كنوز | 119 شمعة لذكرى ميلاد رياض القصبجي الشهير بـ«الشاويش عطية»

إسماعيل يس ورفيق دربه رياض القصبجى
إسماعيل يس ورفيق دربه رياض القصبجى

من منا لم يضحك من قلبه مع «الشاويش عطية» الذى شارك إسماعيل يس سلسلة أفلامه التى مازلنا نستمتع بها، والذى لا يعرفه عشاق «الشاويش عطية» واسمه الحقيقى «رياض القصبجى» أن حياة هذا الفنان العملاق انتهت بمأساة، وقالت أسرته إن إسماعيل يس لم يزره أو يسأل عنه مما أثر على نفسيته كثيرا!!

ولد رياض القصبجى فى 13 سبتمبر1903 بالإسكندرية، انضم لفرقة التمثيل بالسكة الحديد التى كان يعمل بها محصلا للتذاكر فى قطارات المصلحة، ثم انتقل للعمل بفرقة أحمد الشامى ومنها إلى فرقة على الكسار ثم فرقة جورج أبيض واستقر به المقام فى فرقة إسماعيل يس، ونجح فى أن يحول أدوار الشر الثقيلة إلى أدوار كوميدية برغم ملامح وجهه الخشنة، وبرغم مشواره الطويل مع المسرح إلا أن شهرته أتت من خلال السينما من خلال شخصية.

«الشاويش عطية» التى جسدها فى سلسلة الأفلام التى جمعته بإسماعيل يس، ومنها إسماعيل يس فى الأسطول، والبوليس الحربى، ومستشفى المجانين، ولوكاندة المفاجآت، وابن حميدو، والآنسة حنفى، وغيرها من الأفلام التى شارك فيها بأدوار قصيرة قبل الارتباط بإسماعيل يس.

المأساة التى أشرنا إليها فى سطور المقدمة حدثت عندما اكتشف الأطباء إصابة رياض القصبجى بشلل نصفى فى الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم، أراد المخرج حسن الإمام أن يخرجه من أزمته بالعمل أثناء تصوير فيلم «الخطايا» فأرسل له من يبلغه أنه سيمثل فى الفيلم دورا قصيرا، ارتفعت حالته المعنوية وأحس أنه قد تعافى بعض الشيء وجاء إلى الاستوديو مستندا على ذراع شقيقته وحاول أن يظهرأمام العاملين فى البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل..

لكن حسن الإمام أدرك أنه ما زال يعانى فأخذ يطيب خاطره وطلب منه بلباقة أن يستريح وألا يتعجل العمل قبل أن يشفى تماما، لكن الشاويش عطية أصر على العمل، وافق حسن الإمام على قيامه بالدور. وقف الشاويش عطية يهيئ نفسه فرحا بمواجهة الكاميرا، وبدأ يتحرك مندمجا فى أداء دوره لكنه سقط فى مكانه وانهمرت الدموع من عينيه، وكانت تلك آخر مرة يواجه فيها الكاميرا، وبعد عام من هذه الواقعة وبالتحديد فى 23 أبريل 1963 لفظ رياض القصبجى أنفاسه عن عمر ناهز 60 عاما..

وكشف نجله فتحى فى حوار معه أن الفنان إسماعيل ياسين لم يزر أباه فى مرضه ولو مرة واحدة، وقال إن فريد شوقى كان دائم الزيارة بكل ما لذ وطاب، وقال بمرارة: «برغم اشتراك والدى مع إسماعيل يس فى معظم الأفلام إلا أن المفاجأة التى أذهلت الجميع أنه حتى لم يأت للعزاء فيه.

كنا نتوقع منه أن يكون بجوارنا فى العزاء، وأشار فى نفس الحوار أن تجاهل إسماعيل يس لزيارة والده فى مرضه كان له تأثير سيئ على نفسيته، وقال إن والده كان يسأل عن إسماعيل قبل الوفاة وهو يقول: «هو أنا عملت فيك إيه يا إسماعيل ده احنا كنا اخوات يا أخى طب تعالى زورنى وانا عيان». 

هذا ما جاء على لسان فتحى رياض القصبجى، ونحن هنا لسنا بصدد تقليب المواجع وتبادل الاتهامات على أشياء انتهت مع الزمن، نحن بصدد الاحتفاء بـ 119 شمعة نضيئها للشاويش عطية فى ذكرى ميلاده تقديرا لما قدمه لنا من ضحكة وبسمة وسعادة. 

 

اقرأ أيضا | القصبجي: إسماعيل ياسين تخصص أدوار صعبة.. وزوزو ماضي أفضل ممثلة هزلية