مؤتمر مصر الاقتصادى التحديات والانطلاقة

وليد عبد العزيز
وليد عبد العزيز

قد يكون هو الوقت الأنسب لإطلاق الدولة مؤتمرًا اقتصاديًا شاملًا يتم خلاله دراسة الأوضاع الاقتصادية برؤية تتماشى مع مخرجات الأزمة العالمية..

المؤتمر كما يتوقع الكثيرون سيكون عبارة عن عرض من الوزراء لأهم الإنجازات الاقتصادية التى شهدتها الدولة على مدار ٨ سنوات وستكون هناك جلسات عمل مفتوحة يشارك فيها كبار المسئولين والمختصين ورجال الصناعة والاستثمار.

المتابع للوضع الاقتصادى المصرى سيكتشف أن الدولة المصرية فى عام ٢٠١٤ كانت دولة بلا اقتصاد تقريباً وتعتمد على المساعدات الخارجية وكنا نعانى من أزمات فى الغاز والكهرباء ووسائل النقل بجانب النقص الشديد فى الأراضى الصالحة للزراعة بعد أن اعتدى أعداء الوطن على الأراضى الزراعية وتم تحويلها إلى كتل خرسانية..

ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد حكم البلاد وهو يعمل جاهدا لإصلاح رواسب سنوات طويلة اعتمد فيها الاقتصاد المصرى على الديون والمساعدات والمنح..

كلمة حق يجب أن نقف عندها وهى أنه لولا إرادة الرئيس السيسى وصمود الشعب العظيم لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى ما كنا وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.. مجتمع الأعمال الذى سيشارك فى المؤتمر ينظر إليه على أنه طوق النجاة للصناع تحديدًا بعد أن تأثر الاقتصاد العالمى وليس المصرى فقط بتوابع أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية..

المؤتمر سينطلق وسط أزمة فى وفرة الدولار وارتفاع أسعار البترول والحبوب وقرارات وزارية اضطرارية سببت عقبات أمام الصناع والمستثمرين والمستوردين..

هنا يجب أن نقف عند عدة نقاط وأهمها أن تكون هناك مصارحة لمجتمع الأعمال بالوضع الاقتصادى وأسباب اتخاذ القرارات الاستثنائية مثل قرار الاعتمادات المستندية..

ويجب أن نتوقف كثيراً عند الروتين والبيروقراطية والأيادى المرتعشة التى لا تستطيع اتخاذ القرارات..

شكوى المستثمرين لم تكن من غلاء الأراضى أو عدم وجود الرؤية المستدامة..

ولكن الشكوى الأساسية من الإجراءات الروتينية والموظفين الذين يتفننون فى تطفيش المستثمرين..

الصناع لديهم مشاكل يجب أن يتم الاستماع إليها وإيجاد الحلول الفورية لها..

أعتقد أن مصر عبرت أزمات أقوى وأكبر بكثير من هذه الأزمة..

لو تم حل مشاكل الصناع والمستثمرين سيتم حل أزمة الأسعار والدولار لأننا سنجد أنفسنا ننتج بأيدينا ويكون لدينا فائض للتصدير لجلب العملات الأجنبية..

مصر يا سادة أصبحت من أهم الدول المهيأة لجذب الاستثمارات..

لدينا بنية تحتية حديثة وشبكة طرق هى الأقوى فى المنطقة وخطوط سكك حديدية جديدة وموانى ومطارات..

لدينا وفر بفضل الله فى مصادر الطاقة ولدينا أيدٍ عاملة ونستطيع بموقعنا الجغرافى الوصول إلى العديد من الدول العربية والأوربية والإفريقية..

أعتقد أن المؤتمر لن يكون مكلمة أو تصريحات مسكنة..

الظروف الحالية تتطلب أن يتعاون الجميع ليخرج هذا المؤتمر بخريطة طريق محددة وواضحة المعالم بجدول زمنى لحل جميع المشاكل.. دعونا نسأل أنفسنا لماذا لم يتم إعادة تشغيل المصانع المتعثرة ونبحث عن الأسباب الحقيقية لعدم إقبال المستثمرين المصريين على الاستثمار ونتعامل مع الوضع بكل شفافية..

الدولة فى حاجة إلى الجميع فى هذه المرحلة الصعبة..

القطاع الخاص عليه أن يقدم الحلول قبل المشاكل وأن يكون شريكاً وطنياً للدولة.. زمن البحث عن المصالح الخاصة لا يصلح مع الجمهورية الجديدة..

على الجميع أن يعى أن الكل فى مركب واحد وعبور الأزمات سيجنى ثماره  الجميع..

الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء..

أثق فى قدرتك على حل المشاكل بكل احترافية ووطنية.. المرحلة تتطلب تنفيذ الوعود وإيجاد حل جذرى للقضاء على البيروقراطية التى تلتهم كل إنجازات الإصلاح..

وزراء المجموعة الاقتصادية مطالبون باتخاذ إجراءات جادة لحل جميع المشاكل التى سيتم طرحها على المؤتمر من خلال جلسات العمل.. أتمنى ألا يخرج المؤتمر بتشكيل لجان للبحث والتدقيق..

أتمنى أن يخرج بمقررات وتوصيات حاسمة وقابلة للتنفيذ فى نفس اليوم.. مصر تستحق أفضل من ذلك بكثير وعلى الجميع أن يعمل بجدٍ وإخلاص لصالح هذا الوطن..

أثق أن الجميع سيتعاون لعبور الأزمة العالمية لنجني جميعاً ثمار الإصلاح..

وتحيا مصر.