حوار| مطران السريان الكاثوليك بالقدس: الجمهورية الجديدة نموذج للمواطنة

مطران السريان الكاثوليك خلال حواره مع الأخبار
مطران السريان الكاثوليك خلال حواره مع الأخبار

منذ توليه خدمته الأسقفية التى أعلن فيها شعاره الأسقفى «لا تقل إنى صغير، حيثما أرسلك تذهب» (إرميا 1: 7) وهو مرتديا زى التآخى والسلام حاملا بقلبه منذ طفولته دمشق التى تُعرف بمدينة الياسمين، ولكنه تركها خلفه متجها للقدس العربية لكى يجاور فيها القبر المقدس ليصبح افرام انطوان سمعان بعد أن رسمه  بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكى اغناطيوس يوسف الثالث يونان مطرانًا نائبًا بطريركيًا على القدس والأراضى المقدسة والأردن، فضلاً عن كونه معينًا مدبرًا بطريركيًا على أبرشية القاهرة والنيابة البطريركية فى السودان.
فى رحاب حى الضاهر استقبلنا الأسقف السورى الهوية والفلسطينى بالخدمة متحدثا معنا عن دوره كأسقف لرعاية الموكلين إلى خدمته، إذ كلّنا نعلم كم أضحت الخدمة الأسقفية مليئة بالصعوبات، وكم عليها أن تجابه التحدّيات المتنوعة وأن يتعامل مع الآخرين بحكمةٍ أبويةٍ قائلا الأسقف عليه أن يتقيد بالقوانين الكنسية ويلجأ إلى الاستشارة قبل أن يتّخذ القرارات الهامة المتعلّقة بخدمة الكهنة ورسالتهم، وكان لـ «الأخبار» حظ وفير فى إجراء حوار صحفى مع النائب البطريركى على القدس والأراضى المقدسة والأردن المعين مدبرًا بطريركيًا على أبرشية القاهرة والنيابة البطريركية فى السودان.. طرحنا عليه أسئلة حول أوضاع مسيحى مصر فى ظل الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وماذا عن حرية الدين والمعتقد وبناء الكنائس والمواطنة فى مصر الآن ؟ وما الدور الذى تلعبه الدولة المصرية فى الحفاظ على الوجود المسيحى بمنطقة الشرق الأوسط من وجهة نظره؟ ووضع المسيحيين فى القدس فى ظل الاحتلال الإسرائيلى والاستفزازات للأقباط المصريين، وقضية دير السلطان بالقدس، وعلاقة السريان بالأقباط الموجودين بالقدس، وموقفهم من تعدى الأحباش على دير السلطان، ومدى وقوفهم إلى جانب الحق المصرى فى الدير.

 قلنا له فى البداية… حدثنا عن طائفة السريان الكاثوليك فى مصر؟
قال: الكنيسة السريانية الكاثوليكية هى واحدة من الكنائس الشرقية التى تتبع كرسى روما ولايزال بعض أبنائنا يتكلمون اللغة السريانية فى الشرق الأوسط والعالم بالإضافة إلى اللغة العربية، وهى كنيسة عريقة وقديمة تعود إلى ظهور  المسيحة الأولى منذ ألفى سنة. ويحمل البطريرك اسم إغناطيوس قبل اسمه الشخصى، وابرشية السريان الكاثوليك فى القاهرة هى واحدة من الابرشيات الكاثوليكية فى مصر، وبطريركها مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، وكاتدرائية السيدة الوردية بحى الظاهر، هى مقر الكرسى الأسقفى للمطران يعقوب أفرام سمعان مطران ابرشية السريان الكاثوليك فى القاهرة.
