مشوار

الوثائقيات طريق المعرفة الأقرب

خالد رزق
خالد رزق

فى السبعينات و حتى منتصف التسعينات من القرن الماضى وقبل أن تنتشر الفضائيات كانت قنوات التليفزيون المصرى الأرضية هى سبيل المصريين الأوسع للمعرفة وذلك عبر سلسلة مهمة و معتبرة من البرامج العلمية و المعرفية لعل أهمها و بلا منازع برنامجى العلم والإيمان للراحل الدكتور مصطفى محمود وبرنامج عالم البحار للراحل الدكتور حامد جوهر.. ومن خلال هذه البرامج و غيرها من التى كانت تقدم فى محتواها أفلاماً وثائقية عالمية الإنتاج تلقى الشعب المصرى بكل فئاته حتى الأقل تعليماً الثقافة و المعرفة فى تبسيط أتقنه مقدمو البرامج، وهكذا وجدنا بين ابسط الناس من يعرف الكثير عن الدنيا و الطبيعة و المخلوقات من حوله.


مضى ذاك الزمن وذهب برجاله وقاماته إلى حاله، لكن الزمن الجديد (عصر الفضائيات) شهد بث القنوات الوثائقية العالمية الأجنبية، لكن أى من هذه القنوات لم يقدم المحتوى العلمى و المعرفى على النحو المبسط الذى امتازت به البرامج المصرية القديمة.. فالفضائيات الوثائقية موجهة إلى فئة المتعلمين وأصحاب الحدود المتوسطة العليا من الثقافة .. و لم يعد هناك من يخاطب الفئات الأبسط لينقل لهم من المعارف ما هو ضرورى لفهم الحياة و العالم من حولهم. والذى أراه غريباً أنه مع بدء عصر الفضائيات كانت مصر هى صاحبة السبق فى المنطقة عبر منصة قنوات النيل التى بثت عبر القمر الصناعى نايل سات ، و كان من بين هذه القنوات النيل الثقافية، ورغم ذلك لم نر على هذه القناة و لا غيرها من القنوات المصرية، ما يهتم بتبسيط العلوم ، و لا إنتاجاً وثائقياً محلياً توظف فيه الخبرات العلمية فى علوم البيئة والبحار المتواجدة فى المحميات الطبيعية ومراكز ومعاهد علوم البحار فى البحرين الأحمر و المتوسط .


و بعد أن بات هناك قنوات وثائقية متخصصة تهتم بالعلوم و المعرفة و بالتاريخ وباقى ألوان التوثيق الإنسانى ، و ثبت أن لهذه النوعية من القنوات عالمياً جمهورا عريضا صار على المسئولين عن البحث العلمى والثقافة و الإعلام تبنى إنتاج أفلام وثائقية محلية و برامج تقدم فى تبسيط الوثائقيات العلمية، فليس هناك أقرب من الصورة فى نشر المعرفة .