إنهــا مصـــــــر

ألعاب الموت الإلكترونية!

كرم جبر
كرم جبر

الحوت الأزرق: تسببت فى وفاة الكثير من اللاعبين حول العالم، وتعتمد اللعبة على إعطاء اللاعبين مهام مثل تصوير أنفسهم حتى ينتقلوا للمراحل الأخرى، وأوامر مثل تشويه اللاعب لجسده بآلات حادة أو الوقوف على حافة سطح منزل، وتطلب اللعبة من اللاعب فى إحدى مراحلها أن يرمى نفسه من مبنى أو يشنق نفسه، وبالفعل حدث ذلك وتوفى العديد من اللاعبين.

مريم: من أخطر الألعاب على الموبايل وتتطلب مراقبة صارمة للأطفال، وتتمحور حول شخصية تدعى "مريم" وهى فتاة تاهت فى المنزل وتريد من اللاعب أن يساعدها فى العودة، وتسأل مريم أسئلة شخصية لتعرف تفاصيل حياة المشترك، وفى النهاية تحرض الشباب والأطفال على الانتحار ومن لم يفعل تهدده بإيذاء أهله مما يضطره إلى الاستجابة لأوامرها.

وتتميز بالإثارة عبر مؤثرات صوتية ومرئية تسيطر على المستخدمين وتبث فيهم الرعب لاسيما الأطفال، وتسببت فى إقدام طالب بكلية الحقوق يقيم بإحدى القرى التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية على الانتحار شنقاً، إذ تعرض لضغوط نفسية شديدة من هذه اللعبة، جعلته يقدم على هذه الخطوة.

جنية النار: نتج عنها وفاة بعض الأطفال حرقاً أو اختناقاً بالغاز، إذ تشجعهم على الوجود بمفردهم فى الغرفة وتأمر اللعبة المشارك بالاستيقاظ فى منتصف الليل، والدوران فى أنحاء الغرفة مع ترديد كلمات سحرية وتوهمهم أنهم يتحولون إلى جنية النار، ثم تأمرهم بالانتقال للمطبخ وفتح جميع شعلات الغاز، ثم الذهاب للنوم وعند استنشاق الغاز السحرى سيتحول إلى جنية.

الوشاح الأزرق: فى البداية يسجل الضحية على اللعبة من خلال حساب عبر "تيك توك"، ثم يُطلب من اللاعب "تحدى تعتيم الغرفة"، ومشاهد للحظات كتم النفس، بحجة أن المشاركين سيشعرون بأحاسيس مختلفة وأنهم سيخوضون تجربة لا مثيل لها.

< < <

هذه نماذج للقنابل الموقوتة التى قد تكون موجودة فى غرف أولادنا خصوصاً الأطفال، ويعبثون بها حتى تنفجر فيهم وتقع الكوارث الكبرى، ويتصور الآباء والأمهات أنهم يوفرون لأولادهم وسائل ترفيهية مأمونة، دون أدنى نوع من الرقابة.

نوقش الموضوع مرات كثيرة فى اجتماعات عقدتها جامعة الدول العربية، وتهتم مصر اهتماماً كبيراً بوضع الضوابط والمحددات التى تضمن "نزع الفتيل"، وحماية أولادها من أخطار هائلة، ومن المقرر أن تصدر خطة متكاملة لمواجهة هذا الخطر والحلول المقترحة، والقيام بحملات كثيرة لتوعية الأسر والآباء والأمهات.

أما مقترحات المواجهة فتبدأ بأن تقوم المؤسسات والهيئات الإعلامية بإعداد فقرات وبرامج وحملات إعلامية تركز على توعية الأسر والشباب بمخاطر هذه الألعاب التى تحرض على العنف والكراهية والإرهاب، ورصد ودراسة جميع الألعاب الإلكترونية التى تدعو للإيذاء وتأثيرها على الأمن المجتمعى العربى.
فى عالم الفضاء الإلكترونى الفسيح لا يمكن أن يحقق "المنع" وحده الأهداف المرجوة، ولكن أن يتم ملء الفراغ ببرامج لتنمية الوعى والحفاظ على الهوية، وحماية الأجيال الجديدة من الهاوية، والخطر لا يواجه مصر وحدها بل كل الدول العربية.