بعد تألقه في المهرجان.. هشام عباس: جمهور «القلعة» بيحب القديم

الفنان هشام عباس
الفنان هشام عباس

ندي محسن

كعادته، تألق هشام عباس في حفل افتتاح الدورة الـ30 من مهرجان القلعة للموسيقى والغناء، وأعاد الجمهور إلى ذكريات أعماله الرائعة التي قدمها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى الآن، ليعيد لقطاع كبير من الحضور ذكريات المراهقة والشباب لأعمال صنعت اسم وشهرة هشام عباس في مصر والعالم العربي لسنوات، حتى وإن تأخر كثيرا عن الجمهور في تقديم أعمال جديدة.. في السطور التالية يتحدث هشام عن سر حرصه للمشاركة بفاعليات المهرجان للعام الخامس على التوالي، وسبب تقديمه لجرعة كبيرة من أغنياته القديمة، كما كشف عن أسباب عدم نجاح ألبومه الأخير، وتفاصيل ألبومه الجديد، والعديد من الأمور التي يكشفها في السطور التالية..

 في البداية.. ما سر حرصك على المشاركة بفعاليات مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء؟

هذا المهرجان له مكانة خاصة في قلبي، لإنه يقام في موقع تاريخي كالقلعة التي تُعد من أهم المزارات السياحية في القاهرة، وكذلك أسعار تذاكر حفلاته الرمزية التي تكون في متناول الجميع، تتيح للمواطن البسيط حضور الفعاليات والاستمتاع بنجومه المُفضلين، لذا لا أتردد لحظة في قبول دعوة مشاركتي، واستمرار المشاركة للعام الخامس على التوالي شئ يدعوني للفخر لاسيما إنني أسعد كثيراً بتواجدي وسط جمهوري الذي يغمرني بالحب، وأوجه الشكر للقائمين على المهرجان والمسئولين بدار الأوبرا على اتجاههم واهتمامهم الشديد بإقامة عدد من المهرجانات الفنية في مختلف محافظات مصر، أبرزهم مهرجان “دندرة للموسيقى والغناء” بمحافظة قنا، ومهرجان “تل بسطا” بمحافظة الشرقية، ومهرجان “السويس للموسيقى والغناء”، وأخيراً مهرجان “المسرح الروماني” بالإسكندرية.

كيف كانت استعداداتك لحفل افتتاح الدورة الـ30 من المهرجان؟

كنت متحمساً ومهتماً بكافة التفاصيل التي تخص هذا الحفل لكي يخرج في أفضل صورة، وأعددت برنامج يضم عدد كبير من الأغنيات وصل عددهم إلى 18 أغنية، لكن لم يُسعفنا الوقت لتقديم كل الأغنيات بسبب زخم الفقرات الفنية التي سبقت صعودي على المسرح، والتي تم إضافتها مؤخراً من أجل استيعاب جميع الفقرات بعد تأجيل المهرجان 3 أيام حداداً على أرواح ضحايا حادث حريق كنيسة “أبو سيفين”، لذلك قدمت 14 أغنية فقط، وكنت أتمنى تقديم المزيد، لكن ختمت الحفل بسبب تأخر الوقت، ولعلمي أن جمهور المهرجان ليسوا بـ”السَهيرة” الذين من الممكن أن ينتظرون في حفل لبعد منتصف الليل.

 كيف جاء اختيارك لبرنامج الحفل؟

حرصت على اختيار مجموعة من أغنياتي القديمة منها “عيني، جوه في قلبي، فاكر أيام لمتنا، ماتبطليش، شوفي، العيون السود، قول عليا مجنون”، وتتر المسلسل الشهير “يتربى في عزو”، وغيرهم، إلى جانب حرصي على افتتاح الحفل بأغنية “عامل ضجة” إحدى أغنيات ألبومي الأخير.

 كيف وجدت تفاعل الجماهير معك بمختلف فئاتهم العمرية بترديد الأغنيات وتقليد رقصتك الشهيرة بفيديو كليب أغنية شوفي؟

كنت في غاية السعادة بتجاوب وتفاعل الجمهور الذي فاق توقعاتي، للآسف عرفت ذلك بعد الحفل لأنني لم أستطيع رؤيتهم بشكل واضح بسبب أضواء وأنوار المسرح التي تنعكس عليَ فتحجب عني الرؤية، والحقيقة هذا يُزيد من سعادتي ويُعبر عن مدى انسجامهم خلال الحفل، وأشعر بتجاوبهم وتفاعلهم من خلال سماع أصواتهم بترديد الأغنيات أو من خلال تصفيقهم الحار بعد الإنتهاء من كل أغنية، وأشكرهم على مشاعرهم النبيلة تجاهي، وأتمنى أن أكون قدمت حفلاً يليق بهم.

