ناصف سليم.. أشجع من رأيت.. وأصدق من تعاملت

ناصف سليم
ناصف سليم

كتب: شوقى حامد

مشوارى فى بلاط صاحبة الجلالة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طال لأكثر من أربع حقب زمنية.. فقد استحق التسجيل واستوجب التدوين.. وعلى صفحات «آخرساعة» أروى بعضا من مشاهده.

شق طريقه بإرادة حديدية وكأنه ينحت فى الصخر.. وبلغ أعلى الدرجات ووصل إلى أسمى المستويات.. وتقلد أرفع المنصات.. وواصل مشواره القيادى والرياضى دون كلل أو ملل فتجاوز المنحنيات ومتخطيا العقبات ومواجها التحديات.. ورغم أنه بدا فى أخريات أيامه صامدا صابرا مثابرا غير أن قدرته على المقاومة وهنت، وقوته البشرية ضعفت، وإمكانية تحمله للمكائد والمؤامرات التى حاكوها ضده خفتت وفترت، فنالت منه العلل وهاجمته الأسقام فودع الحياة وكأنه يعلن عدم رضاه ويفصح عن رفضه لما يراه.. تحلى الكابتن ناصف سليم رئيس الاتحادين المصرى والأفريقى نائب رئيس الاتحاد الدولى للكرة الطائرة بقدر هائل من الشجاعة الأدبية وكم وافر من الصفات الإرادية وثروة طائلة من المكارم الأخلاقية فضلا عن خبراته المتراكمة وثقافته المتنامية وتجاربه المتعالية.. كنت أرمقه عن بعد وأخشى الاقتراب منه لاختلاف الانتماءات.. فهو من العاشقين المنتمين للمعقل الأبيض وأنا من الرجالات المنتمين للقلعة الحمراء إلى أن فوجئت به يهاتفنى بالأخبار ويسألنى من أنت؟ فأجبته العميد فلان.. قال بل الكابتن فلان.. أنت من نفخر به كزميل وأديب وإعلامى.. وتحاورنا حول رؤيته وأبلغته أننى أتشرف بانتسابى للقوات المسلحة زهاء ثلاثين عاما ولا أستطيع أن أتنصل من جذورى، غير أنه رد بأنه تمنى لو أننى كنت ابنا له شخصيا وللرياضة بوجه عام.. أسعدتنى كلماته وأبهجتنى إطراءاته وطلب منى يومها أن أتولى رئاسة اللجنة الإعلامية للبطولة الأفريقية للطائرة التى ستنظمها مصر فى صالة نادى الزمالك.. وحاولت مراجعته خوفا من العواقب فأبهرتنى مرة أخرى شجاعته عندما أخبرنى أن كل العاملين معى فى هذه اللجنة من الزملكاوية أمثال كابتن جمال وهبة وكابتن موسى عبدالله.. وبدأنا العمل وكنا نصدر نشرة إعلامية يومية وأحسست أنه من أفضل الأساتذة الذين تعاملت معهم طيلة الفترة التى امتهنت فيها الصحافة..

إقرأ أيضًا

مرتضى منصور يعلن التعاقد مع ماتيو جارالدا لتدريب فريق اليد

ولا أنسى له موقفه القيادى الرائع عندما رفض الحاج فرغلى أبوطالب سكرتير عام الاتحاد ورجله المخلص وعينه التى لاتنام طبع النشرة لأننى أنتقدت فيها عمل بعض اللجان وذهب بها إليه ليحذره من صدقى الشديد فأمره بعدم مراجعتى فيما فعلت وطلب منه الانصياع لكل توجهاتى.. فى هذه البطولة التى استن فيها الكابتن ناصف سليم سنة جديدة عندما أعلن أن المهندس صلاح حسب الله أحد أبرز القيادات الرياضية أيامها هو راعى البطولة وليس د.عبدالمنعم عمارة وزير الشباب والرياضة وكانت هذه السنة كفيلة بقطع كل الأواصر بين الرجلين واستنفرت هذه القطيعة أعضاء القطاع الشبابى والرياضى بالوزارة وتفتق ذهن أحدهم عن الفكرة الجهنمية التى استطاعوا بها ضرب الكابتن ناصـــف ســــليم وهـــــى التـعـــــديل القــــانونى واللائحـــــى الـــــذى يمنع بقاء أى رئيس اتحاد لأكثر من ثمانى سنوات بالانتخاب.. فواجه الكابتن ناصف العزل الإجبارى من موقعه برئاسة الاتحاد المصرى ومن ثم بالاتحادين الأفريقى والدولى وكانت تلك الضربة الموجعة كفيلة بإصابته بحالة من الزهد والرفض والبعد.. وفضل الاحتجاب بالرغم من أنه كان إعلاميا مشهودا له بالكفاءة والأهلية والحرفية وكان أبرز قيادات دار التحرير الرياضية وكان أحد أضلاع المثلث الشهير الذى احتله مع كل من الكابتن نجيب المستكاوى والكابتن عبدالمجيد نعمان.. قبل أن أنهى كلماتى عن تلك القامة السامقة العالية الباسقة والتى رحلت عن دنيانا فى عام 2003 لابد وأن أذكر موقفا جعلنى أظل أبكيه وأناجيه حتى الآن عندما اتصل بى الحاج فرغلى أمين سره وأبلغنى أن الأستاذ ناصف كلفه بتوصيل مبلغ ٥٠٠ دولار لشخصى حتى بعد وفاته.. فأبلغته أنى مسامح ولا أود قبول المبلغ.. فرد قائلا.. هذه تعليمات الأستاذ ووصيته ولابد من التنفيذ لأنه حقك وعرقك.