 لماذا يتواجد مقر بطريرك الطائفة السريانية الكاثوليك فى لبنان وليس فى أنطاكيا؟
السريان شعب عريق يعود تاريخه إلى 3000 سنة قبل المسيح، عاصروا المصريين القدماء زمن الفراعنة، سكنوا فى بلاد آرام أى بلاد الشام وكانوا يعرفون بالآراميين الذين سيطروا قبل الميلاد على بلاد حوض المتوسط الشرقى وقد سيطرت لغتهم الأرامية السريانية تدريجيا على كافة اللغات الموجودة فى ذلك الوقت، وبحكم كون أنطاكيا عاصمة الشرق الرومانى آنذاك صارت المركز الرئيسى الكنسى لبلاد سوريا وما بين النهرين وأسيا الصغرى، وانطاكيا تتبع حاليا دولة تركيا، ومازال اللقب الخاص بالكنيسة أنطاكيا، إلا أن البطريرك لم يقم هناك يوما، لقلة عدد المسيحيين، ولذلك يتواجد المقر البطريركى للسريان الكاثوليك فى العاصمة اللبنانية بيروت.
 إذن لماذا تتم سيامة راهب لبنانى أو سورى على إبريشية الطائفة بمصر؟
- حقيقى لا يوجد كهنة من الشباب المصريين وهو ما تداركته الكنيسة السريانية الكاثوليكية خلال الفترة السابقة، ولذلك دعمت أول شاب من أبناء الطائفة من مصر للسفر إلى دولة لبنان للدراسة والتعلم، تمهيدا لإعداده كاهنا لخدمة أبناء الطائفة حول العالم، وأتمنى أن تكون هناك دعوات جديدة للحياة الرهبانية والكهنوتية فى المستقبل.
مصر وفلسطين
 ما هو رد فعل الفلسطينيين حول مساعدة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإعمار غزة؟
- أولا نقدم الشكر إلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى والدولة المصرية بعدما تبرع بمبلغ 500 مليون دولار كمبادرة مصرية تخصص لصالح عملية إعادة الإعمار فى قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك فى تنفيذ عملية إعادة الإعمار.. جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس فى القمة الثلاثية بشأن تطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، ولاقت المبادرة صدى واسعا فى الشارع الفلسطينى، ولذلك تصدرت مصر قائمة الدول العربية، ولعبت دوراً هاما فى قيادة المنطقة العربية ليس فقط على مستوى غزة وإنما على مستوى العالم بسبب موقعها التاريخى والسياسى وقوتها الإقتصادية، وتستحق مصر أن تلعب هذا الدور القيادى بالعالم العربى.
مشيراً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع أن يشعر كل مواطن عربى بقوة وأهمية الدور المصرى بعد أن ضعف خلال فترة حكم الإخوان والجماعات الإرهابية، حتى أصبحت القاهرة اليوم من أفضل العواصم العربية، أفضل من بيروت والشام وبغداد، مؤكداً أن مصر اليوم من أفضل الدول العربية ليس من حيث الجمال والطبيعة فقط، إنما سياسيا أيضا فالدول العظمى كأمريكا وروسيا والصين تخشى التدخل فى شئون مصر، بالإضافة إلى الاهتمام فى البنية التحتية والتى تلقى اهتماما ملحوظا من قبل القيادة الحكيمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وأصبحت هناك آلاف المشروعات التنموية والزراعية والإنشائية، التى تخدم أبناء مصر، فاليوم مصر الأقوى عربيا وعالمياً.
الكنيسة القبطية
 وما طبيعة علاقتكم بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية ؟ وهل تقبل الأرثوذكس المعمودية الكاثوليكية؟
قال: علاقتنا بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية جيدة جدا والاختلاف بين الكنيستين يرجع لاختلافات طقسية فقط، وقداسة البابا تواضروس شخص منفتح واجتماعى وذو مكانة مميزة وقريب من القلب ومن المؤكد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى عهده ستشهد ازدهارا بين أبنائها.. وعن عدم قبول المعمودية الكاثوليكية لم يمانع البابا تواضروس قبول معمودية الكنيسة الكاثوليكية، ولكن المشكلة تكمن فى عدم استعداد بعض النفوس لتقبل هذا الأمر، ولكن مع مرور الوقت أعتقد سيقبلون معمودية الكاثوليك.
