بعد ظهور السوشيال ميديا l حياة الفنان الشخصية مش خط أحمر!

شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب
شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب

هبة الخولى

من شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب، إلى شريف منير ولورا عماد، أصبحت جملة حياتي الشخصية خط أحمر التي كان يرددها الفنانون أمر في حكم الماضي، ولم يعد لها وجود في عالم السوشيال ميديا، حيث أصبحت الخلافات الأسرية مشاع في بوستات النجوم وأسرهم، وأصبحت تعليقات الجمهور أمر حاسم في انتصار طرف على الآخر على إشتداد عوده في الدفاع عن موقفه.. لكن المحصلة النهائية هي أن حياة النجوم الأسرية باتت مشاع على صفحات السوشيال ميديا، ورسائلهم تخطت حدود حوائط المنزل لتتردد داخل حسابات وصفحات الجمهور.. في السطور التالية نناقش هذا الأمر، ولماذا تحول الفنانين من نجوم لأعمال فنية، إلى نجوم لجلسات النميمة ومناقشات البرامج الاجتماعية.. 

بعد 20 عاما من غيابها - الاختياري - عن الفن، بعد زواجها من شريف منير، عادت لورا عماد إلى الواجهة ليس عن طريق عمل فني جديد يعيدها إلى الظهور بعد تألقها في بداية مشوارها نهاية القرن الماضي، لكن بسبب رسالة عتاب لأبنتيها كاميليا وفريدة، بعد انتقال الفتاتين للاقامة مع والدهما، وهو ما يعني صحة أخبار انفصال شريف ولورا، الأمر لم يتوقف عند رسالة الأمر، فقد ردت الابنة كاميليا على ما نشرته والدتها، قائلة: “عمرنا ما بعدنا عنك.. وغير كده أنا كنت لسه قاعدة معاكي إمبارح ومكنتش عارفة إنك كنتي بتفكري في كده”، أما فريدة فردت قائلة: “ليه بتعملي كده؟.. ليه بتخلي شكلنا كده قدام الناس؟”.

هذا النقاش الأسري لم يكن الوحيد فنيا الذي انتقل من الجلسات العتاب المنزلي إلى السوشيال ميديا، فمعارك شيرين عبد الوهاب مع زوجها السابق حسام حبيب مازالت توابعها مستمرة.

وليس ببعيد أيضا مشاجرات منة عرفة وزوجها السابق محمود المهدي، والتي طالت الفنان محمد نجاتي لفترة، قبل أن تنتهي بالطلاق. 

قبلها أيضا كانت هناك المشاكل المتبادلة بين ياسمين عبد العزيز وزوجها أحمد العوضي من جهة، وشقيقها وائل من جهة أخرى، والتي شهدت فترات صعود وهبوط، بلغت ذروتها حينما تنبأ البعض بوجود خلاف أيضا بين ياسمين والعوضي. 

هناك خلاف آخر ذو بعد إنساني أوضح، وهو خلاف المطربة الشعبية بوسي مع والدها، الذي رحل عن دنينا منذ فترة قصيرة، ليكسب المزيد من التعاطف في مشكلة قطيعة ابنته له، والذي كان حديث الفضائيات لفترة. 

هناك سوابق أيضا في تلك الأمور، منها علاقة أحمد الفيشاوي بابنته لينا ووالدتها هند الحناوي، وأيضا مشكلة نسب أبناء زينة لأحمد عز، والتي كانت فقرة ثابتة في الفضائيات العربية خلال ذروتها. 

الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي، علق على تداول أزمات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، قائلًا: “الفنانون يسعون إلى تحقيق التريند من أجل الشهرة، ويغفلون أنهم نجوم ومشهورين بالفعل، ويجب أن يظهر الفنان بشكل يتسم بالحكمة أو خفة الدم أو بشكل إنساني، وليس كطرف في صراع، وما زاد الطين بلة أن الصراع قادم من أروقة منزله، وهذا يعود أن الفنان في مصر يدير أموره بعدم حكمة، بعكس النجوم في أوروبا وأمريكا، يملكون مؤسسات لإدارة العلاقات العامة والتصريحات الخاصة بالفنان وهو ما يجعل حياتهم الشخصية سر، حتى تكتشفها الصحافة، أو تنتقل إلى ساحات القضاء مثلما حدث مع الأمريكي جوني ديب”. 

 

بينما يفسر د. وليد هندي، استشاري الطب النفسي، أسباب زيادة أخبار الحياة الشخصية للفنانين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالقول: “حينما يتألق الفنان ويُبدع في كل ما هو جديد ويشعر أنه له جمهور كبير نتيجة الفن الذي يُقدمه وتطوره، كلما ابتعد عن حياته الشخصية، وهذا الأمر شاهدناه مع نجمات كبار، أمثال ليلى مراد وفاتن حمامة وأم كلثوم، وغيرهن، ممن لم نكن نعرف بتفاصيل حياتهن الشخصية ولا أسرار منازلهم، لكن المشكلات التي تحدث الآن لأن الفنان يشعر أنه ليس على نفس القدر من النجاح الذي بدأ به مشواره، أو غابت عنه الأضواء لفترة،  فيقوم بتعويض ذلك بمشاكل تجعله محور الحدث، حتى ولو كان الأمر يسئ له أو لبيته”.

في الختام، ترى د. رشا الجندي، الاخصائية النفسية، أن كل فنان يختلف عن الفنان الآخر في رد فعله تجاه الأمور الحياتية، فالبعض يتكتم على مشاكله، والآخر يصعد الأمور مستخدما كل الوسائل، والبعض منهم يفعل ذلك في سبيل الشهرة وتصدر التريند، لكن لا يجب أن نعاتب الفنان وحده، فوسائل الإعلام التي تهتم بتلك المشاكل وتمنحها مساحات واسعة من التغطية هي شريك في تسطيح القضايا الاجتماعية، وأيضا الجمهور الذي يعد أيضا شريك في انتشار هذا النمط من “التريندات”.