صباح الفن

مقتنيات نور الشريف

إنتصار دردير
إنتصار دردير

خرجت الفنانة بوسى أخيراً عن صمتها الذى لزمته منذ وفاة زوجها النجم الراحل نور الشريف قبل سبع سنوات، فقد غابت عن الظهور طويلاً فى مناسبات مختلفة، ولم تقبل دعوات بالسفر كضيفة على مهرجانات سينمائية، غير أنها اضطرت لذلك أخيراً بعد اتهامات حاصرتها وابنتيها سارة ومى بالتفريط فى مقتنيات الفنان الكبير، وحملتهن مسئولية العثور على بعض مقتنيات تخصه، تضم  كتباً وأوراقاً وصوراً شخصية وأفيشات أفلام تباع فى شوارع القاهرة.

أرادت بوسى أن تضع حداً لكل ذلك، مؤكدة أنها لم تفرط فى أى شىء يخص زوجها الراحل، وأن هذه الأشياء لم تخرج من بيته، مرجحة أن تكون قد خرجت من مكتبه فى حياته، وربما خلال فترة مرضه الأخيرة التى حالت دون قدرته على الذهاب لمكتبه.

 وكانت بوسى قد أهدت مكتبة الإسكندرية المكتبة الخاصة بزوجها لتكون متاحة لجمهوره ومحبيه، والتى تضم نحو 6022 كتاباً و167 ورقة تضم عقوداً تخصه وأوراقاً دونها بخط يده، فالمعروف أن الفنان الراحل كان قارئاً موسوعياً، وكانت غرفة مكتبه فى فيلته تحتل أكبر مساحة من غرف البيت، ولازلت أذكر حين دعانى لزيارته قبل مرضه، وكيف كان مهتماً بتنسيق المكتبة ووضع اللوحات وصور الشخصيات المهمة.

كان من المفترض أن تقيم مكتبة الإسكندرية احتفالاً يليق بصاحبها بعد أن تم وضع مكتبته بقاعة اطلاع المجموعات الخاصة والكتب النادرة وتسجيلها على قاعدة بيانات المكتبة، لكنها لم تفعل، وعليها الآن أن تقوم بذلك فى حضور أسرته ومحبيه، وليكن بإقامة ندوة موسعة حول هذا النجم الاستثنائى صاحب الموهبة والإنجاز الفنى الكبير.  

تفتح أزمة مقتنيات نور الشريف الباب، مجدداً حول كيفية الحفاظ على مقتنيات المبدعين، وقد تعرضت بعضها للإهمال، وهو ما حدث مع الفنان أحمد زكى بعدما تم بيع مكتبه بكل ما يحويه من أوراق وصور وأفيشات أفلامه، وكذلك مدير التصوير الراحل رمسيس مرزوق الذى وجدت بعض مقتنياته لدى بائع روبابيكيا، ومكتبة الناقد الراحل سمير فريد التى كشف عنها الناقد عماد النويرى وهو ما يجب أن تتصدى له وزارة الثقافة، وتسارع بإنهاء متحف السينما الذى يجرى العمل به منذ سنوات ليحفظ هذه المقتنيات، التى تبقى شاهدة على جانب من تاريخ الفن المصرى.