عاجل

بدون تردد

تحركات التنين الصينى

محمد بركات
محمد بركات

يحبس العالم أنفاسه وهو يراقب بقلق شديد، تلك الضجة الكبيرة المثارة على الجانبين الأمريكى والصينى حاليًا، فى أعقاب الزيارة المثيرة للجدل التى قامت بها «نانسى بيلوسى»، رئيسة مجلس النواب الأمريكى إلى «تايوان»، الأسبوع الماضى، وما نجم عنها من توتر حاد ومتصاعد فى منطقة مضيق تايوان، الفاصل المائى الضيق بين الصين الأم وجزيرة تايوان التابعة لها والمنفصلة عنها فى ذات الوقت.

ورغم عظم الضجة وبالرغم من حدة التوتر، إلا أننا نستطيع القول بوجود حرص شديد على الجانبين الصينى والأمريكى، بعدم السماح بالانزلاق نحو هاوية الصدام المباشر، أو الاندفاع نحو تغيير الأوضاع القائمة بالقوة المسلحة.

وهذا الحرص من الجانبين ينبع أساسًا من الاقتناع الكامل لدى كل منهما، بخطورة الصدام، ومغبة وحماقة بل وجنون المواجهة العسكرية بين التنين الصينى والولايات المتحدة وهو ما لا يستطيع أى منهما تحمل تبعاته أو مسئولياته ونتائجه.

وفى هذا الإطار هناك من الشواهد والمؤشرات الجارية على أرض الواقع، ما يؤكد أن التنين الصينى قد حدد موقفه فى الرد على الزيارة المثيرة للجدل، فى التصعيد المباشر والشديد ضد تايوان، وذلك بفرض حصار اقتصادى شامل عليها مع فرض عقوبات على حكومتها، ووقف العديد من مجالات التعاون التى كانت سارية بين بكين «وتايبيه»، بالإضافة إلى فرض عقوبات شخصية على «بيلوسى».

هذا من ناحية، أما من الناحية الأخرى، فقد بدأت الصين على الفور فى ممارسة أقصى قدر من التخويف والردع العسكرى المباشر، باستعراض شامل للقوة المسلحة بكل صورها المتعددة والمتطورة والحديثة من السفن الحربية والصواريخ المتطورة والطائرات الحديثة، بما يحمل فى طياته رسالة تحذير واضحة ليس لتايوان فقط، ولكن لأمريكا والمتحالفين معها أيضاً، تؤكد على خطأ بل ربما خطيئة الاستهانة بقدرة وبقوة التنين الصينى عسكرياً وتكنولوجياً.

وهناك رسالة أخرى بعثت بها الصين لكل من يهمه الأمر أيضاً، وهو ما صرحت به من أنها بصدد تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع روسيا، وهو ما يعنى الكثير جداً للولايات المتحدة وحلف الناتو.