من الإسكندرية إلى أســــــــــــــوان.. كنـوز تنتظر الاهتمام

«أسوان»: الطرق الوعرة تحرم السياح من الوصول للآثار

موقع أثرى ينتظر التطوير بأسوان
موقع أثرى ينتظر التطوير بأسوان

محافظة أسوان هى ثانى محافظات مصر بعد الأقصر ثراء وتكدسا بالآثار والمعابد والمقابر الفرعونية .

وهذه الكنوز الشاهدة على حضارة مصر وتقدمها قبل الأمم .ظلت حبيسة مواقعها لا يراها إلا القليل .لعدة أسباب منها تركيز وتفضيل السياحة الترفيهية على السياحة الثقافية وهذه المواقع الأثرية لم  تمهد الطرق المؤدية اليها.

ويقول خيرى محمد رئيس غرفة الشركات السياحية تزخر محافظة أسوان بالعديد من المناطق الأثرية الهامة التى تعتبر مقصدا لكافة السائحين من بلدان العالم. فما تحتويه المعابد الفرعونية هنا من حقائق تاريخية وإنسانية من آلاف السنين تثير دهشة وإعجاب كل من زارها.

هنا علم المصريون القدماء الإنسانية جميعها مفهوم الحضارة وقيمة العلم ولا تلقى هذه المزارات الاهتمام والعناية اللازمة للتسويق السياحى لها رغم اهميتها التاريخية مقارنة بالمزارات السياحية فى العالم أجمع .

فنجد أن الخريطة السياحية بمحافظة أسوان تقتصر على مناطق محددة لم تشهد تغيرا منذ سنوات. حيث تقتصر جولة السائح على زيارة معابد فيلة وأبو سمبل وكوم أمبو وأدفو..

وقال سعيد عبد القادر مرشد سياحى تغفل شركات السياحة بعض المناطق الهامة فى أسوان التى تزخربالعديد من الآثار المهملة التى تبحث عن الاهتمام .ووضعها على خارطة برامج الزيارات السياحية . ومن هذه الكنوز الأثرية المهملة «مقياس النيل « .ويوجد فى جزيرة الفنتين فى مدينة أسوان. «مقياسان للنيل» أحدهما فى «معبد خنوم» والآخر فى «معبد ساتيت». والأول على شكل «حوض مربع» بينما الثانى ذا «طراز معماري» تقليدي. حيث كان على شكل بيت ذى سلم منحدر إلى النهر مع فتحات فى الجدار للقياس . فمقياس النيل له أهمية تاريخية كبيرة و أخترعه المصريون القدماء لقراءة مستوى المياه والتنبؤ به وكان يستخدم حتى بناء سد أسوان .


وأكد على ذلك عبد الناصر صابر نقيب المرشدين السياحيين السابق وقال توجد فى أسوان بعض المناطق السياحية والأثرية الرائعة ولكنها وللأسف قليلة الزيارة من السائحين وهناك عوامل عدة تتسبب فى هذا منها ضيق الوقت وصعوبة الوصول إليها او عدم وجود ترويج كاف يضعها تحت دائرة الضوء . من هذه الأماكن أستطيع أن أقول أن متحف النوبة نفسه برغم روعته وأهميته ولكنه غير موجود على معظم البرامج السياحية.

ومعبد إيزيس فى قلب أسوان والذى تم افتتاحه قبل عام وبالرغم من وجوده فى قلب المدينة الا أنه قليل الزيارة لانعدام الدعاية له فلاتوجد فى الطريق أى لافتات تشير إليه وغير موجود على الخريطة السياحية أو منشورات الدعاية . فضلا عن معبد كلابشة الذى يتم زيارته على استحياء لعدم وضعه على خريطة السياحة وأيضا المعابد الصخرية بالنوبة القديمة والتى تم إنقاذها وإعادة بنائها هى أيضا قليلة الزيارة الا من البواخر السياحية التى تقوم بالرحلة بين الاقصر وأسوان . والطريق البرى إلى هذه المعابد هو دائما مغطى بالرمال نتيجة الحركة الدائبة للكثبان الرملية . والأجزاء الأخرى تعرضت للتشقق .وغير ممهد لسير السيارات ،ولهذا يحتاج الزائر الى سيارات مجهزة « دفع رباعى « للقيام بهذه الرحلة برا.


