كامب ديفيد.. كيف تفاوض «السادات» لمصر وفلسطين معًا؟ (صور)

الرئيسان أنور السادات وجيمي كارتر
الرئيسان أنور السادات وجيمي كارتر

إن السلام كلمة عظمى، وترجمة السلام إلى حياة جديدة كان العمل الأعظم والأبعد مدى والأقوى تأثيرًا خلال فترة السبعينيات، فتوقيع معاهدة السلام التي تمت يوم 26 مارس عام 1979 لم تكن بالطبع وليدة هذا اليوم وإنما هي تتويج لخطوات إيجابية متتالية تمت خلال سنوات.

 

ففي 4 فبراير 1971 أعلن الرئيس أنور السادات مبادرته الأولى التي دعا فيها إلى الانسحاب الجزئي وإعادة فتح قناة السويس كخطوة أولى نحو التسوية الشاملة.

 

وبعد أيام قليلة أعلنت مصر للعالم كله عن استعدادها لعقد معاهدة سلام مع إسرائيل إذا قامت تل أبيب بالوفاء بالتزاماتها التي ينص عليها قرار مجلس الأمن رقم 242 ولم تكن حرب أكتوبر قد وقعت بعد.

 

اقرأ أيضًا| قبل الحرب بيومين.. السادات يرتدي عباءة أحد الأولياء وينام بالمسجد

 

وبعد أن دارت معارك أكتوبر المجيدة استرد الإنسان المصري والعربي كرامته التي جرحتها هزائم 1948 و1956 و1967 ودعا أنور السادات – في 16 أكتوبر 1973 – إلى عقد مؤتمر سلام عالمي لوضع القواعد والإجراءات الخاصة بالتسوية السلمية في الشرق الأوسط.

 

ثم جاءت مبادرة السادات المزلزلة وزيارته للقدس في 19 نوفمبر عام 1977، وألقى السادات خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي في 20 نوفمبر 1977، وشدد في هذا الخطاب على أن فكرة السلام بينه وبين إسرائيل ليست جديدة، وأنه يستهدف السلام الشامل، ثم دعا السادات بيجن لزيارة مصر، وعقد مؤتمر قمة في الإسماعيلية.

 

وفي عام 1978 أنشأ السادات الحزب الوطني الديمقراطي وتولى رئاسته، ثم لجأ إلى الاستفتاء الشعبي على شخصه، وترددت مصر بين المضي في المبادرة أو رفضها، ولكن تدخل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر بثقله، ودعا السادات وبيجن إلى اجتماعات في كامب ديفيد.

 

وبدأ محادثات ما قبل الاتفاقية في يوم 5 سبتمبر 1978 عندما وصل الوفدان المصري والإسرائيلي إلى كامب ديفيد، وذهب السادات إلى كامب ديفيد وهو لا يريد أن يساوم وإنما ردد مشروع قرار مجلس الأمن رقم 242 كأساس للحل.

 

والسادات لم يركز في محادثاته كما يعتقد البعض على حل الجانب المصري فقط من القضية، ولكن حاولت الإدارة الأمريكية إقناع الجانبين أن يتجنبوا التركيز على القضايا الشائكة مثل الانسحاب الكامل من الضفة الغربية وغزة ويبدأوا المناقشات على قضايا أقل حساسية مثل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء، واستمرت المحادثات 12 يوما.

 

كانت هذه مبادرات السلام التي قام بها الرئيس السادات من عام 1971 وحتى تم توقيع المعاهدة عام 1979 بحضور الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجين، وذلك بحسب ما تم نشره في مجلة آخر ساعة في 28 مارس عام 1979.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم