عاجل

مشوار

المعمل بديلاً للمزرعة

خالد رزق
خالد رزق

10 أعوام تقريباً هى كل المدة التى تفصل بيننا وبين الوصول إلى إنتاج كمى تسويقى من اللحوم الحمراء المخلقة بالمعامل لتكون البديل الطبيعى عن لحوم الماشية التى يجرى إكثارها وتربيتها بالمزارع وفى البرية منذ نشأة الحياة على الأرض وهو الهدف الذى يعمل العلماء فى هولندا على الوصول إليه منذ عقدين من الزمان.


العلماء الهولنديون أعلنوا بالفعل عن نجاحهم فى إنتاج أول شطيرة من اللحم البقرى عن طريق إكثار الخلايا بالمعمل وأن التحاليل والتجارب التى أجريت عليها أكدت تطابق مواصفتها ولحم الأبقار مع اختلاف مهم هو خلوها تماماً من كل الأمراض التى تؤثر على لحم الماشية طبيعى المنشأ. الخرق العلمى الذى تحقق بإنتاج هذه الشطيرة يبقى محدودا فى أثره محصوراً بالإنجاز داخل المعمل ذلك أن كلفة انتاج هذه الشطيرة الواحدة قدرت بنحو 200 ألف يورو ووفق تقديرات الدراسات التى أجراها العلماء فإنهم وخلال ما لا يتجاوز عقدا قادما من الزمان يستمكنون من انتاج اللحوم المعملية بكلفة ربما تقل عن كلفة تربية الماشية بالمزارع وبكم تسويقى يغطى الحاجة العالمية للاستهلاك مع توفير مياه الرى والمساحات المزروعة بنباتات الأعلاف اللازمة لإطعام وسقاية الحيوانات، إحلالها بنباتات تقع ضمن السلسلة الغذائية للبشر.
التقنيات التى يتبعها العلماء فى هولندا بقيت سرية على العالم كله باستثناء وحيد هو لنظرائهم فى الدولة الصهيونية والتى يجمع مراكزها البحثية فى الزراعة والإنتاج الحيوانى بمثيلاتها فى هولندا، اتفاقات حصرية للتعاون حقق بفضلها الكيان العدوانى طفرة فى صادراته من المخصبات والهرمونات والبذور الزراعية، وعليه فالمتصور أن هذا الكيان سيحظى فى النهاية وعند الوصول إلى معدلات الإنتاج الكمى التسويقى من لحوم المعامل لحصة معتبرة ومهمة عالمياً من تجارة اللحوم مستقبلاً.


المقصود من الكلام وبعيداً عن هذا الفتح العلمى بحد ذاته هو تبيان كيف ينشط العدو علمياً فى كل المجالات وبما يخدم أهدافه الاقتصادية، فكما يعمل لصالح كيانه اللقيط ينبغى على من هم فى المواجهة العمل على خدمة مصالحهم ووضع أهداف للنهوض فى كل المجالات.