مرة كتب الشاعر الراحل نزار قبانى: هل لاحظــتم أن الجــراح وحـــدها، هــى التى تملك ذاكـــرة قــوية، وأن الفرح لا ذاكـــرة لـــه، الفـــرح عـصـفـور من زجاج، يرتفع عن الأرض عشرة أمتار، ثم يقع على الأرض ويتهشــم، أمـــا الحـــزن فهو هذه الســنونوة الســـوداء، التى تحمـــل أولادها، وتعشعش على شواطئ العين ومدخل القلب، وترفض أن ترحل.
وعــــــــــالــم النفــــــس الأشــــــــهـر فــــــرويد قال: نحن ننسى.. بعـــــد 5 دقــــائق مـــن صحيانك، تنسى نصف الحلم، وبعد 10 دقائق، تنسى 90 بالمائة منه.
وهناك الكثير من الأدباء والشعراء، الذيــــــن اســـــتلهمــوا كــتــــــاباتهــــم مـــــــــــن أحلامــــهـم، مـــثل الشــــاعـــر الإنجــــليزى صامويل تايلور، الذى استلهم أفضل قصائده قوبلاى خان وهو نائم، وبعد أن صحا بدأ فورا فى كتابة ما رآه فى حلمه، ولكن قاطعه أحد زواره، وحين عاد للكتابة، نسى باقى الحلم، ولم تكتمل قصيدته أبدا.
ومما رواه الفيلسوف سقراط عن صديق له: زوجتى كل يوم صباحا، عندما أكون ذاهبا إلى العمل، تذكرنى بشىء نسيته، أحياناً مفاتيح المنزل، أو أوراقى، وتقول لى بأننى كبرت فى السن، وأعانى من فقدان الذّاكرة.
قررت أن أضع حدا لهذه السخرية، فقمـــت بتــــدويــــــن كل الأشــــــياء الـــــــتى أنســــاهــــا، وعــــندمـــــا استيقظــــــــت فــــــى الصــــباح، وقـــبل خـــروجـــى مـــن المـــنزل، أخذت الورقة وبدأت التحقق من كل شىء، وابتسمت وغادرت المنزل، شعرت حينها بالانتصار، وما هى إلا لحظات، حتى لحقت بى زوجتى، قلت لها :لا تعطلينى عن الذهاب، فلم أنس اليوم شــــيئا، ردت: عـــد إلـــى المــــنزل.. فاليـــــوم عطلة!