فى الصميم

أعياد.. تستحق احتفالاً أعظم!!

جلال عارف
جلال عارف

مثل أعياد جميلة أخرى.. مر عيد الفلاح فى 9 سبتمبر دون احتفال لائق نحتاجه بالفعل.. ليس فقط لنذكر التاريخ، ولكن أيضاً لنؤكد على قيم العمل والارتباط بالأرض، ولنشير إلى أن الزراعة تستعيد مكانتها فى أولويات التنمية الاقتصادية، وأن الريف يعود لبؤرة الاهتمام، وأن معركتنا فى «الغيطان» تزداد أهمية فى عالم يتعرض أكثر فأكثر لمخاطر أزمات الغذاء.


لم يكن عبثاً أن يكون أول وأهم قرارات ثورة يوليو هو اصدارها لقانون الاصلاح الزراعى بعد شهر ونصف من الثورة. ولم يكن مصادفة أن يصدر القانون فى 9 سبتمبر ليعيد إلى الذاكرة الوطنية يوم وقف عرابى يرفع صوت المصريين فى وجه الاستبداد ويقود ثورة «الفلاحين» ضد الباشاوات والأغاوات الذين امتلكوا مصر. كانت ثورة يوليو تعلن - من اللحظة الأولى - ان عهد عبودية الفلاح قد انتهت، وأن الثورة هى ثورة الملايين المتعطشة للعدل والحرية والكرامة وأن من حرموا من كل حقوقهم قد آن لهم أن يمتلكوا الارض وأن يمتلكوا قبلها حقهم فى الحياة وحق ابنائهم فى أن تتوافر لهم كل فرص العيش الكريم والتقدم المستحق.


كنت - ومازالت - أتمنى أن يكون احتفالنا بأعياد مثل عيد الفلاح احتفالاً بقيم العدالة والكرامة والعمل الجاد. وأن يكون مناسبة لتكريم فلاح مصر المنتج المبدع، وأن يكون أيضاً مناسبة لحشد الجهود كلها من أجل إنجاح برنامج تطوير الريف «حياة كريمة» ومن أجل إنهاء محاولات تجار الدين لفرض «ثقافة التخلف» فى غيبة البديل الذى ينبغى أن نصر على إعادته مع مدرسة مدنية وقصر ثقافة ووحدة صحية وكوادر تدعو للعقل وتبشر بالتقدم وتنتصر لكل المعانى النبيلة التى يجسدها عيد الفلاح، لا نريد لأيام مثل «عيد الفلاح» و«عيد العمال» أن تكون إجازات بلا معنى بالعكس، نحن نريدها احتفاء بقيمة العمل، وبجهد الفلاح والصانع، ودعوة لمناقشة كل مشاكلهم ولحشد كل الجهد الوطنى من أجل تحقيق أقصى ما نستطيع من انتاج فى الزراعة والصناعة، ومن أجل أن يترجم ذلك إلى حياة أفضل للفلاح والعامل، وإلى دعم أكبر لاقتصاد وطن يستحق دائماً الأفضل.
أنتظر أعياداً قادمة للفلاح والعامل تحتفل بها مصر كما ينبغى!!