كرم جبر يكتب: سكن لكل المصريين

كرم جبر
كرم جبر

لا يستطيع أى شخص مهما بلغ نفوذه أن ينهب أراضى الدولة، أو يتاجر بأوجاع البسطاء، مليون وحدة سكنية لمختلف فئات الناس.


انتهى عصر منح الأراضى والفيلات لأصحاب السطوة والنفوذ، وكان أحدهم منذ سنوات يتباهى بمشروعه الفذ لإسكان الفقراء، فى شقة مساحة 35 متراً يسكنها الزوج وزوجته وأولاده وأحياناً أمه وأبوه وأخته المطلقة وأولادها، يعنى نصف متر لكل مواطن، وكأن البشر فئران يسكنون جحوراً، وكانت الأراضى تُعطى بآلاف الأفدنة بملاليم لأصحاب السطوة والنفوذ .

■ ■ ■

الأفواه المفتوحة هى الخطر ، والمقصود هو الانفجار السكانى الكبير ،إلا إذا ارتفعت معدلات النمو إلى %8 على الأقل، وفى ظل الركود العالمى والأزمات الداخلية، أصبحت التحديات صعبة ، سوق العمل لن تستوعب أكثر من نصف  مليون ، بينما نحتاج مليون فرصة ، والتنمية المتسارعة هى الحل حتى لا يزداد عدد العاطلين ، ومهما حفرنا الصخر وشيدنا مشروعات، فلن نشعر بالتحسن ولا ارتفاع المستويات المعيشية ، إلا إذا تم التحكم فى معدلات الزيادة السكانية .


ننجب كل سنة 2.1 مليون نسمة، يعنى فى حجم حجم دولة صغيرة ، وفى حجم نصف سكان دول مثل الكويت ولبنان ومالطا، وربع إسرائيل.


تدق قلوبنا مع دقات الساعة السكانية فى مدينة نصر، التى تحذر من خطر رهيب، ففى سنة 2030 سنصبح 120 مليونًا فى أقل تقدير، وقد نصل إلى 140 مليونًا إذا ظلت حنفية الإنجاب مفتوحة بنفس المعدلات، وعندها لن نجد لبنًا مسكوبًا نبكى عليه.

■ ■ ■

أرضَ بالمقسوم وأرح حيرتك، وسلم وجعك للمولى يرحك ويسعدك، اجعل نفسك سعيدة وخبئها فى جفنى عيونك، وامسح عنها كل الإرهاق، كن عوناً لا عبئاً، وارسم بحنينك صورة جميلة، اتركها تحب ولا تكره وامنع عنها أى ملامح إرهاق، لا ترهقها ولا تقلقها ولا تنزع عنها إحساسا بأمان، نفسك تحتاجك فامنحها ما تبحث عنه من راحة وهدوء وسعادة.


الإيمان وقت الأزمات ضرورة، ليطمئن الإنسان أن صلاته مقبولة عند الخالق، وهدوء النفس درجة من درجات الإيمان، الإيمان بأن الاستسلام للأقدار وقبول مشيئتها، أفضل من صراع النفس، والبحث عن أشياء لن تجدها.

■ ■ ■

"التنبؤ" ليس قراءة فنجان، ولكنه علم التوقع بالأحداث المستقبلية، ورسم السيناريوهات لإدارتها، وهو فن الخبرة والحدث والتقدير، وعلم يستخدم الأساليب والطرق الموضوعية والرياضية والإحصائية.. والدولة المصرية زاخرة بهذه الخبرات، الحكومة لديها غرف إدارة أزمات، تقوم بدراسات تفصيلية ومقترحات بخطط علمية مدروسة للتعامل معها، فلا يضرب المسئول لخمة أو تكون قراراته ردود أفعال، ولا وقت تضيعه فى الجرى وراء تحاليل بير السلم وخبراء غير متخصصين.

■ ■ ■

خلوت إليك يا ربّى وقلت عساك تقبلنى
فما بالى أرى ذنبى وأيامى  تطاردنى
مددت يدى
فخذ بيدى
إليك ومنك يارباه ومن طول النوى أواه
  كلمات : طاهر أبو فاشا