ماجدة طنطاوى
حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيرش، من أن التأثيرات المناخية تتجه نحو «مناطق دمار مجهولة وفوضى ومعاناة دائمة فى حال عدم وقف الوقود الأحفورى»، وتأتى هذه التحذيرات مع إصدار تقرير «متحدون فى العلوم» السنوى، والذى يحدد حجم أزمة المناخ.
ويوضح التقرير بالتفصيل كيف أن مستويات غازات الاحتباس الحرارى، إلى حد كبير ثانى أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفورى، تستمر فى الارتفاع. ووفقا لما ذكرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، كانت المستويات أعلى فى بداية هذا العام مما كانت عليه قبل الوباء، الذى شهد انخفاضًا مؤقتًا فى الانبعاثات بسبب الإغلاق فى جميع أنحاء العالم.
وكشفت بيانات هذا العام أن العالم يشهد ارتفاعًا متزايدًا فى درجات الحرارة العالمية والفيضانات والجفاف وموجات الحر الناجمة عن تغير المناخ. ويحذر التقرير من أنه «بدون عمل طموح، ستكون الآثار المادية والاجتماعية والاقتصادية لتغير المناخ مدمرة».
ووفقًا لمشروع الكربون العالمى، كانت الانبعاثات العالمية المسجلة بين يناير ومايو من هذا العام أعلى بنسبة 1.2٪ من تلك المسجلة فى الفترة نفسها من عام 2019.وتنبأ التقرير أننا قد نرى قريبًا تغييرات لا رجعة فيها تحدث فى أنظمة المناخ، مثل ذوبان الصفائح الجليدية القطبية.
ولا يمكن أيضًا استبعاد مستويات الحرارة والرطوبة التى لا يمكن بعدها العمل البشرى فى الهواء الطلق. وستواجه المدن المكتظة بالسكان المزيد من موجات الحر والأمطار الغزيرة والفيضانات الساحلية، مما يجعل المليارات من الناس عرضة للخطر.
من ناحيته حذر المدير التنفيذى لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة من أن حوالى 345 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة، بسبب الكوارث الطبيعية والبشرية فى 82 دولة يعمل فيها البرنامج، وهو ما يعادل مرتين ونصف المرة عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون من انعدام الأمن الغذائى الحاد قبل جائحة كورونا التى انتشرت فى عام 2020.
ويأتى ذلك فيما اطلق صندوق الامم المتحدة المركزى خطة ب١٠٠ مليون دولار امريكى، لمواجهة الطوارئ لسد فجوات التمويل الحرجة فى ١١ عملية إنسانية فى الشرق الاوسط وافريقيا واسيا والامريكتين.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية، إن الملايين من الأرواح وسبل العيش مهددة فى جميع أنحاء العالم بحالات الطوارئ، والصراعات والجوع والتشريد القسرى. واشار إلى الحاجة إلى ما مجموعه ٤٩،٥ مليار دولار خلال العام الجارى لمساعدة ٢٠٤ ملايين شخص من الاكثر ضعفا. ولكن مع تلقى ١٧،٦ مليار دولار فقط حتى الان، فان فجوة التمويل تقترب من ٣٢ مليار دولار وهى اكبر فجوة على الإطلاق فى تاريخ العمل الانسانى. وهذا يترك ملايين الاسر بدون دعم منقذ للحياة، خاصة فى الأزمات التى لا تحظى باهتمام دولى يذكر.
يأتى ذلك فيما كشفت وكالة «ستاندرد آند بورز جلوبال» أن تداعيات تغير المناخ ستظهر عبر قطاعات صناعية متعددة مما سيؤدى إلى تآكل قيم الأصول وإجبار المستثمرين على إجراء تقييمات جديدة للمخاطر.. وأشار التقرير إلى أنه فى حين أن هناك إجماعًا عالميًا للوصول إلى صافى الانبعاثات الصفرية قبل عام 2050، ما زال هناك فجوات بين البلدان فى تحديد الأهداف وخطط العمل.
اقرأ ايضا | الأمم المتحدة: المناخ من التحديات التي تتطلب اهتمامًا فوريًا
