محمد بركات يكتب: نقص الأطباء

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أنه من المهم واللازم أيضا الاعتراف، بأن النقص الشديد فى أعداد الأطباء، هو نتاج مباشر لعاملين أساسيين.
أولهما هو ضآلة المرتبات وقلة العائد المادى الذى يتحصل عليه الأطباء الجدد والقدامى أيضا، فى مقابل الجهد المطلوب للوفاء بالمسئوليات الجسام الملقاة على عاتقهم.

وثانيهما هو قلة توافر الظروف الملائمة والمناخ المناسب واللازم للتشجيع على العمل والتمسك به، فى ظل قلة التقدير المعنوى والاحترام الواجب للمهنة والرسالة والجهد.

وفى هذا الإطار، وإذا ما توخينا مبدأ المصارحة والشفافية، وهو ما يجب أن يكون فى تعرضنا ومناقشتنا لهذه المشكلة أو القضية الهامة، فلابد أن نعترف أيضا أن الأطباء والهيئات الطبية المعاونة والمساعدة لهم فى مهامهم العلاجية والإنسانية، يحتاجون إلى التقدير المادى والمعنوى الصحيح والعادل من المجتمع والدولة.

ولكنى أقوله واضعا فى اعتبارى الحقيقة المؤكدة على أرض الواقع، التى يجب أن نعترف بها جميعا، وهى أن الأطباء ملائكة الرحمة هم من البشر، ويحتاجون إلى ما يمكنهم من الحياة الكريمة والوفاء باحتياجات أسرهم وعائلاتهم حتى يستطيعوا تأدية عملهم والقيام بواجباتهم على الوجه الأكمل.

وأقوله أيضا رغم إدراكى المؤكد بالظروف الاقتصادية العامة فى الدولة المصرية، التى فرضت للأسف وجود مثل هذه الحالة وأدت إلى ظهور الأزمة الناجمة عن نقص الأطباء نتيجة هجرة الكثير منهم للخارج بحثا عن التقدير المادى والمعنوى والمناخ المشجع للعمل.