شوقى حامد
سيادة الوزير السابق د.عبدالمنعم عمارة.. الذى بجعبته مخزون هائل من الشطارة والمهارة.. وفيض زاخر من القدرة على القيادة والإدارة.. وشلال هادر من العلمية والنبوغ وحسن العبارة كنت فى طيلة فترة قيادته من أكثر الإعلاميين اقترابا منه وتعاملا معه واحتكاكا به.. كان بيننا صولات وجولات.. وتبادلنا نقاشات وحوارات ووصلت بعضها إلى مواجهات وصدامات وشهدت أحيانا من جانبه بعضا من التصعيد وجانبا من التهديد.. لكننى أشهد له بالحصافة والكياسة واللباقة والدبلوماسية والتحلى بالهدوء والمرونة والتزين بصفات الأوائل من الحكماء والرشداء الذين يحتفظون ويتمسكون بالشعرة المشهورة التى بينهم وبين من حولهم .
إذا شدها الناس أرخوها وإذا أرخاها الناس شدوها هم ولم يسمحوا بتمزقها .. نال الرجل منى وهو رئيس للمجلس الأعلى للشباب والرياضة نوعا من الانتقادات وصبر وصمد غير أنه لجأ إلى القضاء ورفع عدة دعاوى وتقدم ببعض البلاغات وانتهت هذه وتلك بجلسة هادئة بمكتبه الفخيم لم تدم لأكثر من سويعات ليعود الوئام وينقشع الصدام ونتقارب وكأننا أحباب وخلان.
نبغ د.عمارة من مقتبل عمره وزاوج بين الارتقاء فى المجال العلمى فحصل على ليسانس الفلسفة ثم الدكتوراه فى العلوم السياسية، والازدهار الرياضى فوصل إلى أن كان ضمن المنتخب الوطنى الأول للكرة الطائرة.. ومارس الإدارة ونجح فى تطوير وتحديث وإعادة البناء لمدينة فايد بعد انتهاء فترة التهجير المؤلمة ونال عن هذا النجاح الإشادة والاستحسان ولفت أنظار القيادة السياسية فكان أول محافظ شاب لمدينة الإسماعيلية من اختيار الزعيم الراحل أنور السادات وظل محافظا لها طيلة ١٢ سنة متصلة.
نال جائزة أغاخان الدولية لتطويره لحى السلام وجعله نموذجا للطوير العمرانى والسياحى فضلا عن حصول المحافظة على العديد من الألقاب العالمية ودخولها ضمن القوائم الأساسية النموذجية فى النظافة والتنسيق وترقى من درجة محافظ إلى موقع الوزارة حيث تولى رئاسة المجلس الأعلى للشباب والرياضة وكان يضم بعضويته بعض الوزراء وترأس المكتب التنفيذى لمجلس الشباب والرياضة العرب لعدة فترات وأصبح عضوا بمجلس الشعب عن الإسماعيلية لست سنوات وعن مدينة نصر لأربع سنوات ونال العديد من الأوسمة والأنواط وأشرف على تنظيم الكثير من البطولات وشهد الجميع له بالكفاءة عندما ترأس مجموعة العمل المنظمة لدورة الألعاب الأفريقية بمصر عام ٩١.. أسعدتنى الأيام بمرافقتى له فى بعض الأسفار بالخارج وكان أطولها البطولة العربية بسوريا فى عام ٩٣ كما كنت أزامله فى قبول الدعوة السنوية على الإفطار التى كان يدعونا لها اللواء يوسف الدهشورى رئيس اتحاد الكرة السابق بنادى الشرطة بالجزيرة..
ولا نملك إلا أن ندعو لهذه الكفاءة الموسوعية بطول العمر والصحة والعافية ويثرى الساحة الإعلامية بأفكاره وأنواره وأخباره حيث إنه ورغم بلوغه الـ٨٥ عاما إلا أنه لا يزال ينتج ويبدع من خلال إطلالته الأسبوعية فى أحد الإصدارات ومشاركاته الثرية فى المنتديات والمؤتمرات.