فيلم الرعب «Smile».. عندما تصبح الابتسامة أسوأ كوابيسنا

فيلم الرعب Smile
فيلم الرعب Smile

إنچي ماجد

هذه هي الفكرة التى يقوم عليها فيلم الرعب الجديد Smile، وهو أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج باركر فين، الذي قام بتغيير المفهوم الجميل عن الابتسامة إلى شيء بشع؛ بالفعل هي فكرة مخيفة ولكنها إحقاقا للحق ليست بجديدة.

فقد شهد عدد من كلاسيكيات الرعب العالمية وجود ابتسامات الشخصيات الشريرة القاتلة؛ مثل فيلم Kiss of death الذي عرض عام 1947؛ والذى لعب فيه الممثل ريتشارد ويدمارك شخصية مختل عقليا يضحك دوما بصوت عال؛ وكذلك فيلم The Exorcist في نسخته لعام 1973؛ والذي يسخر فيه الشيطان بفرحة كبيرة من المصاعب العديدة التى سببها بمضيفه الذى يحتل جسده؛ وبالطبع لا يمكن نسيان أكثر الأشرار المبتسمين شهرة - وأقصد هنا The Joker- والذى يمتلك ابتسامة شهيرة تتسبب في فزع وخوف كل من يراه؛ ولكن حتى لو لم يكن فيلم Smile مبنى على فكرة أصلية من صاحبه باركر فين؛ ولكنه جاء عملاً قوياً لا يستهان به.

يستفيد فين استفادة كاملة من عدم قدرة الذهن؛ على التكيف مع هذا النوع من الانقسام الواسع؛ بين الهيئة الخارجية والنية الداخلية التي لا يعلم بها سوى صاحبها؛ فهى فكرة مخيفة تماما عندما يتبدل حال المظاهر الخارجية التي تدل على السرور مثل الابتسامة؛ لتصبح فعلا مروعا لإيذاء الذات. 

ورغم أن المخرج كشف عن مواهبه كصانع أفلام رعب واعد؛ إلا أنه لم يمتلك ثقة وإيماناً أكبر في تأثير قصته السينمائية؛ واتضح ذلك فى أسلوبه فى الانتقال بين المشاهد؛ وهو الأسلوب الذي يمكن تسميته بالقفز لإثارة الخوف؛ ففي بعض الأحيان يضم المشهد ضوضاء مفاجئة في الظلام؛ أو ظهورا مفاجئا لحيوان مفترس مبتسم؛ أو قفزة غير متوقعة في مشهد جديد؛ وفي أحيان أخرى تكون الإثارة من وجود مجرد قطة لا معنى لها؛ ومع ذلك يأتى هذا الأسلوب فى السرد؛ بمثابة أداة فعالة في إثارة الرعب مثل حركة الدغدغة في إثارة الضحك.

الفيلم من بطولة سوزي بيكون - وهى ابنة الممثل الكبير كيفين بيكون - وتلعب دور الطبيبة “روز كوتر”؛ وهى أخصائية نفسية متخصصة في التعامل مع مرضى الصدمات؛ يتم اختبار تعاطفها إلى أقصى الحدود عندما تصل امرأة مضطربة إلى العيادة؛ وتحاول كوتر أن تخرج المرأة من نوبة صدمة؛ ولكن الأمر ينتهي بانتحار المريضة بشكل مروع؛ وعلى وجهها ابتسامة لا تتناسب مع انتحارها المفزع.

بعد فترة وجيزة؛ تبدأ كوتر في الانزلاق هى الأخرى فى نوبات مرضية؛ حيث تحدق كائنات تشبه الأشباح من الزوايا المظلمة لمنزلها؛ وتتحول الوجوه المألوفة إلى مخلوقات بشعة؛ لتصبح الطبيبة تحت سيطرة اللعنة التى تطاردها؛ ولا ينجح المقربون منها وهم خطيبها وشقيقتها ورئيسها فى العمل؛ في مساعدتها وهم يشاهدون حالتها تتدهور وتسوء بشكل غير متوقع؛ فقط تجد كوتر المساعدة من شخصين وهما ضابط شرطة - ونعلم فيما بعد أنه حبيبها السابق - وكذلك من طبيب نفساني مهتم ويتعاطف مع حالتها؛ وتكشف الأحداث أن كل ما يحدث معها بسبب ماضيها المظلم الذى يتعلق بوالدتها؛ وعلى كوتر أن تتصالح مع ماضيها حتى تنقذ نفسها من اللعنة.

نجحت الممثلة الصاعدة سوزى بيكون في تجسيد شخصية الطبيبة التي تحاول تبرئة نفسها من الجنون؛ بتميز وروعة كبيرتين تنبئان عن ممثلة قوية؛ سيكون لها شأن مثل والدها النجم المخضرم كيفين بيكون؛ حيث برعت في مشاهد التدهور النفسي لشخصية “كوتر” وأقنعتنا بقدرتها على التحول من الطبيبة اللطيفة التي كانت تعارض بشدة الإهانات المتعلقة بالصحة العقلية؛ إلى امرأة تحاول الدفاع عن نفسها بالصراخ قائلة “أنا لست مجنونة”. 

أما مخرج الفيلم باركر فين فمن الواضح أنه صانع أفلام سيكون له شأن كبير؛ ولكن مع هذا العمل لم ينجح في الإمساك بزمام الأمور للنهاية؛ حيث جاء الفيلم متقلبا وغير منسجم في خطه الدرامي؛ بسبب اعتماده بشكل كبير على عنصر الصدمة في حد ذاته أكثر من عنصر التشويق؛ للتأثير على مشاعر الخوف لدى الجمهور؛ ومع هذا فالعمل يستحق ثمن التذكرة لمشاهدته في قاعة السينما.

أقرأ أيضأ : فيلم الرعب «The Invitation» يصل إلى 33 مليون دولار إيرادات عالمياً