مروة أنور
- سعر متر االبياضب 30 ٪ ارتفع ووصل إلى 8 آلاف جنيه
- هنا يمكنك تجهيز شقتك بـ25 ألف جنيه فقط!
قرية طنان إحدى قرى محافظة القليوبية، والتى خرجت من بين الحقول لتعلن شهرتها الجديدة تحت مسمى ابلد الشاكوش والمسمارب وقبلة المقبلين على الزواج وذلك لتناسب أسعارها لجميع فئات المجتمع، فيستطيع الشاب البسيط المقبل على الزواج تجهيز شقته بـ50 ألف جنيه فقط، كما أن الشاب الثرى سيجد الذوق الرفيع والخامات الممتازة، ومع ارتفاع أسعار الخشب نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار غلبت على أسواق الموبيليا حالة من الركود، بينما أدى ذلك لرواج فى أسواق الموبيليا المستعملة.
ما إن تخطو قدماك شوارع قرية اطنانب التى تحيطها الحقول من كل جانب، حتى تقع على مسامعك هذه العبارات: ااختار العفش وانسى الفلوس، اتفضل يا عريس.. اتفضلى يا عروسة، عندنا اللى مش عند حدب، وهى العبارات التى يرددها الكثير من الشباب الذين يقتصر عملهم على عرض البضائع وجذب الزبائن.
ومن بين هذه المحلات تجد معرض اجوزنى شكرًاب للدلالة على أن أسعاره المناسبة أو كما يقول الناس هناك اعلى قد الإيدب. دخلنا المعرض وتحدثنا مع صاحبه محمد عبدالجواد، حيث قال: الا نغلق أبوابنا فى وجه أحد.. يأتى إلينا الغنى والفقير.. نستقبل كل الزبائن باختلاف طبقاتهم الاجتماعية وأيًا كانت إمكانياتهم المادية، فهنا يستطيع الزبون أن يحصل على عفش لشقته على قد الإيدب.
فيما يقول محمد عبدالمجيد، صاحب معرض آخر: اأسعار الخامات ارتفعت فقد وصل سعر متر خشب البياض إلى 8000 جنيه، بعد أن كان 6000 جنيه فقط، وفى طنان يستطيع العريس أن يجهز شقته بـ25 أو 50 ألف جنيه فقطب، لافتًا إلى أن قرية طنان كانت تصدر الموبيليا إلى السعودية والإمارات، لكن بسبب ارتفاع الأسعار توقف التصدير، مؤكداً أن المنتج الصينى لم ينجح فى ضرب السوق بسبب البضائع المغشوشة.
فيما يقول محمد عزت، صاحب أقدم ورشة لتصنيع الأثاث فى طنان: ادخلت قريتنا هذه المهنة عن طريق الورش الصغيرة المنتشرة هنا، والتى تتلمذ الصغار فيها على أيدى أسطوات دمياط، لذلك تعتبر طنان ثانى قلاع الموبيليا على مستوى الجمهورية، وبدأت المعارض تنتشر فيها عن طريق أن كل صاحب منزل يفتح محل موبيليا أسفله ويعرض فيه بضائعه، وتتميز موبيليا طنان بأن أسعارها مناسبة وفى متناول اليد، وفى نفس الوقت خاماتها جيدة، ويمكن لأى عريس أن يترك الجاهز، ويفكر فى تفصيل العفش الذى يختاره وبالخامات التى يستطيع أن يدفع ثمنهاب.
ويشير عزت إلى أن طنان بلد إرضاء جميع الأذواق، ولا تغلق أبوابها فى وجه أحد، لكن ارتفاع أسعار الخشب والمواد الخام مثل الدهانات وغيرها تسبب فى ارتفاع أسعار الموبيليا، بالتالى وقع كل ذلك على رأس الزبون أو بمعنى أدق على الشاب المقبل على بناء أسرة، وعلى رأس تاجر التجزئة أيضًا، فبعد أن كنا لا نستطيع التحدث مع الزبون أكثر من 10 دقائق، نتيجة الإقبال الكبير، أصبحنا نجلس على أبواب المعارض وننادى الزبائن، فهناك ركود بالأسواق بسبب ارتفاع سعر الخاماتب.
ويوضح: اوصل سعر متر خشب البياض إلى 8000 جنيه، مما أدى لنقص الكميات المعروضة منه، وهذا جعل الشباب يفكرون أكثر فى الاتجاه لأسواق الموبيليا القديمة وتجديدها داخل ورش خاصة فى طنان، وبهذا تستطيع قريتنا أن تتماشى مع جميع الظروفب.
أما عن أسعار الموبيليا فيقول: اإذا افترضنا أن شابا مقبلا على الزواج أمام أحد المعارض ويرغب فى شراء عفش متوسط الحال، فإن سعر الغرفة ذات الخامات المتوسطة يبدأ من 25 ألف جنيه، والغرفة الفيبر بـ19 ألفًا، وبالنسبة للخامات الأعلى تبدأ من 35 ألفًا، وهناك شباب غير مقتدر يلجأ لأسواق المستعمل.
اكنت أبيع فى الشهر 30 أوضة، وحاليا لو بعت 2 يبقى حلو جداً، كما أعمل فى مجال الموبيليا المستعملة وتجديدهاب.. هكذا يقول فوزى محمد، صاحب إحدى الورش، مضيفًا: اأسعار الخامات كل يوم فى زيادة، وحتى أسعار المواد الخام التى نستخدمها فى التجديد والتى يعمل بها الأستورجى أصبحت مكلفة جدا، ومع ارتفاع سعر الخشب البياض اتجه الجميع إلى العمل فى المستعمل بما يتناسب مع إمكانيات الزبائنب.
يتابع: ايوجد فى طنان حوالى 3 آلاف ورشة تعمل فى صناعة الموبيليا والأثاث ويديرها صنايعية كبار، كما يوجد بها أكثر من 2500 معرض للأثاث بجميع أنواعه ودرجاته التى تتنوع بين الشعبى والكلاسيكى والمودرنب.
يلتقط منه طرف الحديث مؤمن حسن (أستورجي)، ويقول: امنذ أن أصبحت طنان قلعة للأثاث لم تمر بهذا الركود، فكل الزبائن الآن يلجئون لشراء العفش المستعمل وتجديده عن طرق بعض أعمال النجارة والدهان، وبطبيعة عملى فإن المواد التى نعتمد عليها فى الدهان ترتفع أسعارها كل يوم، لذا لا نقوم بتسليم غرفة نوم جديدة إلا واحدة فقط كل شهرب.
ويعلق على ذلك منير راغب، رئيس شعبة الأخشاب باتحاد الغرف التجارية، بقوله: اارتفاع أسعار المواد الخام أدى لارتفاع أسعار الموبيليا، فبعد أن هبط سعر متر الخشب البياض إلى 7000 جنيه قبل شهر تقريبا، وصل الآن إلى 8 و9 آلاف جنيه، ما أدى لنقص الكميات المتاحة بسبب ارتفاع سعر الخامات بالنسبة للتجَّار المستوردين، وترتب على ذلك ارتفاع أسعار الموبيليا لتجار التجزئة.
يضيف: انستورد جميع أنواع المواد الخام التى تدخل فى صناعة الأثاث المنزلى من الخارج، ومع زيادة سعر صرف الدولار وتقليل الاعتمادات المالية المخصصة لذلك، تراجع حجم المعروض وارتفعت أسعاره، لذا نناشد الحكومة ضرورة فتح الاعتمادات المالية للتجار المستوردين، والإفراج عن البضائع الموجودة فى الجمارك.
