عاجل

هشام مبارك

هشام مبارك يكتب: جزمة – ولا مؤاخذة – برباط !

هشام مبارك
هشام مبارك

فيما يخص الملابس التي أرتديها,انا لست مخيرا.السبب فى ذلك أني لا أكره فى حياتي شيئا قدر كرهي للشوبنج الذي لا يعنى بالنسبة لى سوى قضاء وقتا مملا فى التسكع أما الفاترينات لاختيار بعض القمصان والبنطلونات.الموضوع عندى أبسط من ذلك بكثير.اى هدوم تؤدي الغرض.لكن بما أني أعيش بين ستة نساء فلا يكون الأمر بهذه السهولة.فتقول زوجتى: لا يليق بك يا رجل أن ترتدى اى شيء,فتعقب البنات الواحدة منهن تلو الأخرى:صحيح يابابا, حضرتك لازم تلبس من أهم بيوت الأزياء فى العالم.طيب ليه؟ سألت نفسي هذا السؤال فلم أجد إجابة غير تلك التي تجيب بها كل بنت قائلة:علشان انت بابا طبعا!!

المهم أن حرص زوجتى وبناتى على أن تكون ملابسي دائما وفقا لأحدث الموضات حتى لو لم تكن غالية الثمن جعلني أتذرع بهذه الذريعة لاتهرب من أثقل مشوار على قلبي.فقلت لهن:أنا اثق فى ذوقكن العالي,لذا أوكلت لكن مهمة اختيار كل ما يخصنى سواء ملابس أو حتى – ولا مؤاخذة - أحذية.نعم حتى الاحذية اعزكم الله تولت زوجتى وبناتى امر شرائها لى وهو أمر لو تعلمون عظيم.

الشرط الوحيد الذي اشترطته على زوجتي فى حالة شراء حذاء جديد هو: من فضلك الله يخليكى مش عايز جزمة - ولا مؤاخذة – برباط !! حيث أن بينى وبين ذلك النوع من الأحذية عداء غريب.أولا الرباط يتطلب وقتا أطول فى ارتداء الحذاء, وهي رفاهية لا امتلكها وحتى لو كان لدى الوقت لذلك فأنا لا احب ان اضيعه فى ضبط رباط اللامؤاخذة الجزمة وهى عملية لازمة قبل عملية الربط نفسها حيث لا بد من موازنة طرفي الرباط بين ناحيتي الجزمة من حيث الطول حتى تأتى الربطة فى منتصف الهدف فتظبط المشي بداخل الحذاء.تقريبا فشلت فى إقامة علاقة سليمة مع كل الجزم ام اللامؤاخذة رباط التى سبق أن اقتنيتها على مدار عمرى,لا أتذكر أننى نجحت فى الإحتفاظ بالرباط مربوطا أكثر من عشر دقائق.شيء ما فى طبيعة تكوين قدمى على ما يبدو يرفض هذا الرباط.ربما اعتبرته قيدا جديدا وأنا لا أحب ان أقيد نفسي بقيد اختيارى جدي ويكفينى القيود الإجبارية الكثيرة.

تضبطنى زوجتي قبل أن أنجح فى التسلل من الشقة صائحة:قف عندك!.أتوقف طبعا مدركا حجم الجريمة التي ارتكبتها عندما وضعت الرباط داخل الجزمة دون ربطه من الامام و أفشل فى اقناعها طبعا بأننى سوف أربط الرباط على مهلى فى الميكروباص أو فى الاتوبيس.تدور خناقة كبيرة انتهينا منها بعد عدة جولات بعدم شراء اى جزمة لا مؤاخذة برباط حتى لا تكون تلك الجزمة سببا فى خراب البيت يوما ما لو أنا اصريت على عدم الاهتمام بربط الرباط قبل مغادرة المنزل والأهم من ذلك الحفاظ عليه طيلة اليوم مربوطا,حافظ على برستيجك من فضلك لو لم يكن من اجلك فمن اجل بناتك,,هكذا قالت لى زوجتى!.

ومنذ ذلك التاريخ استقرت علاقتى بالأحذية التى من غير ولا مؤاخذة رباط, جزمة سهلة فى اللبس وفى الخلع,لا تحتاج مجهود ولا قعدة طويلة والأهم لا تحتاج مراقبة طوال اليوم فلا رباط لها ممكن أن يخدعني كل دقيقة وينفك من تلقاء نفسه.ومع عشرتي الطويلة لذلك النوع من الأحذية أشعر بضيق شديد كلما سمعت احد يقول أن فلانا هذا "ماتخلعوش من رجلك" وهو يشبه فلان هنا فى اخلاقه بأنه مثل الحذاء, وفى هذا ظلم كبير للحذاء الذي هو من غير رباط حيث يتميز دائما بسهولة الخلع,وهو ما يعنى أنه مش كل الأحذية زى بعضها,لذا لزم ولا مؤاخذة التنبيه!
اكتب إلى