أول سطر

الوجه الآخر لعروس المتوسط

طاهر قابيل
طاهر قابيل

 قديما كانت الإسكندرية بالنسبة لى مصيفاً وارتداء المايوه و»البلبطة « فى المياه وفرصة لشحن الهمم و»المشية» على الكورنيش والعودة للدراسة بكل نشاط وحيوية  لاجتياز العام الجديد بتفوق..

فمعشوقتى «عروس المتوسط» بناها الإسكندر الأكبر  وهى ثانى أكبر المدن المصرية..

وكنت لا أعرف عنها غير الضحك واللعب والحب حتى تقابلت مع صديق من ذوى الخبرة فكشف لى عن الوجه الآخر للإسكندرية.

عروس المتوسط تحتوى على  متاحف وأماكن سياحية وأثرية وترفيهية فكانت بداية جولتنا «بقلعة قايتباى» التى قام ببنائها السلطان «أشرف سيف الدين» فى نفس مكان «الفنار القديم» الذى دمره زلزال قوي..

وانتقلنا إلى «مكتبة الإسكندرية» والتى تعتبر منارة للثقافات والفنون وتضم  العديد من المبانى منها القُبة السماوية وقاعة لتعليم العلوم للأطفال ومركز للبحث الأكاديمى ومكتبة للطفل وأخرى للكتب النادرة وبها متحفان «للسادات والمخطوطات»..

وجذبنى «عمود السوارى» الذى  يعود تخليدًا للإمبراطور «دقلديانوس» بعد أن خلص الإسكندرانية من ثورة قام بها القائد «بأخيل» فعبروا عن شكرهم للامبرطور ببناء العمود  لإعادته الاستقرار والهدوء للمدينة.

أما مقابر» كوم الشقافة» فهى مزيج للفنون المصرية والرومانية والإغريقية وتم اكتشافها صدفة بعد سقوط «حمار»فى إحدى المقابر بعمق12 مترًا وعند البحث عنه تم اكتشافها وتتكون من ثلاثة مستويات محفورة بداخل الصخر وتم التوصل إلى المستوى الأول ثم الثانى بعد خفض منسوب المياه الجوفية ولكن لم يتم التوصل للثالث وبه قطع أثرية غارقة أسفل المياه الجوفية..

وأما «المسرح الرومانى» فى  «كوم الدكة» فكان اكتشافه ايضا صدفة عندما  كانوا يبحثون عن مقبرة «الإسكندر الأكبر»..

والمسرح مكون من 13درجة من الرخام على شكل حرف (U) ومرقم لترتيب الجلوس ويضم حوالى 600 مقعد..

أما منطقة «الرأس السوداء» ففيها معبد يعود تاريخه إلى العصر اليونانى الرومانى قام ببنائه الفارس  «ايرادور» لعبادة «إيزيس» لتسببها فى شفائه من المرض..

وتعد المدن الغارقة فى «ابى قير» من أجمل الأماكن السياحية التى زرتها حيث يمكنك الاشتراك فى  رحلة غوص جماعية  لرؤية آثار مدينتى «هرقليون وكانوبوس» الغارقتين مع بعض الآثار المصرية كبقايا «معبد إيزيس وقصر كليوبترا»..

ووجدت متحف الإسكندرية القومى مبنيًا على الطراز الإيطالى قام ببنائه أحد الأثرياء ثم ببيعه إلى السفارة الأمريكية واسترده المجلس الأعلى للآثار وقام  بترميمه ويضم 1800 قطعة..

أما «قصر المجوهرات الملكية « فتم تحويله إلى متحف بقرار جمهورى ويحتوى على 11500 قطعة أثرية لأسرة محمد على  مقسمة إلى 10 قاعات.

هذا جزء صغير من جولتى.. فالإسكندرية تاريخ وليست فقط بحرا ومياها مالحة وشاطئاً ورمالاً ومايوهات «بكينى وبوركينى» فالجلوس تحت إحدى أشجار المنتزه العريقة متعة لا توازيها متعة.