؛ ودعا حزب «شاس» هو الآخر إلى عدم التصويت لصالحه، وأوضحت دوائر الحزب أنه يعرقل نمو «شاس» ويعوق وصوله إلى أهدافه السياسية.
 

اقرأ أيضا | صراع «الحقائب» يهدد معسكر رئيس الوزراء الجديد