أبو الغيط يشارك في افتتاح مؤتمر التسامح والسلام والتنمية في الوطن العربي

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط
الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط

شارك أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في افتتاح أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول "التسامح والسلام والتنمية المستدامة في الوطن العربي"، الذي تنظمه الجامعة العربية بالتعاون مع المجلس العالمي للتسامح والسلام.

اقرأ أيضا: أبو الغيط : التوثيق يحفظ الحقوق التاريخية للشعوب والأجيال القادمة

وفي كلمته المسجلة، قال أبو الغيط: "عقد هذا المؤتمر في مكان ذي رمزية كبيرة لنا جميعاً.. وأعني هنا مقر جامعة الدول العربية.. إذ أن مسمى "الجامعة العربية" التي أتشرف بتولي أمانتها يعكس وبصدق غايتها السامية وجوهر رسالتها.. فهي "جامعة".. وأكرر هنا.. "جامعة" لكل العرب وموحدة وشاملة لأطيافهم بغض النظر عن دينهم أو نسبهم أو لون بشرتهم".

وأشار أبو الغيط إلى أن جامعة الدول العربية منذ إنشائها سعت إلى فتح قنوات مستدامة للتواصل والتعاون مع باقي شعوب العالم، مضيفا أنها تحتضن عددًا مهمًا من المنتديات الفاعلة مع دول كالصين واليابان والهند، وتقيم علاقات تعاون مؤسسي بنّاء مع التجمعات الإقليمية والدولية كالاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ودول أمريكا اللاتينية والأمم المتحدة.

وقال أبو الغيط: "إن هذه المنتديات وغيرها من الجهود التي تبذلها الجامعة العربية في كافة المجالات تسعى إلى تحقيق غاية سامية وحيدة هي خدمة التنمية وتعزيز التعايش والتلاقح الفكري في أجواء يسودها الاحترام المتبادل".

وأردف: "بناء السلام وفض الخلافات بالحوار وحسن الجوار مهام تدخل في صلب ولاية هذه المنظمة (الجامعة العربية)".

وقال أبو الغيط: "لقد ظل الوطن العربي ولقرون طويلة نموذجا حيا على تجاور مكونات عرقية ودينية وثقافية متنوعة.. وهي مكونات أساسية في مجتمعاتنا العربية.. فالمسيحيون بكل أطيافهم والأكراد والأمازيغ وغيرهم يشكلون جزءًا أو يتجزأ من حضارتنا.. وهي حضارة عالمية إنسانية.. ويشهد ماضينا الضارب في عمق التاريخ على أن ثقافتنا، بانفتاحها على ثقافات أخرى مختلفة، أعطت وتلقت ومنحت وأخذت.. ثم استوعبت وأضافت وأبدعت.. لتنتج ذلك النموذج الحضاري الفذ والمنفتح الذي نعتز به جميعاً".

وأضاف: "لقد تعرض هذا النموذج في فترات من تاريخنا إلى هزات استطاع تجاوزها.. وها هو يشهد اليوم للأسف مظاهر مختلفة من التوتر في العلاقة بين مكوناته.. وهو توتر زادت الأزمات المتراكمة من حدته، وعلى نحو من شأنه أن يهدد مسيرة العيش المشترك في بلادنا".
 
وشدد قائلا: "علينا أن ننظر في تاريخنا بكل صفحاته المشرقة منها والمظلمة أيضاً لنستخلص منه العبر، كما علينا أن ننظر في التجارب الناجحة سواء في الوطن العربي أو خارجه لاستخلاص العوامل التي كان لها الفضل في بناء مجتمعات حديثة وتوفير بيئة ملائمة للازدهار والإبداع".

وأكد أبو الغيط أن الانفتاح على الآخر لفهم ثقافته، وإقامة جسور الحوار معه، وإعلاء قيم التسامح وقبول الاختلاف كلها تظل عناصر لا غنى عنها لبناء مجتمعات إنسانية ناجحة، قادرة على الإبداع والابتكار، وقائمة على العيش المشترك بين أبنائها على أساسٍ من المواطنة.