روسيا للساسة الأوروبيين.. «من يخطئ يدفع الثمن»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف والذي يحمل الساسة الأوروبيين مسؤولية توقف عمل خط أنابيب السيل الشمالي، أن هؤلاء الساسة ارتكبوا الكثير من الأخطاء التي يتوجب عليهم دفع ثمنها.

وفيما يحاول الطرف الأوروبي على لسان المستشار الألماني أولاف شولتس إلقاء اللوم على روسيا متهمًا إياها بأنها لم تعد موردا موثوقا للطاقة، يشدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف رفضه لتلك الاتهامات مشيرًا أن برلين شنت حربا هجينة ضد روسيا وتعمل كعدو لها.

اقرأ أيضا | وول ستريت جورنال: أسوأ أزمة طاقة تلوح في الأفق للدول الأوروبية

وفي مواصلة لاستغلال الأزمة لتحقيق اقصى استفادة من الأزمة، والتملق لروسيا، ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، باللوم في أزمة الطاقة التي تواجهها أوروبا على العقوبات المفروضة على روسيا ردا على اجتياحها أوكرانيا، في نهج مطابق لذاك الذي يتبناه الكرملين.

وقال "إن أوروبا حصدت ما زرعته عبر فرضها قيودا اقتصادية على روسيا. وأن من حق كل طرف أن يستخدم كل وسائله وأسلحته، للأسف، الغاز الطبيعي أحدها".

وألقى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الاثنين، بالمسؤولية في توقف شحنات الغاز الروسية إلى ألمانيا عبر نورد ستريم على "العقوبات التي فرضت ضد بلدنا".

وساهمت روسيا في حوالي نصف عمليات شراء تركيا للغاز الطبيعي العام الماضي.

وتعهدت أنقرة الانتقال بطيئا لتسديد ثمن الواردات الروسية بالروبل، وذلك خلال قمة عقدت بين أردوغان وبوتين في سوتشي في وقت سابق هذا الشهر.

ويعتقد محللين بأن الاتفاق سيضمن مواصلة روسيا تزويد تركيا بالغاز عبر خط أنابيب «ترك ستريم» الذي يمر في البحر الأسود.

فيما قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن القفزة التي حدثت الاثنين في أسعار الغاز في أوروبا جزء من استراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإنها النتيجة المقصودة من وقف تدفقات الغاز عبر خط «نورد ستريم1 ‭‬».

وقال المتحدث في مؤتمر صحفي اعتيادي إن هناك شهوراً صعبة مقبلة، لكن الحكومة تعمل من أجل إضعاف أثر القفزة في أسعار الغاز.

من جانبه، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية الاثنين الماضي، إن روسيا يمكنها ضخ المزيد من الغاز إلى أوروبا عبر طرق أخرى بعد إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1، لكن موسكو اختارت ألّا تفعل.

وقال المتحدث "إذا كانت هناك مشكلة فنية تعيق الإمدادات عبر نورد ستريم 1، فمن الممكن، إن كانت هناك رغبة، توصيل الغاز إلى أوروبا عبر خطوط أنابيب أخرى. وهذا شيء لا نراه يحدث".

وأضاف المتحدث أن هذا السلوك دليل على أن موسكو تستخدم إمداداتها من الغاز إلى أوروبا كسلاح.

وبعد الإعلان عن إغلاق خط الغاز نورد ستريم 1، قفزت أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء بمقدار الثلث، ثم عادت لترتفع بأكثر من 10%، وهو ما أدى إلى انخفاض قياسي في قيمة اليورو خلال 20 عاما، كما يمكن أن يؤدي ذلك في المستقبل إلى مزيد من ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية تاريخيا، ثم إلى تسارع التضخم وإفقار المستهلكين والضغط على الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، والتي تشهد موجة من إغلاق المصانع.

وبينما تحاول الدول الغربية تخفيف ضربة الطاقة الناجمة عن تعليق إمدادات الغاز من روسيا، مددت ألمانيا تشغيل محطتي طاقة نووية، كانتا قد أغلقتا سابقا، وخصصت 65 مليار دولار لدعم الأسر والشركات المتعسرة. من جانبها قالت فرنسا إنها ستفتح عنق الأنبوب الرئيسي في تدفقات الغاز الأوروبية، ما سيسمح لها بتصدير الغاز إلى ألمانيا مقابل إمدادات الكهرباء.

ويتمثل الهدف الرئيسي في كبح التحركات الجامحة في أسواق الكهرباء، والتي تجبر الشركات الأوروبية على الإغلاق. وتشمل الخيارات تدابير للحد مؤقتا من أسعار واردات الغاز، بما في ذلك تلك المستخدمة في توليد الكهرباء، فضلا عن الحد من الإيرادات التي تحصل عليها شركات الطاقة المتجددة والنووية والطاقة الكهرومائية من تكاليف التشغيل المنخفضة. كما سيتم سحب الدخل الذي يتجاوز سقفا معينا وإعادة توزيعه بين المستهلكين".

وإن بروكسل تدرك أن الخطط المعلنة سابقا لوضع "سقف لسعر" المواد الهيدروكربونية الروسية قادرة على قطع جميع علاقات الطاقة مع روسيا، حيث قال معدا التقرير إن أحد الأساليب التي يبدو أن المسؤولين التنفيذيين في الاتحاد الأوروبي يدرسونها بجدية هي تحديد سعر ما تبقى من واردات الغاز الروسي، وهو ما سيوقف إمدادات الغاز الروسي إلى المنطقة.

وكان وزراء المالية لمجموعة الدول السبع قد أكدوا، 2 سبتمبر الجاري، وجود خطة لفرض "حد أقصى لسعر النفط" على النفط الروسي، ودعوا "جميع الدول" للانضمام إلى المبادرة، بينما كان المفوض الأوروبي للاقتصاد، باولو جينتيلوني، قد قال في وقت سابق إن هدف المفوضية الأوروبية هو الوصول إلى السعر الذي كان موجودا حتى 5 ديسمبر من العام الماضي للنفط الخام، وحتى 5 فبراير من العام الحالي للمنتجات النفطية من روسيا.

من جانبه صرح نائب رئيس الوزراء، ألكسندر نوفاك، بأن فكرة الحد من أسعار النفط في روسيا في فكرة سخيفة تماما، وأن روسيا لن تزود الدول الداعمة لهذه المبادرة بالنفط والمنتجات النفطية، مضيفا أن فرض قيود على أسعار النفط الروسي سيدمر السوق، كذلك لم يستجب المنتجون الآخرون بشكل إيجابي لمثل هذه المبادرة.