بدون تردد

الحرب.. والطريق المسدود (٢/٢)

محمد بركات
محمد بركات

ذكرنا بالأمس أن على العالم كله بدوله وشعوبه أن يرتب أموره وينظم حياته على أن الحرب الدائرة الآن فى أوكرانيا لن تكون لها نهاية قريبة أو سريعة، بل على العكس من ذلك تشير التطورات والمستجدات الأخيرة إلى أنها ستطول إلى ما هو أكثر من ذلك و أبعد.
وقلنا إن هذه التطورات تؤكد دخول الحرب الروسية الأوكرانية إلى دائرة اللاعودة أو اللاحل، حيث لم يعد هناك أمل كبير فى انتقالها من حالة التفجر والاشتعال إلى حالة التفاوض والتهدئة، سعيا للوصول إلى التوافق على القواعد والاجراءات المؤدية لوقف القتال واعطاء الفرصة للحلول الدبلوماسية.


وفى ذلك علينا ان ندرك ان ما هو متوقع حدوثه خلال الايام القليلة القادمة، من ضم روسيا للمناطق الاربع فى «دونيتسك» و«لوهانسك» و«خيرسون» و«زابوريجا» إلى اراضيها، فور انتهاء الاستفتاءات الجارية حاليا، سيغير من الوضع تماما ويخلق واقعاً جديداً فى الأزمة يصعب تجاهله أو غض الطرف عنه.
وذلك يعنى بوضوح ان روسيا لن تقبل بالسماح بأى حال من الأحوال، بإعادة هذه المناطق إلى اوكرانيا مرة أخرى، كما انها ستعتبر الاعتداء عليها اعتداء على الاراضى الروسية ومن حقها استخدام كل الوسائل والاسلحة للدفاع عنها.
وإذا ما أضفنا إلى ذلك، التصعيد الواضح من جانب الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ودول حلف الاطلنطى، واعلانهم المتكرر على دعمهم غير المحدود لأوكرانيا بالسلاح والعتاد، والتأكيد على استمرار الحرب وعدم توقف القتال حتى هزيمة روسيا، نجد ان الطريق أصبح مسدوداً أمام الأمل فى نهاية الحرب وتوقف القتال.


وفى ظل هذا المنعطف الخطير فى مسار الحرب الروسية الاوكرانية، بات على العالم كله بدوله وشعوبه الا يتوقع نهاية قريبة لهذه الحرب، بما يتطلب الادراك الواعى لضرورة الاستعداد للتعامل مع اثارها وتداعياتها السلبية الاقتصادية على كل الدول والشعوب لشهور كثيرة قادمة.
وفى هذا السياق علينا نحن أيضا الادراك بكل الجدية والوعى، لضرورة الاستعداد للتعامل مع هذه التداعيات وتلك الآثار لشهور كثيرة قادمة.