تعرف عليهم .. عائلات صناعة السينما المصرية

صناعة السينما المصرية
صناعة السينما المصرية

محمد حسين

ظهرت هذه العائلات خلال النصف الثاني من القرن العشرين على أيدي سينمائيين مهنيين استثمروا خبراتهم وثرواتهم في تأسيس شركات إنتاج وتوزيع، وفي معظم الأحوال اعتمد الجيل الأول بهذه العائلات على تمويل مكتسب من عملهم داخل صناعة السينما المصرية.

شكلت هذه البرجوازيات السينمائية حبة الجوز الصلبة للصناعة أمام التوغلات الخارجية، مثلما فعل التكتل الثلاثي (النصر، أوسكار، الماسة) أمام الشركة العربية في بداية الألفية، وبينما تتقلص الشركات المعتمدة على تمويل خارجي في أوقات الأزمات الاقتصادية، فإن عائلات السينما تنشط وتنتهز الفرص لتعزيز مواقعها.

التكوين العائلي منح تلك الشركات تماسكاً داخلياً، لكن في مدى أطول يضعف عملها مؤسسياً، إما بسبب افتقار الأجيال الجديدة للرغبة في خوض هذه الصناعة المعقدة، أو أن توارث المهام بشكل تقليدي يكون عائقاً أمام تطورها ليصبح الإبقاء على وضعها الداخلي هدفاً بحد ذاته.

آل خوري يوسف شاهين: أفلام مصر العالمية

أسسها المخرج يوسف شاهين في 1972 وبدأت بإنتاج فيلمه “العصفور” ثم دخلت أيضاً مجال التوزيع المحلي والخارجي، وتميزت في فترتها الأولى بالعمل من خلال الإنتاجات المشتركة مع جهات أجنبية، وهو ما وفر لها التركيز على الجوانب الفنية لأفلامها واكتشاف مواهب مخرجين جدد والعمل أيضاً في إنتاج الأفلام الوثائقية وإدارة دور العرض. ، أبناء العائلة الأكثر حضوراً الآن هم المنتج جابي خوري الرئيس التنفيذي، والمنتجة والمخرجة ماريان خوري الشريك الإداري ورمزي خوري نائب الرئيس التنفيذي، وقد حققت الشركة وحدها أكثر من ثلث إجمالي إيرادات شباك تذاكر دور العرض في 2019، وانخفضت أعمالها بعد جائحة “كورونا”.

آل رمزي: أفلام النصر

أسسها المؤلف والمنتج والمخرج حسن رمزي، وهو أحد مؤسسي غرفة صناعة السينما وثاني رئيس لها حتى وفاته في 1977، وورث إدارتها ابنه محمد حسن رمزي الذي ترأس هو الآخر مجلس إدارة الغرفة حتى وفاته في 2015، وزعت وأنتجت الشركة أكثر من 200 فيلم، وهي أحد أضلع تكتل المجموعة الفنية المتحدة (الثلاثي)، بعد وفاته تولى نجله الممثل شريف رمزي مسئولية الشركة التي ركزت في تسويق حقوق الأفلام التي لازالت تستحوذ عليها، وتوزيع أفلام صغيرة ومتباعدة زمنياً. 

آل صبري: الأخوة المتحدين

تأسست العائلة من خلال السيناريست فاروق صبري الذي بدأ في العمل خلال الستينات وكتب أكثر من 70 فيلم، ثم دخل في مجال الإنتاج وأسس شركة “الأخوة المتحدين للسينما والفيديو” التي دخلت أيضاً في مجال التوزيع وتأسيس وإدارة دور العرض، وتولى فاروق منصب رئيس غرفة صناعة السينما منذ 2015 بعد وفاة محمد حسن رمزي، بينما ركز نجله وليد صبري في مجال الإنتاج منذ 2007، أحدث أفلامه هو “العنكبوت” الذي عُرض في موسم عيد الفطر الماضي.

آل عبد الله: أوسكار

أسسها المؤلف والمنتج حسن عبد الله بعام 1970 كشركة إنتاج إذاعي، ثم في منتصف السبعينات تمددت للإنتاج التليفزيوني قبل أن تدخل مجال إنشاء وإدارة دور العرض في أوائل التسعينات من خلال سينما رمسيس هيلتون، وانضم للعمل بالشركة نجله لؤي عبد الله في مجال الإنتاج والتوزيع، ثم الابن الأصغر وائل عبد الله الذي أضاف الإخراج التليفزيوني لمجالي الإنتاج والتوزيع في مسيرته. وزعت الشركة أكثر من 70 فيلم لكن تراجعت أعمالها بآخر 10 سنوات، ورغم هذا احتلت المرتبة الثانية في إيرادات شباك التذاكر المصري في 2019 بنصيب الربع تقريباً.

