البداية «بلال مؤذن الرسول» والنهاية «الرسالة».. نصف قرن بدون أفلام دينية!

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كتب: عصام عـطية

من بلال مؤذن الرسول إلى ظهور الاسلام، ومرورا بالشيماء، وفجر الإسلام، وهجرة الرسول، ووصولًا إلى الرسالة، أفلام مازالت تُعرض حتى الآن عند الاحتفاء بمولد سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كل هذه الأفلام أُنتجت من الخمسينيات حتى بداية السبعينيات، وبالتحديد منذ عام 1951 وحتى  1975، وبعد هذا التاريخ لم يتم إنتاج فيلم دينى بتلك القوة التى أُنتجت من قبل التى اعتاد عليها المشاهد.

- لماذا اختفت الأفلام الدينية؟ ولماذا ابتعد صناع السينما عن إنتاجها؟ وهل أصبح المراهن عليها خاسرًا فى إيرادات الشباك أم أصبحت أفلاما بدون جمهور؟
بداية نستعرض أهم الأفلام التى أُنتجت أيام زمن الفن الجميل، وتُعرض فقط فى المناسبات الدينية، وهى حسب السنوات..
ظهور الإسلام..  من إنتاج 1951، انتصار الإسلام.. من إنتاج 1952، بلال مؤذن الرسول.. من إنتاج 1953، بيت الله الحرام.. من إنتاج 1957، مولد الرسول.. من إنتاج 1960، هجرة الرسول.. إنتاج 1964، الله أكبر .. إنتاج 1969، فجر الإسلام.. إنتاج 1971، الشيماء.. إنتاج 1972، الرسالة.. إنتاج 1975.

يعلق السينارسيت فداء شندويلى، على اختفاء كتّاب الأفلام الدينية بقوله: «نحن لدينا عشرات الكتّاب، وأنا شخصيًا قدمت 10 مسلسلات دينية، لكن على مستوى الإنتاج فإن هذه المسلسلات تتكلف الملايين، والمفترض أن مثل هذه الأفلام والمسلسلات الدولة تقوم بإنتاجها أو المشاركة فى إنتاجها لأن الدولة تقدم خدمة ثقافية غير ربحية»، مضيفًا: «نحن منذ 27 عاما لم ننتج مسلسلا دينيا باستثناء عمر بن عبد العزيز وهذا مسلسل تاريخى».

وعن الجهات الأخرى التى تمول الأفلام والمسلسلات الدينية، يقول فداء إن هناك جهات ومؤسسات دينية تقدم دراما إسلامية، وهناك رجال أعمال يصرفون جزءا من زكاة أموالهم لإنتاج هذه الأعمال، فهذه المسلسلات أفضل مصدر للزكاة - بحسب كلامه - كما أنها أيضاً تمثل صدقة جارية لصاحبها مدى الحياة، والعمل الفنى مستمر فى العرض حتى بعد رحيل صاحبه، أما المنتج الخاص فيريد الربح ويبتعد عن هذه الأعمال التى لا تحقق له أى ربحية، ويضيف أن هناك فتاوى تقول لا تجسدوا الصحابة وآل البيت، رغم أنه لا يوجد فى الدين ما يؤكد عدم تجسيد الصحابة.

ويقول: «لدينا كتّاب بالعشرات، وأنا قدمت مسلسل صدق رسول الله وكان جرافيك، ولم يبع فى مصر ولم تشتره أى قناة مصرية»، ويضيف هناك فيلم بعنوان «الأزهر» دفاعا عن الدين والوطن تقوم إحدى الدول العربية بإنتاجه حاليا.

اقرأ أيضًا

«ثقافة السويس» تناقش كتاب بلال بن رباح «مؤذن الرسول»

أضاف، من هنا يأتى دور الدولة، فمن الملاحظ فى السنوات الأخيرة غياب دور الدولة فى إنتاج الأفلام والمسلسلات، فيجب تدخل الدولة لإنتاج أفلام ومسلسلات دينية خاصة فى تلك المرحلة، لأن الفن هو صناعة للحياة، فقد كان الفن عبر التاريخ إحدى الأدوات الفعالة فى مواجهة العنف والتطرف والتعصب، كما أنه هو الأسلوب المؤثر فى وجدان الناس وتشكيل مشاعرهم، وهو ما تحتاجه الأجيال القادمة لمعرفة دينهم الحنيف بأسلوب فنى يعيش للأبد.

الناقدة خيرية البشلاوى، تقول إن المنتج رمسيس نجيب أنتج أفلاما دينية عديدة، وقالت إن الأفلام الدينية التى أُنتجت فى تلك الفترة لم تكن على المستوى المطلوب، فكانت نمطية التفكير وترصد الصراع بين الخير والشر، حتى جاء فيلم الرسالة بميزانيته الضخمة ليغيِّر الكثير من مفاهيم الأفلام الدينية، مشيرة إلى أن الأجيال التى صنعت السينما فى ذلك الوقت كان لديها شغف كبير وفساد قليل، بينما الآن لا يوجد المنتج المغامر، والدولة ليست مهتمة بمثل هذه الأفلام، ونحن نحتاج الدين ليشد المجتمع إلى الأمام، نحتاج الفن المحترم الجاد والترفيهى، ونحتاج نهضة ثقافية حقيقية.

الفنانة عفاف شعيب، التى كان لها نصيب الأسد من الأعمال الدينية، قالت إنه للأسف لا يوجد أحد الآن لديه النزعة الدينية السليمة لتوعية الناس، وما يقدم عبر الشاشات نوع من «الهرتلة» التى لا تقدم قيما أخلاقية حقيقية، ولفتت إلى أنها أرسلت مسلسلا دينيا بعنوان «الوفاء بالبيعة»، وكان مختوما من الأزهر الشريف، وحصل على موافقة الجهات الرقابية، وكان سيخرجه مصطفى هاشم، لكن تم رفضه دون سبب مقنع، رغم أنهم رحبوا بالمسلسل فى بداية الأمر.