وهناك أيضا مقبرة أغاخان وهى مغلقة منذ سنوات ولها سبب مختلف فهى ملكية خاصة لعائلة الاغاخان وهم يريدون أن تبقى رمزا هادئا بعيداً عن صخب الرحلات السياحية والزوار.


ولفت عبد الناصر لأن تغيير البرامج السياحية واضافة أى مواقع أخرى عليها مرتبط ارتباطا وثيقا بمصدرى السياحة من الخارج وبالطبع بعد عرض المزار المصرى عليهم ولكن كما ذكرت آنفا أن عامل ضيق الوقت هو العامل الأساسى لقلة او ندرة الزيارات لموقع أو آخر .


ويقول الأثرى أحمد حسن عبد الماجد ،سميت بهذا الاسم لأنها منحوتة فى الصخر وتقع خلف السد العالى وتبعد عن مدينة أسوان بحوالى 240 كيلومترا، وتم إنقاذها من الغرق أثناء بناء السد العالى بواسطة حملة اليونسكو الدولية . لكنها تتعرض الآن للإهمال الشديد والسرقة والنهب .

كما أنها مهددة بالردم تحت الرمال المتحركة .ونظرًا لأهمية هذه المعابد الأثرية والتاريخية قامت اليونسكو .عام 1979 بإدراجها ضمن مواقع التراث العالمى الثقافي، ورغم ذلك مازالت هذه المعابد تعانى من الإهمال الشديد لدرجة أنها تعرضت للسرقة 11 مرة كما أن الرمال المتحركة تكاد تخفيها تمامًا.وتنقسم المعابد الصخرية الى مجموعتين.. المجموعة الأولى: مجموعة السبوع- وتتكون من معبد السبوع والذى بناه حاكم النوبة ستاو للملك رمسيس الثاني- ومعبد الدكة- الذى بناه الملك النوبى أركماني- وأسهم فيه كل من بطليموس الرابع ، والسابع، والإمبراطور أغسطس. ومعبد المحرقة-والذى بنى فى عهد الإمبراطور الرومانى أغسطس .
المجموعة الثانية :هى مجموعة «عمدا» وتتكون من معبد عمدا وهو أقدم هذه المعالم-إذ أنه بنى فى القرن السادس عشر قبل الميلاد. ومعبد الدر- بناه الملك رمسيس الثاني. وكرسه لآمون رع. ورع حور امتى.ومقبرة بنوت. والذى كان يتقلّد منصب عمودى النوبة المصرية. وأوات فى عهد رمسيس السادس . و قصر أبريم- والذى كان يقع على الضفة الشرقية. وتوجد به حاليًا أطلال وبقايا أقدم كاتدرائية فى النوبة .ورغم أن آثار المنطقة تتميز بالتنوع الفريد فى العمارة. حيث تضم مجموعة متنوعة ما بين معابد ومقصورات ومقابر كما تشهد تنوعًا زمنيا إذ تغطى فترة تاريخية طويلة تمتد من الأسرة الثامنة عشرة.

وحتى العصر المسيحى إلا أن هذه المعابد غير مدرجة فى برامج شركات السياحة. والسبب عدم وجود طريق برى ممهد لزيارتها. وحتى الفنادق العائمة التى تعمل ببحيرة ناصر لا يوجد مراسٍ لها أمام المعابد . ويتم إنزال السياح فى زوارق صغيرة لزيارتها. ما يعرضهم للخطر ويرفض كبار السن المخاطرة فيتم حرمانهم من زيارة المعابد. ومن يستطيع النزول من القوارب الصغير يجد سيارة « كارو» فى انتظاره لنقلهم إلى المعبد..


يذكر أن لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب قد زارت منطقة المعابدالصخرية عام 2017 بناء على طلب تقدم به النائب يس عبد الصبور. ورغم رصد اللجنة لكل ماسبق فلم يحدث شىء سوى ان قام كل من د. خالد العنانى وزير الآثار . وأيضا محافظ أسوان فى ذلك الوقت اللواء مجدى حجازى بزيارة المنطقة وإطلاق وعود وخطط التطوير دون حدوث جديد.