مجرد سؤال

فن تشويه النهضة

صفاء نوار
صفاء نوار

شاءت الظروف أن اقطع القاهرة من الشرق إلى الغرب يوم الثلاثاء الماضي ثم اعبر جامعة الدول وكورنيش النيل حتى دائرى المنيب وصلت إلى مدينة ٦ أكتوبر الساعة السادسة مساءً، لايمكن أن ننكر أن هذه المسافة كانت من رابع المستحيلات أن تتم فى يوم مطير قبل شبكة الطرق والتطويرات الجديدة واستئصال جلطات وسط البلد بمحاور صار ارتيادها متعة بصرية تتضاعف مع زخات المطر، أما تطوير الطريق الدائري ومضاعفة إتساعه ثلاث مرات وفك أسره من التعديات فهو إعجاز حضارى من حقنا أن نتباهى به.

حقاً استمتعت بالرحلة لأنى من عشاق المطر خاصة وهو يزورنا لأول مرة هذا العام بهذه الكثافة بعد رخامة صيف كانت لزجة، ناهيك عن غسل الأشجار والطيور والحوائط حتى لون الأسفلت فبدت شوارعنا فى أبهى زينة، وشعرت بمداخل العاصمة في ثوبها الجميل، خاصة مدخل القاهرة عند السويس مروراً بدائري المنيب والسياحي وميدان الرماية الفخم العظيم وطريق الواحات كلها طرق تشرف..

لكن هذه الوجبة الشتوية غير مهضومة بسبب كيس ملح بقرشين فقط وتكرر عسر الهضم بصرخات أهالي التجمع ومدينة نصر ومحور ٢٦ يوليو وسيارات عالقة بالخمس والست ساعات بسبب تجمعات الأمطار التي أغرقت بعض أماكن التوسعات على الطريق الدائري فى المنيب كما تحول مدخل السياحى إلى بحيرة خنقت المرور.

طريق الواحات تحول إلى بحر غرقت فيه السيارات الصغيرة، ظلت سيارات المحافظة تشفط فيها حتى وقت متأخر فى الليل، الحقيقة أننا قمنا بعمل عظيم في الطرق والكباري، لكن نسينا أننا نشكو كل عام نفس الشكوي ونعاني من تصريف مياه الأمطار وتراكمها، ومعظم البلاعات اما مرتفعة عن الأسفلت أو مكتومة أو عكس انحدار الطريق وبعيد عن أوطى نقطة عند مطالع الكبارى وفى كل الأحوال غير موجودة، والله أعلم بالطرق الداخلية والشوارع والحارات فقد غرقت البيوت والمحلات .

مطلوب اليوم وأمس وليس غداً فحص كل الطرق وكل البالوعات إن كانت موجودة وإلزام الشركات التي نفذت الطرق بمصاريف تركيبها أو إصلاحها يشارك معها المهندس الاستشاري الذي يستلم الطريق إذا كنا جادين في حل مشكلة الأمطار .. حرام أن تضيع هذه النهضة الحضارية فى الطرق وتتحول إلي كارثة فى الشتاء بسبب فن تشويه النهضة .