إعلام «الحالات الحرجة».. هل نجحت الفضائيات؟

كنيسة أبو سيفين بإمبابة
كنيسة أبو سيفين بإمبابة

استيقظ الشعب المصري صباح الأحد الماضي، على نشوب حريق هائل بكنيسة أبي سيفين بإمبابة، إذ شب الحريق في حضانة ملحقة بالكنيسة نتيجة احتراق مولد كهربائي نتج عنه انفجار أدى لهذا الحريق الهائل.
وقع الحريق في تمام الساعة التاسعة صباحاً، واستمرت محاولات الإطفاء نحو ساعتين، وحاز الحدث على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، ولكن البعض وجد أن التغطية الحية للحدث لم تكن في لحظتها بل إن عديد من القنوات وخصوصاً الإخبارية تأخرت في نقل الحدث من مكان وقوعه، الأمر الذي جعلنا نتحدث مع المتخصصين وأساتذة الإعلام لتقييم تغطية الفضائيات لحادث كنيسة أبي سيفين بإمبابة، وهل كانت على قدر الحدث وما الأخطاء الذي وقع فيها الإعلام في نقل هذا الحدث الطارئ للمصريين والعالم كله؟.

تحدث الدكتور محمود خليل أستاذ الإعلام قائلاً: “تغطية الإعلام للحدث تنقسم إلى قسمين الإعلام المرئي المصري والإعلام المرئي العربي، ولابد أن نتحدث أولاً عن القنوات الإخبارية المصرية، وأجد أن قناة إكسترا نيوز قامت بعمل تغطية لا بأس بها للحدث، وإن كانت تغطية متأخرة حيث سبقتها بعض القنوات العربية في الإشارة إلى ما وقع في الكنيسة وإلى الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحريق، ولكنها استطاعت بعد ذلك أن تقوم بتغطية الحدث بشكل جيد على المستوى الإخباري، وحاولت أن تسلط الضوء على تفاعلات المصريين مع الحدث وإظهار الحث الشعبي وتحركه بصورة أسرع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد اندلاع الحريق داخل الكنيسة”.

ويضيف: “أعجبت بفكرة إظهار مدى الترابط والتلاحم الوطني بين الفصيل الواحد في الوطن، وأبرزت عديد من القنوات الفضائية المصرية حالة الحزن العام الذي عاشه الشعب المصري خلال تلك الليلة، ومدى الأسى على فقدان أكثر من 40 ضحية في هذا الحريق من ضمنهم أطفال وسيدات وكبار السن”.

ويوضح “خليل” قائلاً: “أجادت معظم القنوات الإخبارية المصرية في نقل الجنازة الخاصة بضحايا الكنيسة، ووفرت عديد من المراسلين ليتابع المصريون والعالم كله هذا الحدث المحزن على الهواء مباشرة، وأيضاً مسألة تغطية تحركات الجهات الحكومية في التعامل مع الحدث وأبرزها تحركات رئيس الحكومة ووزيرة التضامن الاجتماعي وكذلك وزارة الصحة وغيرها”.

ويستكمل حديثه قائلاً: “تجد قناة مثل النيل للأخبار كانت كعادتها في تلك الأحداث الطارئة والمفاجئة، تغطي الأخبار السريعة وكانت التغطية جافة ويغلب عليها الطابع الرسمي وابتعدت عن إظهار الجانب الإنساني والشعبي”.

ويتابع محمود خليل: “أما على مستوى الخارجي، فأجد أن قناة bbc عربية كانت متوازنة للغاية في معالجتها للحدث، والحقيقة أنها تفوقت بتغطيتها على كافة القنوات الإخبارية العربية الأخرى، أما قناة العربية، فكانت قريبة في تغطيتها للحدث إلى القنوات الإخبارية المصرية، ونفس الأمر بالنسبة لقناة سكاي نيوز”.

أما الدكتورة منى الحديدي أستاذ الإعلام تقول: “التغطية الإعلامية للقنوات الإخبارية في الأحداث الطارئة يلجأ إليها الجمهور من أجل متابعة الحدث بصورة مباشرة، وهذا ما يميزها عن الوسائل الإعلامية الأخرى سواء الصحف أو المواقع الإلكترونية، والتي يصعب عليها فكرة النقل الحي أو البث المباشر، وهذا لأنه يحتاج إلى أدوات ووسائل تكنولوجية لا تتوفر إلا لدى القنوات الفضائية، ولذلك الجمهور عندما يتابع التليفزيون في الأحداث الطارئة مثل حادث حريق كنيسة أبي سيفين بإمبابة، لا ينتظر أن يشاهد مذيع أو مذيعة تجلس داخل الاستوديو وتنقل له الأخبار، ولكنه ينتظر أن يشاهد أحد المراسلين من مكان الحادث أو من داخله”.

إقرأ أيضًا

أول تعليق من البابا تواضروس الثاني بعد حادث كنيسة أبي سيفين

ويضيف: “أجد أن قناة إكسترا نيوز كان لها السبق في تغطية الحدث وبشكل متصل، ومعنى ذلك أن القناة قامت بإلغاء الخريطة البرامجية الخاصة بها في تلك الليلة، وقررت أن يكون الحدث الرئيسي لديها هو حادث الكنيسة، وهذا ما جعلها مميزة عن بقية القنوات الفضائية الإخبارية الأخرى، بينما بعض القنوات الأخرى أو معظمها كان يقوم بتغطية الحدث على فترات وذلك بمعنى أنهم كانوا يقومون بمتابعة الحدث ثم يعودون إلى الخريطة العادية، وبعدها بفترة يقومون بالعودة إلى الحدث مرة أخرى وهكذا”.

وتوضح “الحديدي”: “كل القنوات التي اتخذت قرار التغطية على فترات سقطت في الاختبار، وبشكل خاص القنوات الرسمية، وهي الخاصة بالهيئة الوطنية للإعلام، لأنها لم تعدل من خريطة إرسالها على الرغم من ضخامة الحدث، وهو ما جعل الإعلام العربي والعالمي يهتم به إلى حد كبير، بالإضافة إلى أن القنوات الرسمية سواء العامة منها مثل القناة الأولى أو الثانية وغيرها، أو القنوات الإخبارية مثل النيل للأخبار هي القنوات التي كان لابد أن ينقل من خلالها العالم كله، وتكون هي صاحبة السبق في التغطية الحية، ولكن للأسف لم يحدث ذلك”.