محمد بركات يكتب: يوم العبور.. والنصر

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ كانت مصر على موعد مع القدر فى لحظة فارقة من تاريخها،...، كانت قد حزمت أمرها وتوكلت على الله العلى القدير، وقررت خوض غمار معركة المصير واسترداد الكرامة.

كانت مصر الدولة والشعب والجيش تعى وتدرك باليقين، أنها قد اتخذت أخطر قرار فى تاريخها المعاصر، وأنه يمثل نقطة تحول عظمى فى مسارها ومستقبلها، بما يعنيه من إصرار على تغيير الواقع وتحدى الهزيمة والعبور إلى النصر وتحرير الأرض.

ومع الساعات الأولى لصباح هذا اليوم الخالد فى ذاكرة الوطن، كانت عيون وقلوب وأفئدة قادة مصر وصناع نصرها، تنتظر ساعة الصفر التى تم تحديدها فى الثانية بعد الظهر، باعتبارها ساعة الفصل والمصير لشعب رفض الاستسلام لذل الهزيمة وعار الاحتلال.

وباعتبارها فى ذات الوقت ساعة الحسم لجيش وطنى شجاع، قرر خوض معركة الكرامة والشرف واسترداد الأرض، وتلقين العدو درسا قاسيا لا ينسى على مر الزمن وتوالى السنين والأعوام.
وإذا كنا نعيش اليوم أحداثا جساما فى ظل المعركة التى نخوضها من أجل التنمية والبناء والتطوير والتحديث وسعينا الجاد للخروج من الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها، فى ظل الانعكاسات السلبية للأزمة العالمية التى تعانى منها كل الدول وجميع الشعوب،...، فإن الضرورة والحكمة تحتم علينا أن نتذكر بكل الفخر والعزة ما حققناه فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣.

وفى هذا السياق سيظل التاريخ شاهدا على أن شعب مصر وجيشها البطل، قد استطاع فى السادس من أكتوبر ١٩٧٣ إحداث تغييرات جسيمة وعديدة بالمنطقة على المستويين الإقليمى والدولى، أثرت لسنوات طويلة على واقع المنطقة العربية والشرق أوسطية وما حولهما.
ومنذ هذا التاريخ أصبح السادس من أكتوبر تاريخا للنصر وللعزة والكرامة، وباعثا على الفخر والشموخ لقواتنا المسلحة ولكل المصريين.