نهاد عرفة تكتب: صناعة النجوم في قادرون باختلاف

نهاد عرفة
نهاد عرفة

قبل عشرين عاما حين كنت أقوم مع زملائى بأخبار اليوم ببحث حالات ليلة القدر ذلك الباب الشهير الذى أسسه العملاقان على ومصطفى أمين عام 1954، لنشر السعادة بين أكبر عدد من الفئات غير القادرة، كانت رسائلهم تصلنا ضمن آلاف الرسائل طوال العام، إنهم أصحاب الهمم أو قادرون باختلاف، لم يكونوا يصدقون أننا فتحنا رسائلهم وبحثنا عن عناوينهم وذهبنا إليهم فقد كانت هذه الفئة فى ذلك الوقت تعانى من الإهمال والتنمر، وكانت هذه معظم شكاواهم، وكنا نتساءل.. لماذا..؟

فقد حباهم الله بعقول جبارة وقدرات خاصة تعوضهم عن العجز الذى يعانون منه، وليس لهم ذنب أن الله سبحانه وتعالى خلقهم بعجزهم، هذه الفئة التى طالما أسعدتنا ببطولات دولية ونالت الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية فى كافة أنواع الرياضات، وحتى جاء المشروع الرائع « قادرون باختلاف ضمن تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، لتأهيل ذوى الإعاقة للتكيف فى المجتمع ومشاركتهم فى الأنشطة المجتمعية ودعم المتفوقين منهم وتوفير فرص عمل لهم، وشاهدناهم فى الاحتفالات السنوية التى يرعاها ويحضرها بنفسه الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقولاً وطاقات جبارة، ولكن حين ظهر البرنامج الرائع «العباقرة..قادرون باختلاف» لمقدمه الروائى عصام يوسف وضع أمام أعيننا مواهب وقدرات غير عادية لأصحاب الهمم الذين أثبتوا تفوقهم العلمى والثقافى، إنه نموذج رائع للبرامج الثقافية التى التفت حوله الأسر المصرية والعربية، لقد كشف نقاط القوة لهذه الفئة الرائعة فى مجتمعنا وأسهم فى تغيير الكثير من الأفكار السلببة لدى الكثيرين، نوعية جديدة من البرامج الثقافية والترفيهية التى نحتاجها، والتى تخطت فى شهرتها وجماهيريتها الحدود المصرية لتصل إلى كل الأسر من المحيط إلى الخليج، تحية لكل القائمين على هذه البرنامج، ولعله يكون تحدياً محموداً لظهور الكثير من البرامج التى تحترم المشاهد وترتقى بالقيم الأخلاقية والإنسانية.
● ما قل ودل..
ــ كثيرا ما صنعت وسائل الإعلام نجوما من ورق، وبرنامج « العباقرة.. قادرون باختلاف» صنع نجوما حقيقية من أصحاب الهمم.