العاقل من يتحكم فى نفقاته عندما تضيق به الحال . والحكيم من يملك تدبير أمره حين تشتد عليه الأزمات . أما السفيه فهو من يعتقد فى «إصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب «! . المسرف من يبذر من دون تدبر . لهذا كان الترشيد فضيلة تربينا عليها من أجل حياة متزنة . أنا شخصيا عودت نفسى على ترتيب احتياجاتى وأولياتى ، وبالتالى يكون انفاقى حسب الاحتياجات الضرورية ، فان فاض فالاقل أهمية وهكذا.
ما يحدث للأفراد ، يحدث للمجتمعات والحكومات . لهذا أتعجب من الهجمة الشرسة التى تعرضت لها حكومة الدكتور مدبولى حين أعلنت عن قواعد وضوابط الترشيد فى الدولة. اسمحوا لى ان أقول انها تأخرت كثيرا فى ضبط وترشيد الاستهلاك فى وزاراتها واجهزتها ومصالحها . الترشيد حياة ، والله سبحانه يلعن المسرفين والمبذرين . نحن ننتقد ترك أعمدة الانارة منورة فى النهار ، وننتقد ترك المياه تجرى فى الشوارع دون وقفها . وننتقد انارة الاجهزة والمصالح والوزارات نهارا . هذا اسراف فى وقت نعانى فيه أزمات عديدة فى توفير الطاقة والكهرباء والمياه . كيف اذن ننتقد الحكومة اذا عادت الى رشدها ، ووضعت قواعد للترشيد ؟!.
أتمنى ان يشمل الترشيد غلق المحلات والمولات والكافيهات العاشرة مساء. وللعلم دول اوربية كثيرة تغلق السابعة مساء ، وتبدأ أعمالها من السابعة صباحا . أرجو أن تلتزم الحكومة بالضوابط التى أصدرتها للترشيد . لقد نشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس مجلس الوزراء باتخاذ بعض التدابير اللازمة لتنفيذ خطة الدولة لترشيد استهلاك الكهرباء . وتحقيق وفر من الغاز الطبيعي المستخدم في تشغيل محطات الكهرباء، بغرض تصديره والاستفادة من العملة الصعبة . ينص القرار على أن تلتزم كافة وحدات الجهاز الإداري للدولة «وزارات وأجهزة ومصالح حكومية، ووحدات إدارة محلية، وهيئات عامة، وشركات القطاع العام وشركات قطاع الأعمال العام»، بترشيد الاستهلاك الكهربائي بكافة المباني والمرافق التابعة لها طوال ساعات العمل الرسمية. وغدا نلتقى بإذن الله
دعاء : اللهم لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
