التعايش بين الأديان والقضية الفلسطينية والثورة السودانية بالقاهرة السينمائي

محمد قناوي
محمد قناوي

تطغى القضايا العربية الانسانية والاجتماعية والسياسية على أفلام المسابقة الدولة  للدورة الرابعة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي ينطلق 13 نوفمبر القادم، ويشارك في هذه المسسابقة اربعة افلام عربية تنوعت موضوعاتها ما بين القضايا شديدة الانسانية الي القضية الفلسطينية،الي الثورة السودانية ووصولا فكرة التعايش والتسامح رغم الاختلاف في اللغة والديانات.


فنجد الفيلم المصري"19 ب" للمخرج أحمد عبد الله  في عرضه العالمي الأول ويشارك في المسابقة الدولية قضية شديدة الانسانية، وفي نفس الوقت فى إطار تشويقى، حيث تتبع الأحداث قصة حارس عقار يحيا وحيدا وشبه معزول فى الفيلا المهجورة التى يحرسها، وتركها اصحابها أمنه لديه بعد ان هاجروا من مصر لسنوات طويلة وبعتبر الفيلا بمثابة منزله ، ولكنه فجأة يصبح مهددا بسبب شاب يزور الحديقة فتجمعه مواجهة مع هذا الشخص ستجبره على تغيير نمط حياته بالكامل، ويقوم بطولة سيد رجب، وأحمد خالد صالح، وناهد السباعي، وفدوى عابد.

وتحضر القضية الفلسطينية بقوة من خلال فيلم"علَم"ويشارك في المسابقة الدولية ايضا تأليف وإخراج  فراس خوري، وبطولة محمود بكري، سيرين خاص، صالح بكري، أحمد زغموري، ومحمد عبد الرحمن، وهو انتاج فرنسي، تونسي، فلسطين، سعودي، قطري ويعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يدور الفيلم حول تامر، فلسطيني يسكن في إسرائيل. يعيش مع أصدقائه الحياة الاعتيادية لطالب في المرحلة الثانوية حتى وصول الجميلة ميساء، ويسعى تامر لإرضائها لذا يوافق على المشاركة في عملية غامضة باستعمال العَلَم عشية عيد الاستقلال الإسرائيلي، الذي يوافق يوم "النكبة" عند الفلسطينيين.

ويشارك في المسابقة الدولية ايضا الفيلم اللبناني"السد" للمخرج اللبناني على شيري الذي يقيم في باريس ويتطرق لانتفاضة الشعب السوداني للمطالبة بحريته،وتم تصويره أثناء الثورة السودانية في العام 2019م، وشارك فيه طاقم من الشباب  السودانيين الهواة الذين يقفون للمرة الأولى أمام كاميرا سينمائية، ويحكي الفيلم، الذي تم تصوير مشاهده بالقرب من سد مروي بشمال السودان، قصة العامل ماهر "أبو سلمى" الذي نزح من إقليم دارفور بغرب السودان للعمل في مصنع محلي للطوب الأحمر يقع على ضفاف النيل بشمال السودان، انضمّ أبو سلمى،الذي يؤدي دوره في الفيلم الممثل السوداني ماهر الخير، لمجموعة من العمال الكادحين الذين يعيشون بعيداً عن أسرهم، يبدأ أبو سلمى صنع منحوتة في سرية تامة تحت غطاء الليل مستخدماً الوحل والبلاستيك والخشب، وبعد مضي بعض الوقت تتخذ المنحوتة شكلاً مميزاً. لكن ذات يوم يكتشف أن منحوتته قد اختفت دون سبب واضح، في ظروف غامضة بعد عودته من رحلة إلى جبل البركل ، ثم تراوده احاسيس غريبة بأن هناك شخص يترصده، وبينما ينتفض الشعب السوداني للمطالبة بحريته، بدأت الحياة تنبعث تدريجياُ في ذلك البناء الغامض.

ويطرح المخرج رضا الباهي فكرة التعايش والتسامح بين التونسيين والاجانب رغم الاختلاف في اللغة والديانات من خلال فيلمه"جزيرة الغفران"والذي يشارك في المسابقة الدولية وهو انتاج تونسي لبناني وامريكي مشترك ويعرض الفيلم لأول مرة عالميا في القاهرة ،ويبرز الفيلم جمال وسحر جزيرة جربة التونسية الملقبة بجزيرة الأحلام وكيفية تجاوز بعض الصعوبات وتعايش وتسامح سكانها رغم اختلاف جنسياتهم من تونسيين وأجانب "خاصة الجالية الإيطالية في تونس"واختلاف أديانهم، ويتناول العمل السينمائي الجديد قصة كاتب تونسي إيطالي يدعى أندريا يقرّر العودة إلى جزيرة جربة بعد غياب استمر حوالى ستين عامًا لنثر رماد جثة والدته عملًا بوصيتها وفي مسقط رأسه، يحاول إعادة تشكيل الصور والذكريات التي طبعت طفولته من خلال العلاقة مع سكان المدينة ويستحضر أندريا الحادث الذي تعرض له والده داريو، صيّاد الإسفنج، وكيف هبّ سكان الجزيرة على اختلاف معتقداتهم الدينية لمساعدته في المقابل، تستغل مجموعة إسلامية متطرفة حالة داريو الصحية لإجباره على اعتناق الإسلام، فتلقى معارضة من الشيخ إبراهيم. وتدور غالببة المشاهد داخل حانة قديمة تديرها عائلة أندريا وسط أجواء مرحة وهادئة ويرصد الفيلم الكثير من الأحداث السياسية التي عاشتها تونس منتصف القرن الماضي والنضال ضد المستعمر الفرنسي (1881-1956) وتشارك في الفيلم الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي "المولودة في تونس" وتلعب دور الجدة يشارك في بطولة الفيلم ممثلون آخرون من إيطاليا وتونس ولبنان بينهم التونسيان علي بن نور وباديس الباهي واللبناني حسان مراد.