ضم برنامج الحفل عدد كبير من أغنياتك القديمة .. هل قصدت ذلك؟

بالتأكيد؛ ويرجع ذلك لكونها الأغنيات العالقة في أذهان الجمهور، والتي يحفظها ويتفاعل معها، لذلك حرصت على أن يكون برنامج حفلي حافل بأغنياتي القديمة، لإنني بكل صراحة لا أشعر أن الجمهور يتهافت أو يتفاعل مع الأغنيات الجديدة ربما لإنها لم تأخذ حقها من النجاح والانتشار رغم جودتها ومستواها الفني الجيد، لذا أتخوف من تقديمها رغم إنني أقترحت على فرقتي الموسيقية أثناء البروفات بتقديم 5 أغنيات جديدة واخترت منهم “أغلى من العين” و”حذرتك”، لكنهم لم يشجعونني، لكن سأحاول التركيز في حفلاتي المقبلة على تقديم جرعة أكبر من أغنياتي الحديثة حتى أُتيح فرصة الاستماع إليها، وسأقدمهم بطريقة “الميدلي”.

على ذكر حجم النجاح والانتشار.. ما سبب عدم تحقيق ألبومك الأخير عامل ضجة النجاح المُنتظر؟

أسباب عدة؛ أبرزها سيطرة المهرجانات على الساحة الغنائية، فقد طرحته صيف عام 2019، وكانت بداية تفشي “موجة” المهرجانات على نطاق أوسع، وأذكر أن جميع الفنانين كانوا في حالة تخبط بسبب المتغيرات التي تحدث على الساحة الغنائية في ذلك التوقيت، أيضاً لم يُحقق الألبوم نجاحاً جماهيرياً بسبب تفشي فيروس “كورونا” مع بداية عام 2020، وما عقب ذلك من قرارات فيما يخص الحد من انتشاره منها منع إقامة الحفلات الغنائية، لذا الألبوم للآسف لم يأخذ حقه من الاستماع، و”معملش ضجة ولا حاجة” رغم أن محتواه الفني يستحق فرصة الانتشار.

 كيف تتعامل مع المتغيرات التي طرأت على الساحة الغنائية في السنوات الأخيرة؟

حالي كحال أغلب النجوم اللذين إتجهوا مؤخراً إلى طرح أعمالهم بشكل منفرد حتى يأخذ كل عمل حقه في الدعاية والتسويق والانتشار، وهذا ما لجأت إليه مع ألبومي الأخير “عامل ضجة”، ومن بعده بدأت في طرح أعمالي بشكل منفرد آخرها أغنية “معاه”، فلم يعد هناك مجالاً لطرح ألبوم كامل، ليس فقط بسبب صعوبة عملية الدعاية والتسويق، بل أيضاً بسبب تراجع عملية شراء الـ”CD”، وأصبحت المنصات الموسيقية هي التي تتصدر المشهد، وأُفضل أن يكون هناك فترة لا تقل عن شهر بين كل أغنية وأخرى، لكن المنتج محسن جابر يقوم بطرح أغنية كل 3 أيام، وذلك بسبب اتفاقياته مع شركات الاتصالات التي تعمل على تسويق الأغنيات عن طريق خدمة الـ”كول تون”. 

 ما موقفك من أغاني المهرجانات؟

لست ضد المهرجانات أو صناعها، ولا أحد يمكنه إنكار نجاحها في السنوات الأخيرة، لكنني ضد الابتذال والاسفاف الذي يُقدم من خلال بعض التجارب، فالكلمة أو اللفظ السئ تؤذي سامعها، وعليهم مراجعة ما يقولونه في أغنياتهم، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح.

 ما تفاصيل ألبومك الجديد؟

الألبوم في مرحلة التحضير، وإنتهيت من تسجيل 6 أغنيات، فيما يتبقى 6 آخرون، واخترت أغنيات متنوعة بين المقسوم الرومانسي  بالإضافة إلى الهيب هوب، والهاوس، وأتعاون من خلاله مع مجموعة كبيرة من الشعراء والملحنين والموزعين أيمن بهجت قمر، أمير طعيمة، عزيز الشافعي، محمد رحيم، مدين، محمد يحيى، علي فتح الله، وسام عبد المنعم، أسامة الهادي وحسن دنيا، ومن المقرر طرحه في أكتوبر المقبل، وسيكون آخر ألبوماتي الغنائية بعدها سأتجه إلى الأغنيات المنفردة فقط.

بعد زحمة الأيام وقادرين أغنيات جمعتك بأصدقاء العُمر حميد الشاعري، مصطفى قمر، وإيهاب توفيق .. هل من الممكن أن تتحمسا لتكرار التجربة مرة أخرى؟

بالطبع، ولم لا؟ لاسيما أن تلك الأغنيات حققت تجاوباً رائعاً مع الجمهور، بل شكل ظهورنا سوياً حالة من البهجة والحنين لذكريات الماضي لدى جيل كامل، وهو ما أسعدنا كثيراً، وسنتحمس لتكرار التجربة مرة أخرى في حالة العثور على الفكرة المناسبة التي تجمعنا.