فاطمة حسن تكتب: القرآن منهج حياة

فاطمة حسن - واعظة بمجمع البحوث الإسلامية
فاطمة حسن - واعظة بمجمع البحوث الإسلامية

للأبوين دور عظيم بل أساسى فى عملية تحفيظ الأبناء القرآن الكريم، وتبدأ بحرصهما على قراءته وتعلم أحكامه وسماعه وتوقير أهل القرآن، فإذا وجد الطفل اهتمام والديه بالقرآن الكريم سينشأ على ذلك، وإذا طلبوا منه أو ألزموه بالحفظ بعد ذلك سيكونون قد قطعوا شوطًا كبيرًا فى هذه الخطوة التأسيسية. 

ثم تأتى بعد ذلك بقية الخطوات ومنها: أن يكون الوالدان هما أول مَن يُحفّظ الطفل القرآن الكريم وخاصة الفاتحة وقصار السور، إن لم يكن فى وسعهما ذلك - لأى سبب - فلابد من اختيار معلم أو معلمة أو دار تحفيظ يستقر فيها الطفل، ولا يحبذ التغيير الكثير للمعلمين دون داعٍ أو ضرورة.  

ولابد أن يكون حفظ القرآن الكريم منذ الصغر فالتعليم فى الصغر كالنقش على الحجر، وأن يكون تحفيظ القرآن الكريم منهج حياة وليس منهجا دراسيا فقط. 
والخطوة المهمة تكمن فى متابعة حفظ الأبناء وتعهدهم بالسؤال والنصح والإرشاد، ومعاونة المعلم أو دار التحفيظ فيما يعطونه للطفل من واجبات وتكليفات، وليعلم الآباء والأمهات أن الإهمال الكلى سيضيّع مجهود المحفظين ويجعل الأبناء فى تراجع ونسيان.

وليتذكر الوالدان أنهما الفائزان فى المقام الأول من صلاح الأبناء ومن حفظهم القرآن الكريم، فهو بمثابة صدقة جارية وأيضًا تكريم فى الآخرة لهما؛ فيهون عليهما التعب والمشقة وما بذلاه لأجل

القرآن الكريم، كما ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم قوله: 
«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن، وتعلمه، وعمل به، ألبس والداه يوم القيامة تاجًا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى والداه حلتين لا تقوم بهما الدنيا! فيقولان: بم كسينا؟! فيقال: بأخذ ولدكما القرآن».

إن تلك الخطوات ما هى إلا أسباب نتخذها لكى يُوفقنا الله - تعالى - إلى إصلاح أبنائنا وتربيتهم على حب القرآن الكريم حفظًا وتدبرًا وتخلقًا، وملاك الأمر وأسّـه هو الاستعانة بالله وحده ربّ العالمين.