آل السبكي: السبكي فيلم

من متجر لحوم الشهير باسم والدهم في حي الدقي، أسس الابن الأكبر محمد السبكي متجراً لشرائط الفيديو في منتصف الثمانينات، ثم انضم له شقيقه أحمد لتأسيس الشركة التي عملت لفترة في توزيع الفيديو، ودخلت مجال الإنتاج بفيلم “عيون الصقر” عام 1992، وحققت الشركة نجاحاتها الأكبر في بداية الألفية بسلسلة أفلام كوميدية للنجم محمد سعد، قبل أن ينفصل أحمد السبكي بإنتاجات تتمتع بجانب فني متوازن عن شقيقه الذي استمر في التركيز على إنتاجات شعبية كثيفة، وأسس كريم السبكي شركة لتوزيع أفلام والده أحمد في 2010، وتستمر العائلة في التواجد بعناصر فنية في التأليف والمونتاج أيضاً، حافظت العائلة على موقعها خلال فترة عدم الاستقرار بعد 2011 بالاستمرار في تقديم أفلام شعبية صغيرة ومتوسطة الإنتاج، وحقق فيلمهم “شارع الهرم” رقماً قياسياً في الإيرادات اليومية بموسم عيد الفطر 2011، وفي سنة 2020 كانت عائلة السبكي هي الأنشط في الإنتاج والتوزيع رغم إغلاق السينما بسبب جائحة “كورونا”.

آل العدل: العدل جروب

تأسست الشركة كتجميع لجهود 3 أشقاء عملوا قبلها في مجالات سينمائية متنوعة، الشقيق الأكبر سامي العدل ظهر بمجال التمثيل منذ 1972، الأوسط محمد اتجه لمجال الإنتاج منذ 1987، والأصغر هو مدحت الذي تحول من الطب لكتابة الشعر الغنائي ثم بدأ في كتابة السيناريو في 1992 بفيلم “آيس كريم في جليم”، واجتمع الأشقاء لأول مرة في فيلم “حرب الفراولة” عام  1994 الذي شجعهم على تأسيس “العدل الجروب” لإنتاج فيلم “البطل” عام 1997، ثم قدمت الشركة فيلم “صعيدي في الجامعة الأميركية” عام 1998 الذي حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية حتى الآن بمعادلة تأثير تضخم العملة، لتتخصص الشركة في اكتشاف وتقديم النجوم الشباب طوال فترة الألفية بأفلام متوسطة وضخمة، بالتوازي مع أعمالها في الإنتاج التليفزيوني منذ 2001 وهو المجال الذي ركزت فيه الشركة.

آل عبد الخالق: الماسة

أسس هشام عبد الخالق شركة “الماسة للإنتاج الفني” خلال فترة صعود السينما المصرية في بداية الألفية مستعيناً بخبراته السابقة كمدير لسلسلة دور عرض الماسة بدولة الإمارات التي شهدت نمواً كبيراً بقطاع العرض خلال نفس الفترة. بدأت الشركة نشاطها في مصر بالتوزيع في عام 2003 ثم دخلت مجال الإنتاج بفيلم “تيتو” عام 2004، واستمرت الشركة في إنتاج الأفلام الضخمة مثل “الجزيرة” و”ولاد العم” و”الممر”، كما قامت بتوزيع ما يقارب السبعين فيلم، وقد كانت الماسة أحد أعضاء تكتل الثلاثي. الابن عمر عبد الخالق عمل لفترة بالشركة، ثم شغل منصب مسئول قسم التطوير في شركة اتحاد الفنانين للسينما والفيديو التي تدير سلسلة سينمات “جالاكسي”، ومؤخراً أسس منصة “فيلمي” الإلكترونية للتواصل بين العاملين بصناعة الترفيه والإعلام بالعالم العربي.

 

أقرأ أيضأ : كريم فهمي: عائلة السبكي وقفت بجانب السينما المصرية فى وقت صعب