عبلة الرويني تكتب: الوصول إلى القلب!!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

شاهدت مقاطع فيديو من حفل شيرين عبد الوهاب،فى ختام الدورة 56 لمهرجان قرطاج الموسيقى الدولى بتونس(قبل يومين)وسط جمهور كبير متفاعل، ظل يغنى معها طوال الحفل..ووسط حضور متألق لشيرين حاولت  أن تستعيد فيه روحها، وهو ماعبرت عنه فى كلمتها(شكرا لجمهور قرطاج اللى يحيى أى إنسان ممكن يكون ميت،وأنا كنت ميته)!!... وعلى المسرح الأثرى وأمام الجمهور،.قبلت شيرين يد طبيبها المعالج (الذى حضر من القاهرة بدعوة منها).قبلت يده شكرا وامتنانا لمساعدته لها،فى إستعادة روحها من جديد.. لم تخجل شيرين أن تظهر بكامل جراحها،ولا بزيادة وزنها...لم تخجل من تعبها وهزائمها ومعاركها الشخصية وإنفلات أعصابها...غنت فى قرطاج طوال ساعتين بكل روحها...هذه الروح الإبداعية هى ما استطاعت أن تصون الصوت،لتقف من جديد على المسرح،وتغنى بكل هذا الحضور والقوة، وهو ما يطالبها،أن تصون هى أيضا إبداعها.

عندما سئل بليغ حمدى يوما عن سر نجاح عبد الحليم حافظ، رغم أن هناك أصواتا غنائية، ربما أجمل وأقوي،ولم تحقق نفس النجاح ولا الشهرة..قال بليغ(المسألة ليست الأقوى ولا الأجمل، لكن كيفية إستغلال مناطق الجمال فى الصوت..المسألة هى الشخصية الفنية التى تستطيع أن تفرض وجودها بذكائها وأدائها وأسلوبها الجديد والمختلف، القادر على تعميق الصله بين  الصوت والمستمع، والوصول الى القلب)... ربما لا تمتلك شيرين ذكاء عبد الحليم حافظ ولا وعيه....لكنها تمتلك الشخصية الفنية القادرة على إقناع الجمهور بأدائها..تمتلك الثقة بموهبته وإبداعها، تمتلك الوصول إلى القلب...وهذا كثير....وعليها أن تصونه.