فى الصميم

لعبة الكبار.. والطريق المسدود!!

جلال عارف
جلال عارف

الموقف المعقد فى أوكرانيا يزداد تعقيدا مع توقيع الرئيس الروسى بوتين على قرارات ضم المناطق الأوكرانية الأربع التى جرى فيها الاستفتاء قبل أيام إلى دولة روسيا الاتحادية. أمريكا وحلفاؤها أعلنوا مسبقا عدم الاعتراف بهذه الإجراءات.. لكن ماذا بعد؟!


فى نفس اليوم الذى وقع فيه «بوتين» قرارات الضم، كان مجلس الأمن يعقد جلستين متواليتين لبحث قرارات الضم وحوادث تخريب أنابيب الغاز من روسيا لأوروبا. وفى غياب أى توافق أو رغبة فى الحل كانت الجلسات مجرد تبادل للاتهامات وكانت النتيجة صفرا بعد استخدام روسيا لحق «الفيتو» لمنع قرار ضدها.. ولم يكن «الفيتو» مزعجا لأمريكا والغرب بل كان امتناع الهند والبرازيل إلى جانب الصين عن التصويت مع ادانة قرار الضم!!


وفى نفس اليوم أيضا كان الكونجرس الأمريكى يعتمد ١٢ مليار دولار إضافية لدعم أوكرانيا يخصص جزء منها لامدادات السلاح التى تجاوزت حتى الآن الستين مليار دولار. وواضح ان الإدارة الأمريكية تريد توفير أكبر دعم للحرب فى أوكرانيا قبل انتخابات نوفمبر التى قد تغير موازين القوى فى الكونجرس. ومع ذلك يبقى السؤال. وماذا بعد؟!


حتى الآن يبقى الخوف من صدام مباشر بين روسيا و«الناتو» بقيادة أمريكا هو السائد ويبقى شبح حرب عالمية ثالثة يخيف الجميع.. لكن استمرار التصعيد لا يعنى إلا الاقتراب من الخطر. قرار ضم الأقاليم الأوكرانية يجعل أى اعتداء عليها اعتداء على «أرض روسية»، هل سيكون هذا رادعا أم خطوة على طريق الصدام المباشر بين «الناتو» وروسيا؟


بالتأكيد.. لن تسمح دول «الناتو» بضم أوكرانيا للحلف كما طلب الرئيس الأوكرانى لأن هذا سيكون إعلانا رسميا بالحرب ضد روسيا. لكن الخطر سيبقى والتصعيد مستمر حتى تدرك كل الأطراف أنه لا حل إلا بالتفاوض، وحتى يصل صوت الشعوب التى تدفع ثمن الصراع المدمر بأن العالم لن يتحمل المزيد من عبث الكبار!!