 هل هناك نية فى الطوائف كى يتم توحيد أعياد المسيحيين حول العالم ؟
- نتمنى ذلك أن يتم توحيد الاحتفالات والأعياد كالميلاد والقيامة وهو ليس خلافا عقائديا أو دينيا إنما خلاف فى التقويم وممكن إيجاد الحلول لو أن الكنائس الأرثوذكسية وحّدت كلمتها، فالكنيسة الأرثوذكسية تحتفل به طبقا للتقويم اليوليانى، أما الكنيسة الغربية فتحتفل به طبقا للتقويم الغريغورى أى نسبة إلى البابا غريغوريوس الكبير فى القرن السادس عشر الذى قام بتصحيح التقويم اليوليانى. وهذا ما يؤدى فى اختلاف موعد الاحتفال بالعيد بين الطوائف المسيحية المختلفة.
الجمهورية الجديدة
 فى الوقت الذى خرج معظم مسيحيى الشرق من بلدانهم بسبب الإرهاب ، نجحت مصر فى الاحتفاظ بهم وحمايتهم وتطوير أوضاعهم، هل توافق على هذا الكلام؟
بالتأكيد المسيحيون يعيشون فى مصر بكل أمان، يمارسون طقوسهم بحرية كاملة، ويقيمون شعائرهم وعباداتهم بكامل الحرية دون الخوف من التعدى عليهم أو الإساءة لهم بأى شكل، فخامة الرئيس وعد حقا فأوفى، فقد وعد بالحفاظ على مسيحيى مصر وحمايتهم وهو ما فعله حقا مما زاد ثقة المسيحيين المصريين فى رئيسهم الذى تصدى للجماعات الإرهابية وعقولهم المتطرفة بل قام بتدشين العديد من الكنائس لمختلف الطوائف فى عصر الجمهورية الجديدة وتساوى بين أبناء الشعب المصرى وهذه هى المواطنة والمساواة طريقة التعايش السلمى وإشارة إلى الصحة والتعافى بين أبناء الوطن الواحد وتوطيد علاقة المسيحيين بأرضهم.
 دير السلطان
 ولماذا يصر الجانب الإسرائيلى على عدم الاعتراف صراحة بملكية مصر لدير السلطان رغم الأحكام الصادرة من المحكمة العليا الإسرائيلية ؟
- أولا هذا الدير لا علاقه له بالكنيسة الكاثوليكية وإنما هو تابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية وشهد عام 25/4/1970 إخراج القوات الإسرائيلية الرهبان الأقباط فى عيد القيامة وسلمته إلى الأحباش، ورفع مطران القدس دعوة إلى المحكمة العليا الإسرائيلية ويوم 16 مارس 1971 أدانت القوات الإسرائيلية وحكمت بإعادة الدير المغتصب، وفى 9 يناير 1979 حكمت المحكمة أيضا بأحقية المصرية بتسلم الدير بقرار 70/109 إلى الأقباط الأرثوذكس المصريين لدير السلطان بالقدس مما يعد إنجازا تاريخيا وهو قرار يرد الحقوق لأصحابه، حتى لو لم تقم إسرائيل بتسليم الدير لأصحابه الأصليين، وأصبح الدير قانونيا ملكا للأقباط الأرثوذكس، مما أعطى الرهبان الأرثوذكس دفعة قوية لرسم العلم المصرى على جدران الدير ردا على الجانب الرهبان الأثيوبيين الذين رفعوا الأعلام الأثيوبية على الخيم الخاصة بهم فى ساحة الدير خلال التواجد لإجراء طقوس أسبوع الآلام.
 الشعب الإسرائيلى يدعى أنه يقوم على العدالة والقانون إلا أنه يصر على عدم الالتزام بقرارات المحكمة ؟ ماذا ردك ؟
بسبب مصالح إسرائيل السياسية والعسكرية مع الأثيوبيين الأحباش ترفض الحكومات الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى تنفيذ قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بتسليم الدير إلى الأقباط. لابد من الإشارة أنه يتواجد عدد كبير من الأحباش فى إسرائيل، كما يشارك عدد كبير الخدمة العسكرية الإسرائيلية وبالتالى تربطهم علاقات قوية بين بعضهم البعض، ولذلك أعتقد أن إسرائيل لا تريد فتح باب نزاع مع الأثيوبيبن الأحباش لعدم إثارة غضبهم، هذا هو رأيى.
