من أجل عيون التريند.. موسم التفاهة يعود من جديد!

حتى المشاهير يرتكبون التفاهات من أجل التريند
حتى المشاهير يرتكبون التفاهات من أجل التريند

فى الآونة الأخيرة انتشر فيديو لشاب لقبه رواد السوشيال ميديا بـ «ويجز الغلابة» بعد طرحه أغنية محرفة لنجم البوب العالمى مايكل جاكسون، ولكن بكلمات غير مفهومة، ليتصدر التريند لعدة أيام، مما جعل بعض الفنانين والمشاهير للرقص على أغنيته التى حققت ملايين المشاهدات على موقع التواصل الاجتماعى «تيك توك»، والذى اعتبره البعض من جانب آخر أنه انحدار بالذوق العام والفن بشكل عام، وغير مقبول لاحتوائه على إيحاءات لا تنتمى للأخلاق بأى شكل من الأشكال ولا تتناسب مع قواعد المجتمع.. وكأن التفاهة موسم يطل علينا من جديد، فكل فترة يخرج علينا أحد الأشخاص، بفيديو أو رقصة أو أغنية من أجل ركوب سلم الشهرة والمجد. 

فقد حاول صاحب الأغنية المزعومة ويدعى هيثم أحمد ومسمى بـ «ويجز الغلابة» محاكاة أغنية Smooth Criminal لمايكل جاكسون، والتى كانت من أهم أعماله وحققت انتشارا واسعا حول العالم وقت طرحها، إضافة إلى تبنيه العديد من الحركات التى كانت متواجدة فى العمل الأصلي، العجيب أن هناك فنانين ومشاهير مشهود لهم بالمهنية والاحتراف، قاموا بتقليد هذه الأغنية من أجل عيون التريند. 

اضطراب الشخصية
علق على هذا الفيديو إبراهيم عبد الرشيد دكتور علم النفس قائلا: «إن هذا المحتوى هو مهزلة بكل المقاييس ناتج عن اضطراب الشخصية النفسى والأخلاقى والعقلي، لأنه لا يوجد شخص سوى يفعل هذه الأشياء، منوها أن المجتمع يعانى من زيادة حالات اضطراب الشخصية الحدية وهو مرض خطير يؤدى إلى الأمراض العقلية وزيادة نسبة القتل فى المجتمع.. ويجب خلق بيئة نظيفة ينمو فيها عقليات شباب سوية، وعلق عبدالرشيد على نجوم الفن الذين قاموا بتقليد فيديو «ويجز الغلابة» أنهم لم يقدموا من الأساس فنا هادفا للمجتمع فهم فقط يريدون حب الظهور على الساحة، لإرضاء غرورهم النفسى تجاه وصول شخص آخر مثل مقدم فيديو «انتش واجري» إلى قمة المشاهدات، فلماذا هو يصل وهم لا؟. لهذا لم أعتبرهم نجوم فن من الأساس. 

ومن جانبه علق الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية على مقدمى محتويات السوشيال ميديا والتريندات أن لها عدة أسباب جعلته يقدم مثل هذه الفيديوهات حيث يلجأ بعض الشباب للاستعراض على السوشيال ميديا والصعود لـ «التريند» بشتى الطرق والوصول إلى جمع اللايكات والمشاهدات حتى لو كان هذا على حساب مصداقيته فقد يلجأ للعديد من الحيل التى تتسم بالزيف وهذا يرجع إلى نمط الشخصية، فهناك نوع من الشخصيات تسمى الشخصية الهيستيرية والتى تتسم بالمبالغة فى جذب انتباه الآخرين وحب التباهى والظهور وعندها ميل شديد للتمثيل والكذب والتضليل وتعانى من ضحالة فى المشاعر وتتلون حسب المواقف لفقدانها الاتزان العاطفي، فهذه الشخصية هى من يقدم مثل هذا المحتوى الغريب على السوشيال ميديا للفت الانتباه والأنظار لها.

اقرأ أيضًا

بسبب «أنتش وأجري».. «الباز» يطالب الفنانين المشاركين التريند بالاعتذار

وأضاف «هندى» أن هناك أسبابا أخرى إلى لجوء بعض الشخصيات للانتشار على السوشيال ميديا، وهو الفراغ النفسى والعاطفى غياب الرقابة الأسرية والدفئ الأسري، والمعاناة من النبذ الاجتماعي، حيث إنه لا يوجد لديه أصدقاء فهنا يلجأ إلى أن يصبح تريندا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والبعض الآخر مصاب بهوس الشهرة فيلهس وراءها حتى لو كان هذا مخالف للقانون او الأخلاق أو الاعراف ، والبعض الاخر يبحث عن الكسب السريع والربح المادى الذى يأتى من الهواء على السوشيال ميديا من خلال التريندات على تيك توك او يوتيوب وغيرها من المواقع. 

«التربية الخاطئة»
كما تعتبر التربية منذ الصغر هى الأساس فى تكوين الشخصية، حيث يكون الشخص محروما من غرس الصفات النبيلة منذ الصغر من قبل الوالدين أو يحصل على الإفراط فى التدليل الزائد فلا أحد يقوم بتوجيهه نحو الخطأ والصواب فيشب على شخصية مضطربة لم يمنعه أى حدود عن تقديم محتوى غير لائق على السوشيال ميديا، فهذا نتج عن حصر الأضواء عنهم فيقومون بعملية تعويض نفسى عن وجوده فبدأوا الظهور للناس من خلال التيك توك واليوتيوب.