صفية مصطفى أمين تكتب: زملائى .. أعدائى!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

صديقتى مهندسة متوسطة العمر وناجحة، تشكو من الصعوبات التى يضعها زملاؤها فى طريقها!
تقول أنها برزت فى عملها. هى أول من يحضر إلى الشركة صباحا، وآخر من يخرج منها مساء. لا تجد وقتا للثرثرة، وترفض ان يتحول مكتبها إلى مكلمة. لا تشارك فى وشاية، ولا تطلب أى طلب من رؤسائها.

موظفو الشركة يعتبرونها منطوية وثقيلة الدم لانها لا تشاركهم أسرارها ولا تحكى لهم عن حياتها الشخصية،  لأنها بطبعها كتومة ولا تحب أن يتدخل زملاؤها فى حياتها .
فاجأتنى بأنها تفكر فى الاستقالة . فقلت لها:  من الصعب أن تجدى وظيفة تناسبك. إبقى مكانك وقاومى. لو كل ناجح تقهقر الى الخلف أمام ضربات الفشلة، ما بقى شخص واحد متميز فى هذه الدنيا.   نظرة الزملاء لك طبيعية لأنهم يرونك غريبة وكأنك جئت من كوكب آخر!

نحن أصبحنا نعتبر الذهاب الى العمل فسحة، والمرتب الذى نحصل عليه منحه شهرية من حقنا  الحصول عليه دون عمل او جهد يُذكر. هذه - فى رأيى - ظاهرة مرضية، يجب أن يقاومها الأصحاء مننا، ويكونوا قدوة  فى احترام العمل وقدسيته. فمثلا لو قدوة طيبة فى غرفة بها عشر متسكعين وكسالي، بعد أسبوع سيصبح عدد الكسالى تسعة، ثم خمسة، ثم واحد، خاصة لو توفرت قيادة كفء تكافئ الناجح وتعاقب المهمل!
لا يمكن حل مشاكلنا إلا لو قام كل واحد مننا بواجبه، من أصغر موظف إلى أكبر موظف.