كيف ترى تناول الإعلام الإسرائيلى لقضية دير السلطان ؟
الإعلام الإسرائيلى هو إعلام واقعى يدافع عن سياسة بلده فى الأمور الأمنية والخطوط العريضة لسياسة دولته، هناك حرية إعلام ينتقد أحيانا ويوافق أحيانا أخرى سياسة دولته حسب توجهات المحطة الإعلامية. ولكن بما يخص الأمن هو قلبا وقالبا مع مصلحة سياسة بلده، وبما يخص دير السلطان لم أسمع أنه تدخل فى الموضوع. ولكن بخصوص الاعتداءات على المسجد الأقصى هو يبرر هذه الاعتداءات طبعا هذه سياسته ولكن أيضا هناك إعلاميون وسياسيون إسرائيليون لاسيما العرب منهم يرفضون هذه الاعتداءات.
 كيف قابلت سحل القوات الإسرائيلية لراهب مصرى فى ساحة الدير ؟
كانت هناك وقفة احتجاجية وتظاهرات عديدة ضد القوات الإسرائيلية من قبل المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك للمطالبة برد الدير إلى أصحابه وعدم التعامل بإهانة مع المسيحيين، والمطالبة بالإلتزام بقرارات المحكمة العليا الإسرائيلية وتسليم الدير إلى الأقباط الأرثوذكس وحل الخلافات القائمة مع الكنيسة الحبشية من أجل ترميم الدير من قبل الأقباط  وهو ما رفضه الأحباش. كما اعترضت السفارة المصرية على هذا التصرف غير اللائق بالنسبة لمواطن مصرى وهو ما أخذته الشرطة الإسرائيلية بعين الاعتبار وأمرت بإخلاء سبيل الراهب الذى تم القبض عليه بعد سحله فى ساحة الدير خشية تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية.
 فى ظل استخدام الجانب الإسرائيلى لقضية دير السلطان هل تطلعنا على البعد التاريخى فى القضية ؟
يعد دير السلطان هو أحد الأديرة الأثرية ذى المكانة التاريخية الهامة فى نفوس الأقباط عموما والأرثوذكس خصوصا وهو يقع داخل أسوار البلدة القدية لمدينة القدس ملاصق لكنيسة القيامة أهم مركز حج للمسيحييين من كل العالم.. وعرف الدير باسم السلطان نسبة لحكم السلطان سليمان وكلمة السلطان عادة ما تطلق على ملوك المسلمين، وأن العرف جرى على وجوب تسمية الأديرة بأسماء القديسين، وقد شهد دير السلطان التابع للكنيسة الأرثوذكسية فى مدينة القدس أحداثا ساخنة اهتز العالم من أجلها وهى تعدى أحد أفراد الشرطة لدولة الاحتلال الإسرائيلية على الكهنة الأقباط المصريين أثناء محاولة إلى داخل الدير ومازالت القضية تشغل الأقباط فى العالم وأصبحت ذا صدى يدوى داخل العالم القبطى وكان قد أكد الأنبا أنطونيوس مطران القدس على استمرار الاحتجاج ومنع دخول قوات الاحتلال داخل الدير لأنه مملوك لمصر والأقباط الأرثوذكس منذ القرن السابع الميلادى وأنه تم تأكيد الملكية فى القرن الـ 12.
زيارة القدس والتطبيع
 هناك دعوات تنطلق لزيادة الزيارات من البلدان العربية إلى القدس والمقدسات، هل انت معها؟
نعم طبعا أتمنى زيادة أعداد الحجاج والزيارات إلى الأراضى المقدسة للحج، ونحن نشجع المسيحيين من كل العام إلى زيارة الأراضى المقدسة وأداء الحج والتبرك من هذه الأرض المقدسة وزيارة كنسيتى القيامة والمهد، وقبل كورونا كان يزورنا ١٠ آلاف مصرى فى عيد القيامة، اليوم الوضع أفضل بالنسبة للأقباط حيث يستطيعون الحج بكل سهولة وليس هناك تمنع من الكنيسة القبطية.
