ما قصة الأسير ناصر أبو حميد الذي رفع محمود عباس صورته بالأمم المتحدة؟

محمود عباس
محمود عباس

خلال كلمته أمس الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس صورة الأسير ناصر أبو حميد، الذي يكافح المرض وهو داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط إهمال طبي يتعرضه.

وقال عباس، متحدثًا عن الأسير من منصة الأمم المتحدة، "إنه ينتظر الموت في كل لحظة .. دعوا والدته تراه .. لماذا لا تسمحوا لوالدته «أم الشهداء» بأن تراه؟"

وأردف قائلًا: "أم ناصر أبو حميد أم الشهداء والأسرى .. كل ما تريده أن ترى ابنها.. في أي دين هذا، وفي أي شرع هذا".

وتابع عباس قائلًا: "تحية مني لوالدة ناصر.. ومن المؤسف أن سلطة الاحتلال لم تسمح لها برؤية ابنها لدقيقة واحدة، وهو يصارع الموت بسبب الإهمال الطبي".

وقال عباس أيضًا: "أسرانا البواسل هم ضمير شعبنا الحي، وستظل حريتنا أمانة في أعناقنا"، مضيفًا: "ونقول لأسرانا وللأسير البطل ناصر أبو حميد ورفاقه إن الفجر آتٍ".

مريض بالسرطان

والأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا)، قد وُلد في مخيم النصيرات بقطاع غزة، وهو يعاني الأمرين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة إصابته بمرض "سرطان الرئة"، ومع ذلك ترفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه.

وقال نادي الأسير الفلسطيني، في منتصف أغسطس المنصرم، إن معطيات خطيرة وجديدة تشير إلى انتشار مرض السّرطان في أجزاء جديدة من جسد الأسير ناصر أبو حميد، ومنها الدماغ.

وأشار النادي، في بيان له، إلى أن هذه النتائج كانت متوقعة في ضوء المعطيات التراكمية عن الحالة الصحيّة له، حيث أكدت التّقارير الطبية الأخيرة أن حياته في دائرة الخطر الشديد، خاصة أن جسده لم يعد يحتمل جرعات العلاج الكيميائي، حيث خضع لجلسات علاج مخففة نتيجة لذلك.

وأكد نادي الأسير أنه وفي ضوء التطورات الخطيرة على الوضع الصحيّ للأسير أبو حميد الذي أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أكثر من 30 عامًا، يتطلب جهودًا حثيثة وعلى عدة مستويات للإفراج عنه قبل فوات الأوان، خاصة مع استمرار احتجازه في سجن "عيادة الرملة" الذي يعتبر من اسوأ السّجون، حيث يطلق عليه الأسرى "المسلخ"، وفيه استشهد العشرات من الأسرى نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء).

وناصر أبو حميد من أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وهو معتقل منذ عام 2002، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد سبع مرات و50 سنة.

اقرأ أيضًا: الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد في غيبوبة لليوم الثامن على التوالي

آخر رسالة من الأسير

وخلال زيارةٍ لأهله له في سجن "الرملة"، في 15 سبتمبر الجاري، أبلغ الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد عائلته رسالة للشعب الفلسطيني، مفادها بأنه "على مشارف الموت.

وبحسب شقيقه ناجي أبو حميد، قال الأسير ناصر أبو حميد، في رسالته، "أنا أودع شعبًا بطلًا عظيمًا حتى التحق بقافلة شهداء فلسطين، وجزء كبير منهم هم رفاق دربي وأنا سعيد بلقائهم".

وأضاف ناصر لعائلته: "أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ومؤمن بالطريق الذي اخترته، وأن عزائي الأكبر وأنا أتابع الوقفات الجماهيرية من أبناء شعبي المقاوم ضد الاحتلال الظالم".

وقال أيضًا "أنا ذاهب إلى نهاية الطريق، ولكن مُطمئن وواثق بأنني أولا فلسطيني وأنا أفتخر، تاركًا خلفي شعبًا عظيمًا لن ينسى قضيتي وقضية الأسرى، وأنحني إجلالاً وإكبارًا لكل أبناء شعبنا الفلسطينيّ الصابر، وتعجز الكلمات عن كم هذا المشهد فيه مواساة وأنا لست حزينًا من نهاية الطريق لأنه في نهاية الطريق أنا أودع شعبًا بطلًا عظيمًا".