فاتن عبدالرازق تكتب: الاصطفاف الوطنى

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

يوم ٦ أغسطس هو رمز لتحدى الإرادة السياسية والاصطفاف الوطنى الذى صنع الإنجاز العظيم برغم الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية القاسية التى كانت تمر بها مصر عقب الثورة الشعبية فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وبرغم التحديات والمصاعب التى واجهتها وأحاطت بها من كل جانب انتفضت مصر وأعلنت للعالم عزمها على حفر قناة جديدة بطول ٧٢ كيلومترا كرمز للأمل والمستقبل الأفضل الذى يتمناه المصريون ..وتساءل العالم مندهشا كيف لبلد فى مثل هذه الظروف الاقتصادية والأمنية والسياسية الصعبة أن ينفذ مشروعا بهذا الحجم وانطلقت الأصوات الحاقدة داخل وخارج البلاد تراهن على فشل القيادة المصرية فى جمع الأموال اللازمة للمشروع بل على تنفيذه أيضا .

وكعادة مصر وأبنائها أبهروا العالم عندما استطاعوا جمع ٦٢ مليار جنيه فى أسبوعين من خلال شراء الشعب المصري العظيم لشهادات قناة السويس ليبدأ حفر وإنشاء القناة الجديدة ليكون الإنجاز العظيم ويتم حفر القناة الجديدة فى أقل من عام ويكون هو الرد السريع والقاسى على الشامتين والمتربصين والحاقدين ويتحقق حلم القيادة والشعب فى إقامة هذا المشروع الضخم ليكون نواة لتنمية محور قناة السويس وتعظيم دور إقليم القناة كمركز لوجستى وصناعى عالمى ومحور ينافس عالميا فى مجال الخدمات والصناعات المتطورة والتجارة والسياحة ولتكشف بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامه والإحصاء أن قيمة إيرادات قناة السويس تخطت نصف تريليون جنيه خلال الفترة من ٢٠١٠ إلى ٢٠٢٠ وأن قناة السويس حققت أكبر إيراد خلال تاريخها فى شهر واحد هو ٧٠٤ ملايين دولار خلال الشهر الماضى بزيادة نسبتها ٣٥% عن نفس الشهر من العام الماضى وتصبح المنطقة الاقتصادية للقناة من بين أهم ١٥ منطقة حرة فى العالم مع تدفق الشركات الكبرى المصرية والعالمية للاستثمار بها .

وأثبتت قناة السويس أنها قادرة على إدارة أشد الأزمات من خلال تعاملها مع تداعيات جائحة كورونا ومع أزمة جنوح السفينة البنمية «إيفر جيفن « فى القناة حيث استطاع المصريون إنهاء الأزمة التى أربكت أسواق النفط العالمية والنقل البحرى على مستوى العالم .
إنها الإرادة السياسية والاصطفاف الوطنى عندما يكون الشعب واثقا ومؤمنا بقيادته فينجحان فى مواجهة التحديات ويصنعان المعجزات.