 وهل أنت مع منع البابا شنودة حج المسيحيين؟ وهل يعتبر الحج حاليا نوعا من التطبيع مع إسرائيل؟
 فى عهد البابا شنودة الثالث قال مقولته الشهيرة «لن ندخل القدس إلا مع أخوتنا المسلمين»، حتى أن البابا الراحل كان يعاقب الأقباط الذين يزورون القدس بالحرمان الكنسى، أى الحرمان من سر التناول، وهو أحد الأسرار المقدسة السبعة للكنيسة الأرثوذكسية، لا أتفق نهائيا مع هذا القرار، وكان قرارا خاطئا، بل إن البابا شنودة ظلم المسيحيين المصريين، فقد كان يسمح لأقباط القدس فقط بالقيام بسر التناول، أما أقباط خارج القدس لا يتناولون فى الكنيسة أثناء الحج، فمن الخطأ إدخال الدين فى السياسة وهو ما قام به البابا شنودة، أما عن أن الحج هو نوع من التطبيع فهذا غير صحيح لأن الحج المسيحى هو طقس دينى ليس له علاقة بالسياسة مع دولة، فهو نوع من التضرع والتقرب من الرب.
 البعض يقول إن الكاثوليك ليس لهم موقف واضح فى قضية المقدسات المسيحية فى القدس ؟
هذا الكلام غير صحيح، دائما ما نشارك فى الدفاع عن المقدسات سواء المسيحية أو الإسلامية أو حتى الشأن العام من خلال إصدار البيانات الاستنكارية والإدانات للأحداث المؤسفة التى يمر بها الشعب الفلسطينى، ودائما ما نقف مع سائر الطوائف المسيحية أو الأخوة المسلمين فى ظل المواقف المؤسفة التى نشهدها مع مرور الوقت.
مصر نموذجا
 وهل تعتبر أن مصر قدمت نموذجا يحتذى به ويعم على دول المنطقة فى احترام حريات المسيحيين فى إقامة شعائرهم وعبادتهم ؟
- جوابا على هذا السؤال ليس فقط مصر بل هناك عدة دول عربية وإسلامية تطورت العبادة الدينية فيها والإسلام أصبح أكثر انفتاحا من ذى قبل، وكون مصر هى من أقوى الدول العربية فإن أى تطور إيجابى وانفتاح على المسيحيين سيؤثر إيجابا على دول الجوار، التأثير المصرى على الجوار أكثر بكثير مما يعتقده المصريون أنفسهم ومن وجهة نظرى كمطران لبنانى اى من خارج مصر اتكلم بكل مصداقية بهذا الخصوص، مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تعود إلى موقع قبلة أنظار العرب والعالم الغربى نشكر الرب على كل ذلك.
 بعد تعيينك مدبرا بطريركيا لإيباريشية القاهرة والسودان للسريان الكاثوليك، كيف ترى أوضاعهم الأن فى مصر من زاوية حرية العبادة والاعتقاد وبناء الكنائس؟
الحمدالله التغيير للأفضل بشكل لافت للنظر وفخامة الرئيس والحكومة الرشيدة تقوم بكل ما فى وسعها من أجل حماية الاقليات أى المسيحيين هناك ارتياح كبير جدا جدا لدى جميع المسيحيين دون استثناء، طبعا حرية العبادة لدى الدولة المصرية شيء مقدس وكل الشكر والتقدير لكل ما تقوم به الشرطة وقوات الأمن المصرية فى الحفاظ على دار العبادة المسيحية والمسلمة وهذا أعطى ثقة دولية فى الأمن المصرى، أنا أنقل رأى المسيحيين المصريين بكل دقة الذين اقابلهم وطبعا هذا زاد من قناعاتى وارتياحى، وقد نقلت هذه الصورة فى السينودس الماضى إلى المطارنة من عدة دول فى العالم عن هذا التطور الكبير الحاصل بخصوص حرية العبادة. اما بخصوص بناء الكنائس نحن نعيش فى زمن بركة ومحبة لم نعشها فى مصر قبل ذلك التسهيلات ومساعدات الدولة وتدخل فخامة الرئيس تزيد من ثقة المسيحيين الغربيين قبل المصريين فى الدولة المصرية، نحن نعيش فى عصر جمهورية جديدة عصرية تتقبل الجميع وتساوى بين الشعب المصرى.
 هناك أنباء تؤكد أن البابا فرنسيس لن يستقيل عن منصبه بالرغم من مرضه؟
- هذه شائعات وأخبار ليست صحيحة نهائيا، أؤكد للجميع أن البابا فرنسيس بابا روما سيقدم استقالته من المنصب الحبرى فى حال عدم قدرته على قيادة الكرسى البابوى، والبابا يقصد فى الوقت الحال وهو مازال بصحته ولم يصب بمرض خطير. السلطة بالنسبة إلى البابا فرنسيس والاكليروس عامة هى خدمة اكثر مما هى تسلط على الشعب فيعلمنا المسيح أنه من يريد أن يكون الأول عليه أن يكون الخادم للكل، ويقول أيضا ما جئت لأُخدَم بل لأخدُم.
تبرئة اليهود
 يتردد أن الكاثوليك برأوا اليهود من دم سيدنا عيسى عليه السلام؟
 - كلا هذا ليس صحيحا وهو ليس موضوع نقاش فالبعض يردد هذه الأقاويل، نحن نتعامل مع اليهود  بكل محبة كما تعاملنا مع مختلف الديانات ومنها الديانة الإسلامية فالمسيح والرسل والقديسون الأوائل هم يهود.  ونحن كمسيحيين أخطأنا فى حق اليهود أيضا واعترفنا بأخطائنا أكثر من مرة ومن بين هذه الأخطاء الحروب الصليبية التى نظمتها القوى المسيحية الكاثوليكية الأوروبية بهدف استعادة الأراضى المقدسة ومدينة أورشليم «القدس» من سيطرة المسلمين فى منطقة شرق المتوسط، والكثير من الأخطاء التى اعترفت الكنيسة الكاثوليكية بتقصيرها وحبذها لم يتعلم الآخرون من الكنيسة.
 هل ننتظر قريبا رسامة امرأة كاهنة فى الكنيسة الكاثوليكية؟
مستحيل وغير مسموح نهائيا بسيامة المرأة كاهنة أى أكليروس أو رجل دين فى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية فى العالم كله بأن يكون امرأة، ولكن لا ننسى دور المرأة فى حياة الكنيسة فالعذراء مريم هى امرأة ولها أرفع وأقدس موقع فى الكنيسة الكاثوليكية وهناك الراهبات والمكرسات والعلمانيات، فالكهنوت سر مقدس من أسرار الكنيسة السبعة وممنوع على السيدات نهائيا وليس بسبب التمييز بين الأنثى والرجل، وإنما يرجع ذلك إلى اختيار سيدنا المسيح الرسل 12 من الذكور وليس الإناث.
 كيف ترى العدوان الإسرائيلى على سوريا ؟
نرفض نهائيا العدوان الإسرائيلى على سوريا الذى يكثف فى الآونة الأخيرة هذه  العدوانية المستمرة، كما نرفض العدوان من أى دولة على الأخرى ولا يوجد مبرر لاعتداء دولة على أخرى، فالعدوان هو مصدر الشر فى منطقتنا، والتى سيرتد خرابا ودمارا على كافة البلاد. كما نطالب بإدانة رسمية لإسرائيل للجم عدوانها، وندعو إلى ضبط النفس، كما نرفض أن تكون أراضى سوريا مباحة للعدوان الإسرائيلى.
ماذا عن المطالب بعودة إسرائيل على حدود 67؟
 - أتمنى أن يحدث ذلك، ولكنه صعب للغاية وبعيد المنال، أتمنى وحدة الشعب الفلسطينى والتوقف عن روح التفرقة وإيجاد حلول لاتحاد الفلسطينيين قبل كل شيء تحت راية موحدة.